«هستيريا» الاستحقاق تضرب الشارع و... الناس

مرشحة لبنانية للرئاسة ... برنامجها «شنق» وقطع أيدٍ

1 يناير 1970 09:39 م
على قاعدة ان كل مسيحي ماروني في لبنان هو «مشروع» رئيس للجمهورية، وانطلاقاً من قناعة ترسّخت لدى اللبنانيين بان انتخابات الرئاسة غالباً ما تُحسم في الخارج ليكون مجلس النواب مجرّد «صندوقة اقتراع» لاسمٍ صُنع بتوافقات اقليمية ودولية عابرة لـ «خطوط التماس» الداخلية، يقارب أبناء «بلاد الأرز» هذا الاستحقاق الذي واكبوه 12 مرة منذ الاستقلال العام 1943 بما يشبه اللامبالاة وحتى... الاستهزاء.

فرغم انخراط اللبنانيين في لعبة «استطلاعات الرأي» عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتصويتهم لـ «الرئيس الافتراضي» عشية موعد جلسة الانتخاب الاولى يوم الاربعاء المقبل، فانهم يرفقون «اقتراعهم الالكتروني» لهذا المرشح «الدائم» او ذاك بتعليقات تعكس تيقّنهم من ان «الكلمة الفصل» في الاستحقاق الرئاسي لن تكون للنواب الذين انتخبوهم بل لمجموعة «ناخبين» خارجيين تعدّدت هوياتهم واختلفت درجات نفوذهم و«حصصهم» في الرؤساء الـ 12 الذين تعاقبوا على لبنان منذ 1943 ولكنهم شكّلوا ما يشبه «القابلة» التي لا «ولادة رئاسية» الا... على يديها.

وبمعزل عن اختلاف اللبنانيين حول أسباب هذا «التدويل» لاستحقاقهم الرئاسي، فانهم يتفقون على ان الرئيس الجديد الذي ينتظرونه بحلول 25 مايو المقبل سيكون من «طينة» الذين سبقوه وإن اختلفت مواصفاته الشخصيّة وأسلوب عمله.

وفي انتظار بتّ «الكبار» خريطة الطريق للانتخابات الرئاسية، يملأ اللبنانيون «الوقت الضائع» ببث مناخ يعبّر عن سخريتهم من واقع بلادهم وآليات اختيار رئيسهم في ما يشبه «الكوميديا السوداء» التي تتجلى خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض محطات التلفزيون وحتى في الشارع الذي صار الاستحقاق الرئاسي «حديث الساعة» فيه، على الأرصفة، في المقاهي، وايضاً في سيارات الأجرة التي تزدحم فيها الاحاديث عن «توصيلة» رئاسية لهذا المرشح او ذاك عبر «بوسطات» خارجية، وعن «بروفايل» هذه الشخصية او تلك من «فرسان الصف الاول» وآخرين ممن اصابتهم «هستيريا» الرئاسة.

ومع اقتراب لبنان من «ساعة الحقيقة» في الانتخابات الرئاسية صار هذا الاستحقاق الخبر الاول في صحف بيروت ومحطاتها فيما يستمر التسابُق على اعلان الترشيحات «الكوميدية» سواء من اعلاميين او رجال أعمال مغمورين او حتى مواطنين عاديين لا يحق لهم وفق العرف اللبناني حتى مجرّد «الحلم» بكرسي الرئاسة (المحجوز لماروني) فاذ بهم يتلقفون «الميكروفون» ليطلقوا ترشيحات وبرامج رئاسية تحت شعار «لو كنتُ رئيساً».

وهذه كانت حال سيدة لبنانية سرعان ما صارت «الشغل الشاغل» لمواقع التواصل بعدما أطلت عبر شاشة «المستقبل» معلنة بأسلوب ساخر انها تريد الترشح للرئاسة استناداً الى «برنامج عنفي» غالبية بنوده من نوع «الشنق» و«قطع الايدي».

وهذه السيدة، اختارت الاجابة عن سؤال مراسلة «المستقبل» ضمن فقرة «كلمة اليوم» من خلال الاعراب عن رغبتها بالترشح (بدي اترشح للرئاسة) مقاِربةً وبلغة بسيطة ومعبرة اوجاع الشعب اللبناني. وقالت بالعامية: «بجمد البلد... بشنق شي ألفين شخص... وبعيدن بركّز البلد ما حدا بيمد إيدو ع التاني... واللي بيسرق بقطعله إيديه... واللي بيقتل بعلقه ع البرج... أنا رئيسة جمهورية هيك بعمل».

واذ اعترفت بأنها طلَّقت زوجها وهي بعد شابة في مقتبل العمر «ومتل القمر»، لأنه ضربها، واصلت إعلان برنامجها الانتخابي: «بعمل حكم قوي ودورية ع البلد... بحط سعر على هذه الأحذية مثل سورية... بكشف شو الأسعار... برحم الشعب... بخليه يعيش... العِلم بلاش، الطبابة بلاش... بفتح مأوى بلاش للكبار اللي ما عندن ياكلوا».

واذ تقول عن المرشحين الآخرين «كلن شدي لهم سيفون»، تضيف : «انا مع الفقير لان الغني لن يرى السماء»، وحين تخطرها المراسلة أن على المرشح للرئاسة في لبنان أن يكون مارونياً، تضحك وتقول: «أنا روم»... وتصرّ على الاستمرار في الترشح، مؤكدةً أنها ستمحو المذهب عن الهوية.