«بشائر السلام» انطلقت في العمارة والقوات العراقية تعتقل مطلوبين وتضبط اسلحة

1 يناير 1970 11:07 ص

العمارة (العراق) - ا ف ب، يو بي أي - بدات قوات الامن العراقية حملة جديدة امس، لملاحقة الميليشيات الشيعية بشن حملة تفتيش بحثا عن مطلوبين واسلحة في مدينة العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة الاربعة ايام التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي لتسليم اسلحتهم.

واعلن العقيد مهدي الاسدي الناطق باسم شرطة ميسان اعتقال «16 من المطلوبين للعدالة بينهم قياديان في جيش المهدي ومسؤولون حكوميون».

وردا على ذلك، قال لواء سميسم رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري: «نحن مع فرض القانون في اي مكان شرط ان يتم بمهنية واستقلالية كاملة ولا يتخذ ذريعة لتحقيق اهداف سياسية».

وشدد على «اصرار التيار على فرض القانون (...) والا تطبق عملية الاعتقالات والمداهمات بشكل عشوائي انما وفقا للقانون».

من جهته، اكد الفريق الركن علي غيدان قائد سلاح البر في مؤتمر صحافي «مصادرة اسلحة وقواعد صواريخ القاها مسلحون في البرك والانهار والساحات العامة (...) من الصعوبة تفتيش كافة المنازل لكن الاعتماد على المواطنين سيساعد في العثور على الاسلحة».

واضاف ان «العملية تسير في شكل طبيعي»، موضحا ان «لابناء المحافظة من العشائر والشخصيات دورا مميزا في مسألة التمهيد، والاعداد للخطة الامنية التي بدات على مرحلتين الاولى الاستعدادات والثانية التفيتش».

وتابع ان «هذا التعاون ادى الى نجاح العملية في مراحلها الاولى، حيث لاحظنا استجابة يعجز عنها الوصف (...) الامور تجري بسلام، ونأمل تنظيف المدينة من العناصر المسلحين وحصر الامور الامنية بيد الدولة».

وتفيد معلومات متداولة على نطاق واسع ان العمليات التي تنفذها القوات العراقية هدفها الحد من نشاط الميليشيات الشيعية، خصوصا التيار الصدري، قبل انتخابات مجالس المحافظات المتوقع اجراؤها مطلع اكتوبر المقبل.

واكدت تقارير اعلامية فرار عدد كبير من عناصر ميليشيا «جيش المهدي» التي لوحقت في البصرة ومدينة الصدر، الى محافظة ميسان المتاخمة للحدود مع ايران.

واثار ذلك ريبة ومخاوف التيار الصدري من ان تكون العملية تستهدفه.

الا ان المالكي اكد ضرورة «عدم اعتقال المنتمين الى التيار الصدري لمجرد الانتماء» مشددا على «اعتقال الخارجين عن القانون فقط» ومتمنيا «تعاون قيادات التيار الصدري في عزل هذه العناصر والابلاغ عنها للتخلص منهم».

ومن المتوقع ان تسير العملية التي اطلق عليها تسمية «بشائر السلام» في شكل اعتيادي من دون خوض مواجهات واسعة.

بدوره، قال الفريق الركن حسين العوادي قائد قوات الشرطة «سيتم استقبال ثلاثة الاف متطوع للشرطة، من خلال آلية محددة والقطاعات العسكرية ستبقى في المحافظة حتى بناء قوات وطنية كبيرة من شرطة وجيش، ولو استمر الامر لمدة سنتين».

وفي هذا السياق، اعلن غيدان «اعادة كافة ضباط الجيش من رتبة عقيد وما دون الى الخدمة»، وطالبهم بـ «الالتحاق بالوحدات العسكرية، وفقا لاجراءات محددة».

من جهة اخرى، قال مصدر امني رفض كشف اسمه ان «قوة عراقية اعتقلت قائم مقام العمارة رافع عبد الجبار بتهمة التعاون مع الجماعات المسلحة».

وانطلقت عملية «بشائر السلام» التي تنفذها قوات عراقية بدعم من الجيش الاميركي في العمارة بعد انتهاء مهلة الايام الاربعة التي حددها رئيس الوزراء للمسلحين لتسليم اسلحتهم وانفسهم.

وسلم عشرات من عناصر الميليشيا غير المطلوبين قضائيا بارتكاب جرائم او القيام بأعمال عنف انفسهم لقوات الامن العراقية التي افتتحت مراكز لتسليم السلاح في مناطق متفرقة من العمارة.

لكن مصادر عدة في الشرطة العراقية قالت ان الميليشيات فروا قبل بدء العملية.

من جانبه، اكد مراسل «فرانس برس» الذي رافق دوريات الشرطة في العمارة عثور القوات العراقية على كميات من الاسلحة بينها مدافع هاون وعبوات ناسفة خلال عمليات التفتيش.

ويقول ضباط اميركيون ان العمارة باتت مركزا مهما لتهريب الاسلحة من ايران المجاورة.

وتشن القوات العراقية منذ اواخر مارس الماضي بدعم من قوات التحالف عمليات امنية تستهدف «الخارجين عن القانون» والميليشيات الشيعية في البصرة ومدينة الصدر، اضافة الى عملية «ام الربيعين» ضد شبكة القاعدة في الموصل.

الى ذلك، لقي ستة أشخاص من عائلة واحدة مصرعهم بحادث اصطدام رتل عسكري أميركي بسيارة مدنية كانت تقلهم جنوب الحلة مركز محافظة بابل جنوبي بغداد.