سلطان حمود المتروك / حروف باسمة

«يا غريب كون أديب»

1 يناير 1970 11:19 ص
قول يطلقه أهل هذه الديرة على من يفد عليهم ليلتزم بقواعد النظام والقانون ويتحلى بالخلق الطيب، ونجد في هذه الديرة كثيرا من الجاليات أتوا لاكتساب المعيشة فيحلون بين أهليهم من أبناء هذه الديرة الطيبة وهم أعزاء شرفاء ولكن البعض قد يتصرف تصرفات غير مسؤولة ولا يؤدي الامانة على وجهها، فالكل يجب ان يؤدي ما عليه من واجبات فنرى البعض في عدد من الوزارات والمؤسسات الخاصة يعملون مع أبناء هذه الديرة وهم لا يبذلون جهدا ليغذوا الذين معهم من خبرتهم قد يخفون عنهم كثيرا من الحقائق والمعلومات ولا يبينونها لهم.

فماذا نعلل هذا؟

وهناك آخرون يتربصون الفرصة ويتحينون الموقف لخلق الفوضى فهم يطلقون صفارة معينة ليجتمعوا ضد من يرون انه يشكل خطرا من وجهة نظرهم وهذا ما نراه في المناطق التي تحت الانشاء، ناهيك عن أعمال الخطر التي تمارس في منطقتي الحساوي والجليب وأكثر الفواجع والمصائب والآلام من بعض العمالة الوافدة هي المشاكل التي يحدثها الخدم في المنازل والبيوت، فكثير من الآلام والمحن التي أصابت الاطفال من جراء معاملة الخدم، وكثير من الأرواح زهقت على أيديهم، ولعل أكبر فاجعة أصبح عليها أهل هذه الديرة اعتداء الخادمة الاثيوبية الآثم والبغيض على الفتاة سهام حمود فليطح الشمري بنت الكويت التي فارقت هذه الدنيا وهي مظلومة جراء عدوان آثم وبغيض من مخدومتها.

حقاً ان الكويت فقدت هذه الشابة وفقدت قبلها أكثر من عشر حالات زهقت أرواحها على أيدي عمالة اثيوبية ونحن لم نزل نرى هذه العمالة بين أوساطنا مع كثرة مشاكلها وأعمالها السيئة.

ترى ما سبب ذلك؟ هل أسبابها نفسية؟ او اجتماعية؟ او وجدانية؟ او شيء يتعلق بمس من الجنون؟

لابد وأن ينظر في أسباب هذه المشكلة وتوضع النظم والمعايير والمقاييس والمواصفات والأسس والمبادئ لجلب العمالة المنزلية.

لابد وأن توضع رؤية سريعة تجاه هذه الجالية وأن الخطوة التي اتخذها أبناء هذا الوطن عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي في نشر هذه القضية وترك هذا النوع من العمالة لهو من الوسائل التي ستعمل على صرف النظر في استجلاب هذه الجالية من العمالة حفاظا على الأرواح والاموال.

ولا نملك في هذا الصدد الا ان ندعو الباري جل وعلا ان يتغمد جميع الأرواح التي زهقت على أيدي هؤلاء الناس الظالمين وأن يرحم بنت الوطن سهام حمود فليطح بواسع رحمته وأن يلهم أهلها وذويها وأبناء وطنها الصبر والسلوان.

انه هو ولي ذلك والقادر عليه.

وصدق ابن عبد ربه الاندلسي إذ يقول:

وأبناؤنا مثل الجوارح أيما فقدناه

كان الفاقد البين الفقدي

هل العين بعد السمع تغني مكانه

أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي