وثيقة وتاريخ
القول المأمول في أخبار ناهض السهول
1 يناير 1970
04:54 ص
• السهول كرام النسب ... عراق الحسب وعظام الأدب
قبيلة السهول من أعرق قبائل الجزيرة العربية، وهم السهول الأنجبين، والكرام الأمجدين، السالكين طريق الكرام، والمجدين الإحسان بعد العدم، الساكنين الفلات، المالكين المكرمات – كما قال ابن بسام.
وهم بنو أنس بن ربيعة بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العدنانية.
وقد استوطنت قبيلة السهول بحاضرتها وباديتها الكويت قديماً، وساهموا في بناء الكويت، واستشهد كثير منهم في معاركها، ومزجوا دماءهم بثراها... فهم من سيوفها المصلتة، ودروعها المنيعة.
من عزوة دايم على العز يمشون **** إن كان باللقوات وإلا معازيب
أنتم هل النوماس وأنتم هل العون **** سـواطي ما فيه شك ولا ريب
سهول في وقت السهالة يلبون **** ويا صعبهم إن كلحن الأشانيب
الناهض من أسر الكويت القديمة
عائلة الناهض من العوائل الكويتية القديمة، نزحوا إلى الكويت في منتصف القرن التاسع عشر من سدير، وهم من أوائل الأسرة التي قطنت الكويت من قبيلة السهول في الكويت قديماً، حيث يعود نسب أسرة الناهض تحديداً إلى آل رشيد من البرازات من قبيلة السهول، وهم ذرية سعد وعلي الناهض، سكنوا في الحي الشرقي في فريج هلال، وعرف عنهم السمعة الطيبة والكرم وحسن الجيرة عند أهل الكويت.
وقديماً عمل الرعيل الأول منهم في مهنة الغوص، وظهر منهم رجال من كبار تجار الغوص في الكويت، وملكت عائلة الناهض سفناً للغوص قديماً، منها جالبوت اغريبة لعلي سعد الناهض، وشوعي اطويسان لناهض علي الناهض، وجالبوت النيرة لأحمد سعد الناهض، وجالبوت الريل لناهض علي الناهض، وسنبوك دسمان لمحمد سعد الناهض، وسنبوك مشهور لسعد الناهض.
من رجال أسرة الناهض
ومن رجال أسرة الناهض الأفاضل الطواش المرحوم سعد الناهض، ويعرف قديماً بالكويت باسم سعد اخو ناهض، وهو من كبار تجار الغوص في الكويت قديماً وفي الحي الشرقي قديماً، وهو من ضمن من رافق المرحوم شملان بن علي بن سيف رحمه الله إبان هجرة تجار الغوص قديماً إلى الجبيل.
والطواش أحمد بن سعد الناهض رحمه الله، الشهيد في معركة الجهراء، وهو ابن الطواش سعد، وهو من كبار تجار اللؤلؤ في الكويت في الحي الشرقي قديماً.
والطواش المرحوم محمد بن سعد الناهض، وهو ابن الطواش سعد، وهو من كبار تجار اللؤلؤ في الكويت في الحي الشرقي قديماً.
والنوخذة ناهض بن علي الناهض من كبار نواخذة الغوص في الكويت في الحي الشرقي قديماً – رحمهم الله جميعاً.
أسرة الناهض قلوبهم معلقة بالمساجد صلاة وبناء
كان رجال أسرة الناهض أهل خير وبر وصلاح، فساهموا في العديد من المشاريع الخيرية، وكان من أجلها شأناً إعمارهم لبيوت الله تعالى، فبنوا لهم مسجدين ما زالا يحكيان خيرية الأوائل من هذه الأسرة.
ومن هذه المساجد مسجد سعد أخو ناهض في أقصى الشرق من جهة المستشفى الأميري، وقرب المرسم الحر على ساحل الخليج العربي تقع محلة «فريج» بورسلي، وفي هذه المحلة كان يقع مسجدنا هذا على ساحل البحر مطلاً على نقعة بورسلي.
ذكر الشيخ محمد بن محمد صالح التركيت – رحمه الله – إمام مسجد المطبة: أن والدته أوصت ببناء مسجد من ثلث مالها فقام والده الشيخ محمد صالح التركيت، وهو الوصي بشراء أرض من السيد صالح البصيري في فريج بورسلي لإقامة مسجد عليها، ولما علم الحاج شملان بن علي بن سيف الرومي، وكان وكيلاً لسعد الناهض بهذا العمل المبارك، ساهم بثلث سعد الناهض. ثم تولى والده بناء المسجد العام 1335هـ، الموافق 1916 م.
ولعائلة بورسلي، وعلى رأسهم السيد راشد بورسلي، الفضل في الإشراف على المسجد وخدمته ورعايته منذ تأسيسه حتى تسلمته الوزارة. كما أن لهذه العائلة أوقافاً ثابتة على هذا المسجد، ولهذا كله أطلق على المسجد: مسجد بورسلي.
ومنها مسجد الناهض ويقع في حي الشرق في براحة الماص، وبقربه كانت تقع المدرسة الشرقية للبنات، وبركة الماء في براحة الماص، وكانت هناك مدرسة صغيرة أو كتّاب ملحق بالمدرسة من جهة الغرب، كان يدرّس فيها الملا عبد الله بن محمد التركيت.
وضع أساس المسجد بنفسه السيد ناهض بن علي السهلي الذي كان ينقل الصخر من البحر إلى المسجد ليصنع منه أساس المسجد، كان ذلك في مطلع القرن العشرين.
وقد وجد ورثة السيد سعد الناهض من ضمن أوراقه وصية مكتوبا فيها ما يفيد أن السيد سعد الناهض اشترى أرضاً قرب بيته الواقع في فريج هلال بشرق، وأوصى بتخصيص هذه الأرض لبناء المسجد عليها، وقد أوصى كذلك بدفع خمسمئة روبية كإعانة منه لبناء المسجد.
والوثيقة المرفقة تبيّن وصية سعد للمسجد وأعمال بِرّ أخرى.
وقد أورد المسجدين الأستاذ عدنان الرومي في كتابه «مساجد الكويت التراثية».
الناهض ورعاية الأيتام
في الكويت
تنوعت سبل الإنفاق قديماً عند أهل الكويت، وتعهد محسنوها حاجات الناس وسدوا كل خلة، فكانوا أكرم ثلة.
ومن وجوه البرّ والإنفاق قيامهم على الأيتام رعاية وتعليماً، وكان من أعظم صروح رعاية الأيتام في الكويت قديماً مدرسة الأيتام التي أسسها الوجيه شملان بن علي آل سيف – رحمه الله، ولأخينا الباحث د. خالد الشطي كتاب مستقل ماتع فيها.
ويهمنا من ذلك أن الأديب خالد سعود الزيد والمؤرخ حمد السعيدان – رحمهما الله – قد ذكرا أن مدرسة السعادة التي أنشأها شملان بن علي آل سيف كانت من ثلث أيتام سعد الناهض - رحمه الله.
وكان شملان قيّماً على هذا الثلث، فأنفقه لنصيحة صديقه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في تعليم الأيتام والفقراء بالمجان؛ حتى انتهى الثلث.
فنُسِبَ فضل إنشاء المدرسة إليه، وكلهم في الخير والأجر سواء.