مقتل سوري وجرح آخريْن برصاص الجيش في عرسال

إزالة «المتاريس» من طرابلس... والحكومة

1 يناير 1970 08:11 م
نجح مجلس الوزراء اللبناني في «السباحة» في بحر التعقيدات التي تحكم الواقع الداخلي مستفيداً من «العوّامات» التي وفّرها له التوافق الاقليمي الذي أتاح استيلاد حكومة الرئيس تمام سلام وادخال لبنان في مرحلة من «التبريد» ملاقاةً للانتخابات الرئاسية التي فرضت سلوكاً أمنياً غير مسبوق يتجلى في التفاهم على قفل بؤر التوتر ولا سيما في طرابلس والبقاع الشمالي وبعض النقاط في بيروت.

واستوقف الدوائر السياسية في بيروت ما خرجت به جلسة مجلس الوزراء مساء الاربعاء اذ اقرت رزمة تعيينات في عشرة مراكز في الفئة الاولى مناصفة بين مسلمين ومسيحيين كان من أبرزها تثبيت اللواء ابرهيم بصبوص مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي والقاضي سمير حمود نائباً عاماً تمييزياً وتعيين القاضي احمد حمدان رئيسا لديوان المحاسبة ومنصور ضو محافظا للجنوب وفاتن يونس مديراً عاماً للشؤون السياسية في وزارة الداخلية كما جدد لكمال حايك رئيسا لمجلس الادارة مديرا عاما لمؤسسة كهرباء لبنان.

وكان البارز ان هذه التعيينات مرت وسط أجواء توافقية ناقضت بالكامل ما ساد جلسة الاثنين التي ارتفعت فيها «المتاريس» السياسية، ولكن من دون ان يسمح المناخ الايجابي ببت ملف النفط وتلزيم البلوكات، علماً ان الجلسة الحكومية تخللها استماع الى عرض قدمته هيئة ادارة قطاع البترول حول تقسيم المياه البحرية الخاضعة للولاية القضائية للدولة اللبنانية الى مناطق على شكل رقع (بلوكات) ودفتر الشروط الخاص بدورات التراخيص في المياه البحرية ونموذج اتفاق الاستكشاف والانتاج، قبل ان يقرر مجلس الوزراء تأليف لجنة وزارية من ثمانية أعضاء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزراء المال والاشغال العامة والنقل والطاقة والخارجية والبيئة والصحة من أجل وضع تقرير في صدده لعرضه على مجلس الوزراء في جلسة مقبلة.

وفي موازاة ذلك، بقيت الانظار على طرابلس حيث يستكمل الجيش والقوى الامنية تنفيذ الخطة الامنية التي تتم «دون ضربة كف» وسط ارتياح شعبي عارم في منطقتي باب التبانة وجبل محسن اللتين خاضتا من العام 2008 عشرين مواجهة دموية اوقعت ما يزيد على 200 قتيل و1500 جريح.

وبعد دهم الجيش اللبناني منزل الزعيم العلوي علي عيد (في عكار) ونجله رفعت عيد (في جبل محسن) لتنفيذ استنابتين قضائيتين بحقهما، وعلى وقع نقل تلفزيون lbci ان عيد الابن اقلّه موكب من الجبل الى منطقة الصفير في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنها الى سورية بينما نُقل علي عيد بزورق (الى سورية) عبر النهر الكبير، أشار رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي الى ان «طرابلس دفعت ثمن حرب عبثية على مدى عدد من السنوات»، لافتاً الى ان «طرابلس امام جيش قوي قدم الكثير من التضحيات من اجل ازدهار الوطن»، داعياً «أبناء جبل محسن الى التعاون مع الجيش لانه اساس كل نظام».

وفي هذه الأثناء، وفي حين يُنتظر ان تبدأ بعد تثبيت الامن في طرابلس الخطة الموضوعة للبقاع الشمالي، قُتل السوري زياد عيسى وجُرح السوريان اياد سمرا وابراهيم حسيان بعد تبادل لإطلاق النار بينهم وبين الجيش اللبناني عند حاجز مقفل في وادي حميد في عرسال وذلك نتيجة عدم امتثالهم لأوامر العناصر بالتوقف بينما كانوا على دراجة نارية حاولت اجتياز الحاجز.

وفي حين لم يُشر الجيش اللبناني الى انتماءات السوريين معلناً انهم «أقدموا على محاولة الفرار وعدم الامتثال لعناصر الحاجز في محلة وادي حميد على الرغم من انذارهم عدة مرات، ما اضطر عناصر الحاجز الى اطلاق النار»، ذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان الثلاثة من «جبهة النصرة»، علماً ان حاجز الجيش اللبناني في وادي عطا (جرد عرسال) كان تعرّض يوم السبت لعملية انتحارية بسيارة مففخة تبنّاها «لواء أحرار السنّة - بعلبك».