افتتح الموسم الثقافي للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج

المليفي: دور المدرسة انحسر في تحديد المواطنة والجيل الحالي فقد الارتباط بالمجتمع

1 يناير 1970 10:56 ص
اعتبر وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي أن دور المدرسة انحسر في تحديد المواطنة للطلاب والطالبات وتبصيرهم بالحقوق والواجبات وفقد الجيل الحالي الارتباط بالأسرة والمجتمع الداخلي.

وشدد المليفي خلال افتتاحه مساء أول من أمس الموسم الثقافي الـ21 للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج تحت شعار «المواطنة الفعالة تبدأ من المدرسة» على ضرورة زرع المزيد من القيم والقدرات في نفوس جيل المستقبل ليميزوا بين الغث والسمين، مع حاجتهم إلى الجرأة على التمرد، في ظل العولمة والثقافات المتنوعة في العالم.

ودعا المليفي الباحثين إلى إيجاد الخطوات الاصلاحية لمساعدة الأجيال في المنطقة على مواجهة كافة العمليات المدبرة لتدميرهم، وخير دليل على ذلك ما تمت مصادرته من كميات كبيرة من المخدرات من خلال مافيا هدفها الأول هو هدم المجتمعات بضربها لعمادها من الشباب.

وأوضح ان اختيار المركز العربي للبحوث لموضوع «المواطنة الفعالة... تبدأ من المدرسة»، إنما يأتي في إطار ما نعهده منه بوصفه مؤسسة تربوية مميزة تواكب واقعا ما نبحث عنه في مؤسساتنا التربوية مؤكدا ان وزارة التربية في الكويت قدمت جهودا متميزة في مجال تربية المواطنة، وركزت عليها في المنهج التعليمي، وأثرت بها جوانب متعددة في البناء التعليمي، ومن ثم فإنها تشتمل على العلاقة بين الأفراد والدولة، مع الامتثال والمواءمة بين الحقوق والواجبات، وهي تشتمل كذلك على ضرورة التزام المواطن بمسؤولياته تجاه وطنه.

وقال «باختصار شديد ينبغي ان تتميز المواطنة بوجه خاص بولاء المواطن لوطنه، والتعاون مع الآخرين من اجل تحقيق الاهداف القومية للدولة مشيرا إلى أن ذلك لا يتحقق الا من خلال نظام تعليمي يعمل على توظيف المواطنة وغرسها في عقول ووجدان الناشئة، ويمتد بها في سلوكهم في عمق المجتمع.

وأضاف «أن وظيفة المدرسة الأساسية تتطلب تحقيق النمو المتوازن للشخصية الإنسانية المتكاملة، وذلك من خلال تربيته روحيا وجسديا ودينيا وتوجيهه وجهة صالحة، كما أنها تستكمل دور المؤسسات المجتمعية الأخرى في تحقيق المواطن الصالح وبنائه على أسس قوية وسليمة».

وبين أن المواطنة الفاعلة يجب أن تبدأ من المدرسة، فهي التي تنظم معرفة الأبناء، وهي الشريان الوحيد لبقاء الفرد في المجتمع مواطنا يؤدي واجباته عن وعي، ويتحمل مسؤولياته الوطنية والمجتمعية والاسرية، لذا عدت المدرسة الداعم الأساسي لعمليات تكوين المواطن الصالح في المجتمع، فمن خلالها تبنى المجتمعات وتتقدم وتزدهر.

وختم المليفي حديثه قائلا: «ان المواطنة تعبير عن سلوك متفرد وراق، هو محصلة عمليات التربية المجتمعية، فالحاجة ماسة للمدرسة في تحقيق مواطنة تبنى على التمسك بالقيم الاصيلة للمجتمع، وحق الانتماء للمواطن لتحقيق رفاهية الأفراد، وهذا هو دور المدرسة لغرس قيم المواطنة عن طريق تفعيل النشاط المدرسي وتنميته عند المتعلمين، خصوصا عند معلميهم بوصفهم القدوة للأبناء في ترسيخ مبادئ المواطنة الفاعلة لديهم».

من جانبه قال مدير المركز العربي الدكتور مرزوق الغنيم انه منذ عشرين عاما انعقد الموسم الثقافي التربوي الأول، ليضيف بعدا جديدا إلى دائرة نشاطات المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، المعني أساسا بالبحث العلمي، فكرا وممارسة، وتطويرا وتقويما، من خلال الاصدارات المنشورة، دراسات وكتبا، وادلة مرجعية، وحقائب تدريبية ونحوها، ليستفيد منها الاختصاصيون والباحثون والطلبة، وغيرهم من المهتمين بالبحث والتطوير التربوي.

وأكد الغنيم أن المركز انشأ قناة اتصال مباشر بينه وبين الوسط التربوي، والمتابعين لنشاطاته، والمعنيين بنتائج عمله، حيث اتاح هذا البعد المضاف فرصة امام المركز، لإبراز ما يرصده من قضايا العصر المتصلة بميادين الفكر والثقافة، والمشكلات المصاحبة للتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية، التي تنعكس بدورها على نظم التعليم ورسم سياساتها، وتؤثر بعمق على مؤسسات التعليم وأدوار العاملين فيها، والقائمين على إدارتها، كما تظهر ذلك نتائج الدراسات والبحوث التي تصدرها مراكز البحث، وتنشرها وسائط التواصل والإعلام، بغية عرضها، وتحليل وتبادل الآراء حولها، وفهم حقيقتها وإدراك دلالاتها، والخروج من رحلة البحث والتفكير والمناقشة البناءة بنتائج تساعد على الوصول الى فهم موضوعي للأمور، وقدرة على تبين انسب الخيارات لمواجهة التحديات، وحل المشكلات وتحقيق مستويات أعلى في الأداء والنتائج.

وذكر أن الجديد في ما يحاول موضوع موسمنا الثقافي التربوي تسليط الضوء عليه، يتركز في أمرين اثنين، أولهما هو وصف المواطنة المقصودة في عنوان الموسم «الفعالة»، تمييزا لها عن غيرها، ما يدخل في حكم تحصيل الحاصل كما يقال، وثانيهما هو دور المدرسة في اعداد الأطفال والشباب للمواطنة الفعالة، والذي يستدعي تطبيقه في الواقع، وإبراز دلالاته التي تتجاوز حدود الشعور بالانتماء للوطن، والتغني بحبه والولاء له، الى ترجمة حقيقية للمواطنة.

وشدد على ضرورة تحديد دور المؤسسة التربوية في غرس بذور المواطنة الفعالة في وجدان الأطفال وعقولهم وسلوكهم، باعتبارها المجتمع الصغير الذي يكون فيه الطفل خبراته المجتمعية الأولى.

بدوره، فسر وزير التربية والتعليم العالي الأسبق الدكتور رشيد الحمد المعنى اللغوي لكلمة «المواطنة» المأخوذة من الفعل «واطن» المتصل بالوطن، وهو المكان الذي يقيم فيه الإنسان ويتخذه مقرا له، وإليه يكون انتماؤه. مبينا عدة تعريفات لمفهوم المواطنة تتلخص بعلاقة انتماء الأفراد إلى تراب وطن تحدده حدود جغرافية، وما يترتب عليه من حقوق وواجبات، كما تنظم العلاقة بينهم وبين نظامهم السياسي والاجتماعي.

وتطرق الحمد إلى مفهوم المواطنة وحددها بمستويات ودوائر متعددة من العلاقات تبدأ من علاقة المواطن بمجتمعه المحلي، مرورا بالمجتمع العربي والإسلامي، وانتهاء بالمجتمع الإنساني العالمي،وهذه العلاقة حيث امتدت اوجبت حقوقا وواجبات وتفاعلات محكومة بضوابط شرعية.

وطالب الحمد بضرورة تطوير المؤسسات التعليمية من ادائها لتنهض بمسؤوليات التربية الوطنية، وتنطلق من مفهوم المنهج المدرسي الشامل أو بمفهومه الواسع الذي يشمل كل عناصر المنظومة التعليمية التي تتضافر جميعها على تحقيق الاهداف العامة للتربية في الدولة بكل مكوناتها.

وشدد على ضرورة تزويد المعلم بالمعلومات والمعارف والخبرات التي تتصل بتنمية المواطنة حتى تتحقق بصورة إيجابية لدى المتعلمين.