حوار / رئيس تحرير المجلة التربوية اقترح أن تكون الكلية مثل «العسكرية»... تختار طلبتها بشروط دقيقة
عبدالله الشيخ لـ«الراي»: معظم الملتحقين بكلية «التربية» جذبتهم الزيادات المالية
| كتب محمد نزال |
1 يناير 1970
05:43 م
• كيف نعوّل
على مدخلات
لا تهتم بالتدريس
في بناء
الأجيال القادمة؟
اقترح رئيس تحرير المجلة التربوية الصادرة من مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشيخ، أن تكون كلية التربية، كالكليات العسكرية في شروط القبول، بحيث تختار طلبتها بمواصفات معينة ودقيقة، وتحرص عليهم لأنهم عماد المستقبل.
وأقر الدكتور عبدالله الشيخ في لقاء مع «الراي»، بوجود نسبة لا بأس فيها من الطلبة غير الراغبين في التدريس، وليس همهم التدريس، ولكن أصبحت كلية التربية أنسب مكان لهم، لاسيما بعد الزيادات المالية، ومن ثم أتى إلى الكلية نوعية من الطلبة غير راغبين بالتدريس، متسائلا «كيف نعول على هذه النوعية من المدخلات للكلية في تربية الأجيال القادمة؟».
وأشار الدكتور الشيخ، إلى أن «المجلة التربوية تقوم باستقبال الأبحاث وتحكيمها ثم نشرها أو رفضها بناءً على توصية المحكمين الخارجيين، وقامت في الآونة الأخيرة بإضافة بعض البرامج والأنشطة التي تخدم الأساتذة الباحثين»، لافتا إلى أن «عضو هيئة التدريس في الكليات الإنسانية لديه معاناة في إيجاد مجلة عالمية تنشر بحثه، وبنفس الوقت تنشره بسرعة، فهناك أساتذة انتظروا عاما وعامين وثلاثة كي يحصلوا على الموافقة لنشر أبحاثهم»... وفي ما يلي التفاصيل:
? المجلة التربوية احدى المجلات العلمية المحكمة، ماذا عنها؟
ـ المجلة التربوية هى إحدى المجلات الصادرة من مجلس النشر العلمي، الذي يعتبر جزءاً أساسياً من قطاع الأبحاث بجامعة الكويت.
وكانت المجلة في بداية إنشائها تتبع كلية التربية، أما الآن أصبحت هي وكل المجلات العلمية الصادرة في جامعة الكويت تحت مظلة واحدة، وهي مظلة النشر العلمي في قطاع الأبحاث، وتلتزم المجلة بعدد من الشروط ضمن لائحة منظمة، وإذا أردنا إضافة شروط جديدة يجب أن تخضع تلك الشروط لموافقة مجلس النشر العلمي.
ولكل مجلة ميزانية متفق عليها ولو احتجنا أي دعم مادي لهذه الميزانية فإننا نحصل عليه بسهولة من مجلس النشر العلمي.
وللعلم المجلة التربوية خرجت من الأسلوب التقليدي وهو استقبال الأبحاث وتحكيمها ثم نشرها أو رفضها بناءً على توصية المحكمين الخارجيين، بل قمنا في الآونة الأخيرة بإضافة بعض البرامج والأنشطة التي لا تخرج عن البحث العلمي منها ندوات عن البحث العلمي والترقيات ويوم مفتوح للمجلة تعرض فيه إصداراتها ومشاركتها في معارض الكتب الخليجية والعربية.
كما قامت المجلة بتوجيه الأنظار إلى المجالات البحثية المستحدثة في المجال التربوي الذي ينقسم إلى مجالات فرعية في المناهج وطرق التدريس والتكنولوجيا والإدارة التربوية وأصول التربية وعلم النفس التربوي، وذلك من خلال الاستكتاب وهو الاتصال بأستاذ دكتور خبير في مجال معين ونطلب منه تسليط الضوء حول مشكلة معينة لبحثها، وقد يكون الباحث في الاستكتاب من جامعة الكويت أو من خارج البلاد.
وفي الاستكتاب نطلب من بعض الأساتذة تسليط الأضواء على بعض المواضيع التي نراها هامة كأحد الاستكتابات الذي كان عن المواطنة، وتم عمل إصدار خاص بهذا الموضوع، وهو مفيد لطلبة الماجستير حيث يحتاجون إلى بعض المفاهيم ليكون البحث قي إطاره العام بصورة سليمة.
وأصدرنا استكتابا عن معايير كتابة الأطروحة حول المصطلحات التي يحتاجها الباحث، ولكون تعريفاتنا عنها مختلفة فأصدرنا المفاهيم والمصطلحات البحثية في عالم التربية، وآخر إصداراتنا هو مستقبل كليات إعداد المعلم في العالم العربي، فهل ستبقى كما هي عليه في المستقبل، أم أنها ستتغير، أم أنه لن يكون هناك كلية تربية، وإذا كانت موجودة كيف يكون شكلها في المستقبل.
وفي الحقيقة هذه الإصدارات تساهم في سد النقص حول بعض المواضيع والأشكاليات التي نواجهها.
? كيف تسير عملية تحكيم الأبحاث لديكم؟
ـ إذا كان البحث من جامعة الكويت فإننا نحكمه لدى محكمين اثنين من خارج الكويت، والبحث الذي يأتي للمجلة من خارج الكويت يخصص له محكمان إثنان من الكويت أو أي دولة أخرى، مع الإشارة إلى أننا لا نستطيع تحكيم البحث المحلي من محكمين محليين.
? هل هناك أنشطة وفعاليات أخرى نظمتها المجلة؟
ـ نعم المجلة نظمت مؤتمراً للبحث العلمي في دول مجلس التعاون، ونظمت يوماً مفتوحاً العام الماضي وعرض فيه إصدارات المجلة، وللمجلة النية أيضاً في عقد يوم مفتوح آخر خلال الفصل الدراسي الجاري بمشاركة طلبة الدراسات العليا، وأحياناً ننظم ورش عمل حول كيفية كتابة البحث العلمي ولدينا كم هائل من الأبحاث من كل الدول العربية، وتحديداً من الأردن، ومعظم الزملاء في كليات التربية بالوطن العربي عندما يسعون للترقية أول ما يضعون في الاعتبار المجلة التربوية للنشر فيها.
? يشتكي بعض الباحثين من صعوبة النشر في مجلات علمية عالمية كون إدارة الأبحاث تحدد النشر في مجالات معينة، هل تلقيتم هذه الشكوى؟
ـ نحن فى المجلة التربوية طرحنا فكرة سابقة لم تتم الموافقة عليها حتى الآن من قبل الجامعة، والفكرة كانت لدينا نية عمل توأمة بين المجلة التربوية وبين مجلة علمية عالمية في الولايات المتحدة الأميركية، ويكون بيننا اتفاق لمساعدة الباحث في النشر، فبدلاً من أن تطول مدة نشر البحث وبدلاً من أن تضيع سنوات كي يستطيع الباحث نشر بحثه، فكنا نريد أن يكون بيننا اتفاق أن البحث الذي نقبله نحن المجلة التربوية يكون بمثابة خطوه أولى للتحكيم السريع من قبل المجلة الأميركية، إلا أن الإدارة الجامعية رأت أن ذلك سيكون فيه تكلفة مالية والمجلة الأميركية قد تطلب ميزانية لهذا الخصوص.
والآن لدينا فكرة لتلافي هذا الأمر بحيث نصدر في السنة الواحدة عددا خاصا بالاتفاق مع إحدى المجلات الأميركية أو البريطانية، وتنشر أبحاثا معتمدة ومحكمة من قبلنا نحن المجلة التربوية، ولكن بعد أن يحكمونها هم أولا.
ويعيش عضو هيئة التدريس في الكليات الإنسانية معاناة في إيجاد مجلة عالمية تنشر بحثه، وبنفس الوقت تنشره بسرعة، فهناك أساتذة انتظروا عاما وعامين وثلاثة أعوام، كي يحصلوا على الموافقة لنشر أبحاثهم.
? هل الأبحاث لدينا نوعية وترق لمستوى الطموح أم أننا نعاني خللا في هذا الجانب؟
ـ عضو هيئة التدريس عندما يتقدم بالبحث يضع في اعتباره الترقية ويحرص على أن يستوفي كل شروط النشر في المجلة العلمية المعتمدة بصرف النظر عن المادة المنشورة، وأحيانا بعض المجلات كالمجلة التربوية ترفض البحث رغم اجتيازه لكل الشروط، ولكن نرفضه، لأنه ليس فيه إضافة وفيه تكرار ثم يتم رفضه، ونحن نشجع الباحثين أن تكون أبحاثهم جديدة في مضمونها.
? هل ارتباط الحصول على المناصب بالترقيات والأبحاث أمر سليم أم جانبه الصواب؟
ـ له جانبان، الأول سليم والآخر غير سليم، الجانب السليم أن الأستاذ في بداية مسيرته يركز على أبحاثه ويحقق وينجز العديد من الأبحاث وصولا للترقية، إذا وضع هذا بعين الاعتبار، ومن ثم يدخل في منافسة المناصب الإدارية.
أما الجانب الآخر، وهو الجانب غير السليم، فيتلخص في أنه ليس كل أستاذ يستطيع أن يدير، لأن الإدارة فن وموهبة قد تجدها في مدرس مبتدئ ولا تجدها في أستاذ دكتور.
? يطالب الباحثون بإعفاء الباحث من التدريس ليتفرغ لبحثه، ما مساعيكم نحو تحقيق هذا الطلب؟
ـ في الوقت الحالي اعتقد أنه من الصعب تطبيق هذا الأمر، ولكنه أمر جيد، فهو يوفر على الباحث جهدا ووقتا ليتفرغ لبحثه ويركز على مشكلة معينة ليجد حلا لها، ولكن لدينا نقصا في عدد أعضاء هيئة التدريس في مقابل زيادة مهولة في أعداد الطلبة.
كما أن هناك ما يسمى سنة التفرغ العلمي متاحة لكل أعضاء هيئة التدريس ممكن جداً أن يستغلها عضو هيئة التدريس في البحث العلمي.
? نظام الساعات الإضافية طبقته الإدارة الجامعية لمواجهة الكثافة الطلابية، كيف كان تأثيره على الأبحاث؟
ـ أثر بشكل كبير لأن الأستاذا يكون مشغولا بالتدريس، ولا يملك وقتا لإجراء البحث العلمي لأن البحث يريد أستاذ صافي الذهن.
? هناك انتقادات موجهة بضعف مخرجات كلية التربية، بماذا تعلق على ذلك؟
ـ هذا الامر موجود لأن المدخلات دون المستوى، ولذلك المخرجات تكون بناء على المدخلات، وأي منتج يعتمد على المدخل، ولدينا نسبة لا بأس فيها من طلبتنا غير راغبين بالتدريس، وليس همهم التدريس، ولكن أصبحت كلية التربية أنسب مكان لهم، لاسيما بعد الزيادات المالية، ومن ثم أتى إلى الكلية نوعية من الطلبة غير راغبين بالتدريس، وهذه النوعية كيف تعول عليها في تربية الأجيال القادمة؟، والمفترض حقيقة أن تكون كلية التربية كالكلية العسكرية تختار طلبتها بشروط معينة ودقيقة وتحرص عليهم لأنهم عماد المستقبل، فكما نحرص على الجندي يجب أن نحرص على اختيار المعلم، لأن التربية هي علم صناعة الإنسان، وهي مصنع الرجال، وهي منطلق النجاح في المجتمع وأي إصلاح في المجتمع لا يبدأ بالمنظومة التربوية محكوم عليه بالفشل، فالتربية مسؤولية الجميع، وكليات إعداد المعلم هي طريقنا لمستقبل واعد، وهذا لن يتحقق إلا إذا حرصنا على أن يكون المدخل على مستوى من الكفاءة والقيم والخلق لكي يكون بحق مربيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.