مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

لسنا طوفة هبيطة

1 يناير 1970 07:59 ص
منذ أن نشأت الكويت وهي حصن لكل مستجير وعون لكل صاحب حق، تعلم في مدارسها ومعاهدها وكلياتها العسكرية، عرب ومسلمون وأفارقة، عادوا لبلدانهم ليساهموا في بنائها وقيادتها، وقدمت لدول عديدة محتاجة عند قيامها الرجال والمال والأجهزة والمعدات والخبرة، حتى صارت ما كانت كيانات هشة دولا متقدمة، دون أن تطالب الكويت مقابل ذلك بأي شكر أو ثناء، بل أعطت ما أعطته إيماناً منها بدورها الإنساني، فأنشأت عام 1953 لجنة مساعدات الخليج التي تحولت إلى هيئة الخليج والجنوب في ما بعد، ثم أنشأت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لتحقيق هذه الأهداف، وقامت بعد تحريرها من الغزو العراقي بشكر وتكريم من شارك في إنقاذها من غدر جار السوء، وتسامت عن جراحها على كل من وقف ضدها أو تخلى عنها في محنتها آنذاك، ولم تتوان عن إعطاء العون المادي والسياسي لهذه الدول.

واليوم في زمن ثورات الربيع العربي الدموية ومن أقرب الأشقاء إلى قلوبنا أرى فتوراً في العلاقات ونقصاناً في قدرنا عندهم، واعتداءات متكررة على مواطنينا وجماهيرنا الرياضية وفصل لطلابنا من جامعاتهم لأتفه الأسباب، ووضح لنا جحوداً عندما وضعت بعض الدول شروطاً صعبة، وفي وقت حرج ومشاركتها بوفود دون المستوى في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الكويت اخيراً، وخصوصا بعض الدول التي استنكرت على الكويت قيامها بالمصالحة بين بعض الدول الخليجية وبين دولة قطر. بالمناسبة، أساءتنا كثيراً تغريدات خلفان الذي يبدو أنه تأثر بالبقايا الإعلامية للأنظمة الاستبدادية المنهارة، وهربوا من عدالة شعوبهم ولجأوا لبلده فأخذ طريقة أحمد سعيد المصري وفكر سعيد الصحاف العراقي، وأغضب الكويتيين بترحمه على المشنوق صدام حسين، جمعه الله معه يوم القيامة.

وليعلم خلفاء ومن وراءه أن الكويت ليست طوفة هبيطة، ولا شعبها شعب مستضعف، يجب أن يكون لنا قائمة ممنوعين من الدخول إلى بلدنا يكون خلفان على رأسها، وألا نسكت على أي إساءة أو إهانة أو اعتداء على مواطنينا، فإن التسامح واللين لا يصلحان كل مرة ومع الجميع.