«القوات» ترشّح رئيسها اليوم وعون يحذّر الحريري من الاحتمالات السلبية لدعمه
«الجنرال» و«الحكيم» يشعلان السباق الرئاسي في لبنان
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
08:11 م
تصاعدت أجواء التنافس بين المرشحين البارزين للرئاسة في لبنان زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون وزعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فيما يطبع التريث والهدوء تحركات غالبية المرشحين الآخرين على ضفتيْ 8 و14 آذار وما بينهما.
وتبدو المواجهة بين عون وجعجع متجهة الى احتلال الصدارة في اللحظة الحالية رغم حرص كل منهما على نفي ان يكون مرشحا مواجهةٍ للآخر. ولكن الوقائع التي برزت في اليومين الاخيرين تؤكد مجموعة حقائق موضوعية من ابرزها:
- يُقبِل جعجع على معركة جدية للغاية انطلاقاً من الاجتماع الذي تعقده الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» ظهر اليوم في مقره في معراب وتعلن فيه ترشيحه رسمياً للرئاسة بما يعني ان جعجع لن ينتظر الموقف النهائي الحاسم لقوى 14 آذار في اختيار مرشحها الوحيد للرئاسة وسيستبقه موحياً بانه المرشح الحصري لهذه القوى. وهو أمر أثار تساؤلات لم تجد اجابات واضحة بعد عنها، عما اذا كان جعجع ينسق حملته الرئاسية مع حليفه الأكبر صاحب الكلمة الفصل الرئيس سعد الحريري ام انه يتصرف منفرداً بدافع الضغط على الحريري ووضعه أمام أمر واقع لحمله على مغادرة الصمت وتأييد جعجع من دون سواه من مرشحي 14 آذار الآخرين وهم الرئيس أمين الجميل والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم.
- في المقابل يمضي عون في حملته بنمطٍ يحاول فيه الايحاء بانه أقوى المرشحين لا على الصعيد الشعبي فقط، بل أيضاً هذه المرة على صعيد الأبعاد الخارجية بما فيها البُعد الاميركي. ولكن مقابلة عون التلفزيونية مساء اول من أمس عكست ملامح بلبلة في مواقفه اذ بدا كأنه يحاول الموازنة بين مواقفه المؤيدة لـ «حزب الله» والنظام السوري من دون ان يغامر بالانفتاح على الحريري والسعودية لكنه جنح نحو الكفة الاولى. وهو الامر الذي عكس عدم تلقيه اي ضمانات حيال امكان قيام موقف ايجابي منه من هذا الجانب بدليل انه اعترف بأن لا دعوة موجهة اليه من السعودية لزيارتها كما انه حذر «تيار المستقبل» ما وصفه بالاحتمالات السلبية لدعم ترشح جعجع للرئاسة.
- تبعا لذلك تشكل المواجهة المرشّحة للتصاعد بين عون وجعجع محور التقديرات والسيناريوات المطروحة لجلسات الانتخاب في مرحلتها الاولية التي تقتضي نصاب الثلثين (86 نائباً) لانعقاد الجلسة كما لفوز اي مرشح. ويبدو لافتاً في هذا السياق ان غالبية التقديرات تذهب في اتجاه ترجيح ان يتسبب كل من عون وجعجع بحرق الآخر باعتبار ان لا شيء يوحي الآن بامكان حصول اي منهما لا على اكثرية الثلثين في الدورة الاولى ولا على اكثرية النصف زائد واحد (65 نائباً) في الدورة الثانية من الجلسة الانتخابية.
واذا صحّ هذا السيناريو الكثير التداول في كواليس القوى السياسية الاخرى والمرشحين الآخرين، فانه يعني حتماً الذهاب الى الخيارات الاخرى بعد استبعاد «الجنرال» و«الحكيم» اي نحو مرشحين توافقيين او مستقلين. وهنا تبرز المخاوف من احتمالات تجاوز المهلة الدستورية في 25 مايو من دون التمكن من انتخاب رئيس جديد بما يعني حلول فراغ رئاسي وتولي الحكومة صلاحيات رئاسة الجمهورية حتى التوصل الى ظروف تتيح انتخاب الرئيس الجديد من ضمن مظلة اقليمية - دولية يسلّم الجميع بان لا امكان لتمرير الاستحقاق الرئاسي من دونها وان في اطار «حاضنة» لبنانية.
وفي حين يتزامن الترشيح الرسمي لجعجع اليوم مع الذكرى الثانية لمحاولة الاغتيال التي تعرّض لها في 4 ابريل 2012 برصاصتيْ قنّاص أخطأتا «الهدف» بـ «فارق سنتيمترات قليلة»، ولكنهما اعتُبرتا تغييراً لـ «قواعد الاشتباك» الامنية التي كانت حكمت لبنان منذ اتفاق الدوحة، رأى العماد عون عبر قناة «الميادين» ان لا لزوم لاعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية، مشيرا الى انه «اذا تبين ان ثمة ظروفا مواتية لترشيحي لا بأس اذا انا مرشح ومرشح قوي ولن انتحر ان لم تساعد الظروف»، ومعلناً: «قرار ترشيحي لم يحسم والناس تظن انني ادبدب وازحف للوصول الى الرئاسة لكنني لست كذلك، انا مرشح ولكن حسب الظروف فالرؤساء يأتون مرهونين لكن انا لست من هذا النوع».
واذ أشار الى ان على «تيار المستقبل ان يعرف ان قراره بدعم رئيس حزب القوات اللبنانية للرئاسة قد ترتب عليه احتمالات سلبية»، اعتبر ان «ليس هناك امكان دستوري لوصول قائد الجيش العماد جان قهوجي الى الرئاسة وتعديل الدستور غير وارد».
وعن علاقته مع الاميركيين، قال انها «تحسنت كثيراً الآن وحين طلبوا مني الابتعاد عن حزب الله رفضت»، موضحاً رداً على سؤال انه «كلما اختلت العلاقة مع سورية كلما حدثت مشاكل»، ولافتا الى ان «في سورية نظاما ديموقراطيا يرضي شعبها والبدائل المطروحة للنظام في سورية غير مقبولة».