رئيس «القوات»: لماذا لم يختر فريق 8 آذار عون مرشحاً له حتى الآن؟

حلفاء جعجع يرونه «المرشح الوحيد» للرئاسة

1 يناير 1970 11:31 م
يتحوّل ترشح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى الانتخابات الرئاسية في لبنان مع اول جلسات الانتخاب غداً «حقيقة» في الصندوقة الزجاجية التي ستسقط فيها أصوات نواب 14 آذار الداعمة للقطب المسيحي الابرز في تحالف «ثورة الأرز».

وسواء افتُتحت جلسة الانتخاب او تم تطيير نصابها، فان اوساطاً في 14 آذار ترى ان جعجع نجح من خلال التفاف كل قوى 14 آذار بمكونيْها المسيحي والاسلامي حوله في تقديم صورة لنفسه تكمل المسار الذي اتبعه منذ خروجه العام 2005 من السجن، اي صورة احد «امراء الحرب» الذي اعتمد سياسة «حفر الجبل بالإبرة» وخصوصاً لدى قواعد حزب «القوات اللبنانية» التي أخرجها من الأفق الضيّق الى الرحاب العربي.

وبحسب هذه الأوساط، فان مظاهر عدة برزت في الايام الاخيرة وعكست ان جعجع يخوض «معركة» رئاسية مزدوجة على خطيْ «الترشح» الذي فاجأ خصومه قبل الحلفاء والفوز الذي لن يكون مفاجئاً عدم تحقُّقه.

وتتوقف الاوساط نفسها عند الهجمة الشرسة التي شنّها «حزب الله» على «مبدأ» ترشح رئيس «القوات» والتي ترافقت مع نبش دفاتر الحرب ثم استحضار «مناورات» انتخابية تحت عنوان «إذلال جعجع» (مثل التداول بترشيح النائب اميل رحمة بوجهه) قبل ان يتم سحبها لانها سترتدّ على فريق 8 آذار وعلى العماد ميشال عون الذي لم يسِر بها (وايضاً رفضها النائب سليمان فرنجية)، معتبرة ان هذه الهجمة تدلّ على ان «الحكيم» نجح في تحقيق ما أراد على صعيد فرض نفسه كلاعب على مستوى رئاسي وفي نادي المرشحين الأقوياء والأهمّ انه فعل ذلك متسلّحاً بالنهج الذي عبَر من خلاله طائفته على «جناح» 14 آذار وبالخطاب الذي لم يجنح عن ثوابت واضحة يلتزم بها لجهة الموقف من «حزب الله» وبناء الدولة وبتحالف «ما جمعته القضية لا يفرّقه انسان» مع الرئيس سعد الحريري. من دون اغفال انه اتاح لـ 14 آذار دخول «السباق» من موقع متقدّم على خصومها وبسقف مرتفع جداً لم يبدأ من حيث انتهت التسوية التي افضت الى ولادة الحكومة الحالية.

وعشية جلسة الانتخاب الاولى اعلن جعجع عبر قناة «الجزيرة» ان «ليس هناك من رئيس توافقي أو رئيس تصادمي، فالرئيس التوافقي في لبنان يعني رئيساً يُدير الأزمة اي استمرارها، أما الرئيس التصادمي فلا أعرف على من ينطبق هذا التوصيف، باعتبار أن أي مرشح للرئاسة يجب ان يكون لديه برنامج عمل».

واذ اعلن ان «قوى 14 آذار ستشارك جميعها في الجلسة الانتخابية المقررة باعتبار أن موقفها واضح»، رفض مقولة ان ترشيحه هو مجرد تمهيد لوصول مرشح آخر لقوى 14 آذار، مشدداً على أن «ترشيحي هو جدي وفعلي، وفي النهاية لا نعرف ماذا يُخبئ لنا المستقبل، ولكننا نعمل بكلّ ما أوتينا من جهد لتأمين نصاب الجلسة».

واعتبر ان «تعطيل الجلسة الانتخابية من قبل 8 آذار لن يكون عملاً ديموقراطياً»، وقال رداً على سؤال عن وجود اتجاه اقليمي ودولي لاختيار العماد ميشال عون كرئيس توافقي باعتبار أنه الوحيد القادر نتيجة علاقته بـ «حزب الله» على التوصُل الى اتفاق معه حول سلاحه: «لم ألمس في أي حلقة من الحلقات الديبلوماسية الخارجية أي طرح من هذا القبيل لا غرباً ولا شرقاً».

وفي حين لاحظ ان موقف الفريق لا يملك مرشحاً حتى الساعة، سأل: «لماذا لم يختر هذا الفريق العماد عون كمرشح له الى الآن أم انه بانتظار مرشح آخر؟».