تسبّبت في إدخال بعضهم أقسام الشرطة وقاعات المحاكم
فشل الفنانين في مشاريعهم الخاصة ... يُجبرهم على العودة للفن
| القاهرة - من جوليا حمادة |
1 يناير 1970
12:24 م
• فاروق الفيشاوي: كدت أدخل السجن فابتعدت
• هالة صدقي: لا مجال يناسبني سوى الفن
• شريف منير: تجربة متعبة وتحتاج إلى تفرّغ
حاول كثير من الفنانين القيام بمشاريع خاصة قد تؤمّن لهم حياة آمنة من مخاطر انقلاب الحال الذي غدر بعدد منهم، إلا أن البعض فشلوا في تلك المشاريع بل ودخلوا في قضايا ومساءلات ومشكلات كانت سبباً في دخولهم قاعات المحاكم وأقسام الشرطة وأحياناً السجون، وجعلتهم يتراجعون خطوات كثيرة للخلف. لذلك توجهت «الراي» بسؤال الفنانين عن تلك المشاريع الفاشلة:
الفنان فاروق الفيشاوي تعرّض لخسائر ودخل في قضايا بسبب فشله في إدارة مشروعه الأول، الذي افتتحه لسنوات عدة في مدينة الغردقة، وكان عبارة عن مطعم، ولكنه لم يحقق المطلوب منه فأغلقه ومن بعدها قرر الاستثمار في مجال آخر، وهو العقارات، ولكنه أيضاً لم يصمد كثيراً بعد أن فشل المشروع وتورّط في قضايا شيكات ووقتها لم تتمكن نقابة الممثلين من مساعدته في الخروج من الأزمة.
وعن تجربته قال: «هذه المشروعات تحتاج إلى تفرّغ من أجل حل مشكلاتها التي تظهر بين الحين والآخر، وهي كثيرة. فمثلاً طلبني البعض لأشارك في شركة عقارية وأسندوا إليّ منصب رئيس مجلس الإدارة، وقمت بإدارة جيدة للشركة، لكن الشيكات التي يتم توقيعها لإدارة المشروعات والمستندات والأوراق كادت تدخلني السجن إلى أن استطعت إنهاء هذه الأمور وحلّ كل المشكلات وابتعدت ورفعت شعار (لا للبيزنس)، لأنه يؤثر سلباً على الفن».
أما الفنانة هالة صدقي فقالت: «أيقنت أن لا مجال يناسبني سوى الفن والتمثيل الذي أفهم فيه، ولا أفهم في غيره، لهذا قررت ألا أقحم نفسي في أشياء لا أفهم فيها». وأضافت: «هذا الكلام ناتج عن تجارب حقيقية، فمنذ سنوات عدة أقنعني زملائي بالدخول معهم في مشروع، وبعد تردد طويل حسمت الموقف وقبلت من باب التجربة، إلا أنني كنت خائفة جداً، وقررت خوض المغامرة، ولكنني بعد أن تعمقت في الأمر وجدت أنني لا أجيد التعامل في عالم الحسابات، ومن يومها قررت أن أعود إلى مكاني كممثلة، إذ أفهم في هذا المجال وأعتبره هوايتي وحبي الأول ومجال عملي أيضاً، كما أنني اكتشفت أن (صاحب بالين كداب)».
من جهته قال الفنان شريف منير: «بالفعل خضت التجربة وفتحت صالوناً للحلاقة مع عدد من زملائي الفنانين، ولكن التجربة كانت متعبة وتحتاج إلى تفرّغ وملاحظة ومتابعة فتراجعت».
وفشلت أيضاً تجربة الفنانة إنجي المقدم التي شاركت فيها ابنة إحدى الفنانات وفتحت محل ملابس، ولكن الشراكة لم تدُم وتدهورت العلاقة بينها هي وشريكتها وانتهى الأمر إلى المحاكم والقضايا وتبادل التصريحات النارية والشتائم على صفحات الجرائد والمجلات، ما أنهى الشراكة وفشلت التجربة سريعاً. وخاض الفنان عزت العلايلي التجربة من خلال المشاركة في ملاهي مائية، وقال عن هذه التجربة: «وجدتها فكرة جديدة، ولكن الفترة القليلة التي مارست فيها إدارة المشروع لم تحقق النجاح، ووجدتني أخسر رأس المال الذي وضعته في المشروع فآثرت الانسحاب، مؤكداً أن الفنان لا يمكنه في أحوال كثيرة أن ينجح في البيزنس، «لأنه يحتاج إلى تفرّغ وتجارب وخبرات لم تمرّ عليّ من قبل، وقررت عدم تكرار التجربة».
الأمر لم يختلف كثيراً بالنسبة إلى «الكافيه» الذي افتتحه الفنان محمد رياض بمشاركة زوجته وأخيها الفنان عمرو ياسين، وكان في منطقة الهرم بالقرب من مسكنهما الذي تعيش فيه الأسرة كلها.
وفي بادئ الأمر حقق المشروع نجاحاً ملحوظاً، خصوصاً أن رواد «الكافيه» كانوا يعرفون أنه مملوك للفنانين محمد رياض وعمرو نجل الفنان محمود ياسين، إلا أن التجربة لم تستمر طويلاً بعد الكساد الذي عانى منه المشروع ولم يعد يحقق العائد منه، ما أدى إلى تراجع حماسة الشريكين على استكمال التجربة وفضّ الشراكة ونهاية مشروع «الكافيه».