القصائد العربية في إيران... توهجت حلماً على مسرح «مكتبة البابطين»
1 يناير 1970
11:38 ص
اتسم الموسم السابع لمهرجان ربيع الشعر العربي- الذي نظمته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للأبداع الشعري أخيرا- بالكثير من الأمسيات والندوات، تلك التي تنتصر للشعر في زمن أصبح فيه الشعر غريبا عن أهله.
ومن ضمن هذه الأنشطة أقيمت احتفالية يوم الشعر العربي في ايران بحضور كوكبة من ادباء وشعراء العالم العربي والإسلامي الذين احتضنهم مسرح مكتبة البابطين للشعر العربي.
انطلق الاحتفال بندوة تحت عنوان (الشعر العربي المعاصر في ايران... اتجاهات و نماذج) أدارها الاستاذ سمير ارشدي أستاذ اللغة الفارسية بجامعة الكويت وقدمها الدكتور عبدالرضا عطاش رئيس جامعة عبادان الإسلامية.
قدم ارشدي كلمة شكر باسم الشعراء المشاركين في المهرجان وقال: «يزدحم شهر مارس بالاعياد بحيث تحسده عليه بقية الاشهر فعيد النوروز والربيع وعيد الأم وعيد الشعر العالمي وكأنما لاحياة بلا ربيع ولاحياة بلا أم ولاحياة بلا شعر».
شرح ارشدي في كلمته مدى التمازج بين الأدبين العربي و الإيراني على مر الزمن قائلا: حكاية الشعر العربي في إيران قديمة قدم الزمان، فالأدب الإيراني ما برح يرفد الحضارة البشرية والتراث الإنساني بحكمه وحكاياته المفعمة بنفحات روحانية وعرفانية تمثل قمة الأدب الإنساني بمغزاها وفحواها،
ورغم العلاقة القوية بين الأمتين العربية والفارسية والتي تعود إلى حضارات ما قبل الميلاد فإن التعاطي والتواصل بينهما خلال العصر الحديث لا يزال دون مستوى الطموح ويكاد يكون في حدوده الدنيا.
ثم القى عبدالرضا عطاش ورقته البحثية تناول خلالها المسيرة التطورية للشعر العربي في ايران قبل وبعد الإسلام وأهم الاتجاهات التي يتناولها من المديح والرثاء والاخوانيات والغديريات حيث قال: «دولة الأدب متي ما أتصلت بمحيط الجمهور ويبينت أحاسيسه وهواجسه وأشارت إلي دربه الذي لا بد أن يسير عليه فإنَّها لا تهزم فالأدب هو الشَّمس المضيئة التي لا تقف أمامه السُّحب وإن تراکمت وکل عنصر منه هو قمر يسطع نوره في الليالي الظلماء والشعراء والکتاب والخطباء والفنانون هم النجوم اللامعة في سماء الأدب وهم النبراس الواقد لمن ينشد ضالته في عالم الإحساس والبيان فالشعر من الآثار الخالدة التي تبقي عبر الأزمنة والدهور للمجتمعات البشرية فعواصف الزمن لا تستطيع أن تغير علي سور الشعراء مهما کانت لها من قوة وشدة فها هي المعلقات وعيون القصائد العربية فإنَّها نشلت قائليها من الضَّياع وجعلت أسماءهم حية علي جبين الدَّهر نعم فالشِّعر هو المرآة المصقولة الَّتي يعکس فيها الشاعر الآلام والآمال الَّتي يتطلع إليها بنو الإنسان فلهذا السَّبب البسيط تقدس المجتمعات البشرية الشُّعراء وتحيي ذکراهم وتطبع نتاجاتهم بأحسن حلة فالشعراء هم من کوکبة العباقرة».
والأمسية الشعرية للشعرالعربي في ايران أدارها امين عام رابطة الأدباء الكويتيين السابق الأديب عبدالله خلف حيث تناول تاريخ الصلات الثقافية والأدبية بين البلدين وأهمية تعزيز العلاقات الفكرية و الجامعية بين البلدين الجارين.
ثم ألقى المستشار الثقافي الايراني الدكتور عباس خامه يار كلمة ترحيبية قال فيها: «يحتل الشاعر في المجتمع الإيراني ماضيًا وحاضرًا مكانة سامية وراقية لا ينافسه فيها أحد، ولا تحتاج هذه المقولة إلى دليل أو برهان حيث إن زيارة خاطفة لمثوى الصاحب بن عباد في أصفهان أو (عمر الخيام) في نيسابور أو أبي القاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة في مدينة طوس بخراسان أو بابا طاهر العريان في همدان أو الشيرازيين سعدي وحافظ في شيراز تكفي لمعرفة مدى اهتمام الشعب الإيراني بالشعراء وحبه بل وتقديسه للشعر الملتزم والهادف».
وأضاف خامه يار: «لقد عاش الأدب الإيراني المعاصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة فترة ازدهار ورُقي لا سيما في أدب المقاومة وبين جيل الشعراء الشباب الذين قدموا قصائد تستحق الرصد والدراسة، وبسبب اهتمام الدولة بتدريس لغة القرآن الكريم في مختلف المراحل الدراسية وفقًا للدستور الإيراني، فقد برز جيل من الشعراء الذين ينظمون قصائدهم بالعربية حيث يقدم الكتاب نبذة من أعمالهم المختارة.
وتمنى المستشار الايراني من الأدباء العرب الذين يتقنون الفارسية أن يتحفونا بقصائدهم ليكون التواصل من جانبين، مشيراً إلى أهم الأدباء الذين تأثروا بالأدب الفارسي أمثال أحمد فارس الشدياق والمصلح الكبير عبدالرحمن الكواكبي والشاعر محمود سامي البارودي والشاعرة المصرية عائشة التيمورية، وكذلك الشاعر الكويتي عبدالعزيز العندليب لنظمه قصائد رنانة بالفارسية.
ثم بدأ الشعراء الايرانيون بقراءة قصائدهم وهم الدكتور محمد خاقاني اصفهاني والدكتور فضل الله مير قادري وعلي رضا خاجه بور وعباس الحزباوي و الدكتور عباس العباسي الطائي ومهدي الساري ومرتضى حيدري.