التقرير اليومي / سيناريو مكرر بلا مفاجآت

1 يناير 1970 10:22 م
|كتب علاء السمان|

 


تكرر سيناريو عمليات البيع السريعة مع بداية تداولات سوق الكويت للأوراق المالية أمس ما كان له بالغ الأثر في تراجع المؤشرات العامة خصوصا السعري الذي انخفض إلى ما يزيد على 270 نقطة خلال الساعة ونصف الساعة الأولى من جلسة الأمس حيث استعاد بعدها المؤشر جانبا من توازنه وسط تذبذب حركة الغالبية العظمى من الشركات المدرجة.

ولوحظت مساهمة بعض المستثمرين في النزول الملحوظ للأسهم الدينارية ذلك منذ البداية ومن ثم عاودوا الشراء مرة أخرى خلال الساعة الأخيرة وهذا ما اتضح من تخفيف الخسائر السوقية لهذه الأسهم بعد أن كانت تتداول عند الحد الأدنى في ما انعكس ذلك بدوره على المؤشر العام الذي أغلق متراجعاً بمقدار 98.9 نقطة كي يحد من انخفاضه.

وكما أشارت «الراي» في متابعات سابقة إلى ان الحالة النفسية للمتداولين هي التي تتحكم في مجرى التعاملات اليومية حاليا وان كان هناك من يستفيد من هذا الوضع خصوصا كبار المستثمرين والصناديق الاستثمارية والمحافظ المالية ايضا حيث يجدون في الأسعار الحالية فرصا مواتية لأهدافهم.

ويتوقع أن تشهد تداولات الأيام القليلة المقبلة حذرا محدودا حيث سيغلب الجانب الضارب على الحركة اليومية باستثناء بعض الشركات التي حصلت بالفعل على اهتمام من قبل أوساط استثمارية حيث اجتذبت جزءا من السيولة وسط عمليات «تبديل المراكز»، ولم تكن النظرة أمس تشاؤمية حيث كانت تتوقع أوساط المتعاملين ما حدث من تذبذب حيث لوحظ انتباه عدد كبير من المستثمرين إذ لم يندفعوا بنفس الوتيرة السابقة وسط اختبارات سريعة للأسهم المدرجة.

واشترك صغار المستثمرين أمس في عمليات الشراء التي شهدتها الساعة الأخيرة حيث من المنتظر أن تترجم إلى ارتفاعات على صعيد الأسعار السوقية للأسهم التي شملتها العملية الأمر الذي سيترتب عليه استفادة. ولكن يبقى توقع توقيت جني الأرباح لهذا الشراء هو محك آخر فإن كان سريعا فسيزيد من حدة التذبذب وان كان بداية لجولة متوسطة المدى من الشراء فإن ذلك سيبشر بتوازن قد يعيد الثقة في السوق مرة أخرى.

وعلى صغار المستثمرين أن يحذروا وينتبهوا من الانجراف وراء أي فقاعات قد تحدث خصوصا على الشركات التي ارتفعت دون أن تحقق أرباحا مرضية خلال التسعة أشهر الأخيرة، حيث ننصح بالشراء على الشركات ذات الأداء المتميز ولكن عند استقرار الوضع بشكل يتيح الحرية في التحرك.

وتقول أوساط مالية: يتضح من تداولات السوق أن الأسعار السوقية لشريحة كبيرة من الأسهم المدرجة قد بلغت مستويات مغرية للشراء الأمر الذي قد يكون اشارة إلى تدفق السيولة والقضاء على القلق خلال الفترة المقبلة خصوصا ان كل مجموعة استثمارية أو صندوق أو محفظة مالية قد وضع استراتيجية للتعامل مع عدد محدود من الشركات حسب المعطيات الايجابية المتوافرة لديها، وسط الحرص للاستفادة من التوزيعات والأرباح المتوقعة مع نهاية العام الحالي.

وتؤكد الأوساط انه من المحال استمرار الوضع على هذه الشاكلة خصوصا ان ليس من المنطق أن تظل الصناديق وكبار المتعاملين مستمرة في المضاربات السريعة فقط وترك الأسهم الاستراتيجية التي تتمتع بتحقيق نتائج مرضية للغاية عن العام الحالي.

وتشهد مجموعة من الشركات عمليات شراء مكثفة من قبل بعض المحافظ والصناديق ومنها برقان والوطني وبيت التمويل وبنك بوبيان، لعل أسهم البنوك من أكثر السلع أماناً في ظل تذبذب الأداء العام للسوق.

وفي قطاع الاستثمار تركز الشراء على مجموعة منتقاة من الشركات منها على سبيل المثال مجموعة الأوراق التي أعلنت أخيراً عن تحقيق نحو 101 فلس وسط احتمالات بأن تتجاوز أرباحها مستوى الـ 120 فلسا مع نهاية العام الحالي خصوصا ان هذه الأرباح محققة بالكامل إذ تعتبر الأوساط المالية السعر الحالي للسهم غير عادل ولا يتماشى مع حجم الاستثمارات الخاصة بالشركة.

وامتد دخول بعض الصناديق كي يطال إيفا والمدينة والأولى والصفاة ونور للاستثمار التي عاودت تماسكها مرة أخرى بعد انخفاض ملحوظ في سعرها السوقي.

وفي قطاع العقار سجلت الغالبية من الشركات انخفاضا محدودا في أسعار أسهمها وسط احتمالات بالتفاعل مع أول شراء مكثف خلال المرحلة المقبلة.

واستعاد سهم زين توازنه بعد تراجعه إلى الحد الأدنى فيما تماسكت أسهم خدمية أخرى مثل إيفا فنادق والصفوة التي سجلت كمية تداول بلغت 29 مليون سهم وسط توقعات بنشاط كبير مع تعافي السوق.

وكان السوق قد أغلق أمس عند مستوى 12.349.1 نقطة منخفضا بمقدار 98.9 نقطة وبلغت كمية الأسهم المتداولة 263.9 مليون سهم بقيمة تصل إلى 123.9 مليون دينار نفذت من خلال 8004 صفقة نقدية.