مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

لا تضيعوا ما بقي من هيبة الدولة

1 يناير 1970 07:59 ص
أثناء رحلة صيد السمك في دولة خليجية وبعد أخذ رخصة خاصة من الجهات المعنية مسجل بها جميع من سيشارك في هذه الرحلة، وأثناء انهماكنا بالحداق في عرض البحر جاءنا زورق دورية بحرية وطلب قائدها جميع هوياتنا ورخصة الصيد، فاعتذرنا بأننا تركنا هواياتنا في المخيم واكتفينا برخصة الصيد، ولكنه أصر على أن نحضر جميع هوياتنا لمركز السواحل التابع لهم، فأطعناه وذهبنا إليه في مكتبه لأخذ الرخصة.

وأثناء دخولنا للمركز الذي كان عبارة عن غرفة متنقلة وخيمة صغيرة استهزأ بها أحدنا ما أثار ذلك غضب الضابط المناوب، وأصر على نقلنا جميعاً لأقرب مركز شرطة وتوجيه تهمة إساءة لهيبة الدولة، فالمكان كما قال تتصدره صورة الحاكم ويعلوه علم الدولة، والإساءة للمركز إساءة للدولة ورموزها.

وبعد توسل ورجاء واعتذار لأكثر من ساعة وإحساس الضابط بأن هدفه قد تحقق بدخول الهيبة والاحترام لدولته في قلوبنا أفرج عنا.

وفي الكويت وبتكرار ممل يثير الغيظ والغضب تتكرر حوادث الاعتداءات على رجال الأمن وسياراتهم ومخافرهم، ولكنها غالباً ما تنتهي تماماً بتنازل رجال الأمن بعد ترغيب وترهيب وترجٍ وتدخل نواب منع الشيشة في المقاهي وحماية مطلقي النار في الأعراس، فتضيع هيبة الدولة وتضعف همة العاملين في «الداخلية» بالحرص على تطبيق القوانين على الكل والتأكيد على اعتقال جميع الجناة. ولضرب مثل على ذلك ما حدث بالأمس القريب من اعتداء مسلح على مخفر شرطة الفردوس، وللمرة الخامسة خلال سنة ونصف دون أن نسمع أي إجراء لمعاقبة المعتدين، ما يجعلنا نتوقع المزيد والأجرأ والأخطر من اعتداءات، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

إضاءة

لا يجب أن تكيف محاولة إدخال 3 ملايين حبة مخدرة للبلد على أنها جريمة تهريب مخدرات، بل يجب أن توصف بأنها جريمة أمن دولة وتخابر مع دول معادية، تسعى للإضرار بالبلد، فالكمية المضبوطة وكلفتها المالية والمسافات التي قطعتها والدول التي عبرتها تؤكد اعتقادي.