«تقطيع وقت» في لبنان بانتظار انقشاع الرؤية الخارجية حيال استحقاقه الرئاسي

1 يناير 1970 08:11 م
يبقى ملف الاستحقاق الرئاسي في اللبناني رهينة «سوء الرؤية» التي تسود المشهد الاقليمي - الدولي في ظلّ تسليم داخلي بان الإفراج عن «رئاسية» لبنان لن يكون ممكناً خارج إطار تفاهم خارجي يظلّله ويشكل في جانب منه «ترسيماً لحدود نفوذ» أكثر من لاعب اقليمي ودولي في المنطقة التي تقف بين حدّيْ تداعيات الانفراج في الملف النووي الايراني على دور طهران «وحدوده» في المحيط واستمرار «الانفجار» السوري بتشظياته في أكثر من ساحة ولا سيما لبنان، من دون اغفال «خلط الاوراق» الذي قد تفرضه الازمة المستجدّة بين روسيا والغرب على خلفية الملف الاوكراني.

وتبعاً لذلك، فان الأسابيع الفاصلة عن 25 مايو تاريخ انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان تبدو «طويلة» نظراً الى ما يمكن ان تحمله من تطورات عدة من شأنها تحديد مسار الاستحقاق الرئاسي في هذا الاتجاه او ذاك فتحسم تبعاً لذلك هوية الرئيس الجديد وفق مقتضيات اللحظة وإسقاطاً على طبيعة التسوية الخارجية ولاعبيها، من دون اي استبعاد لـ «مرشح الفراغ» الذي يمكن ان يشكل «حاجة»، وخصوصاً اذا كان المناخ الخارجي ما زال في مرحلة «الكباش» القوي ما يجعل الحفاظ على «الستاتيكو» الذي تعبّر عنه حكومة سلام هو أقلّ الخيارات تكلفة على اللاعبين الاقليميين والدوليين الذين لن يكونوا في لحظة اشتداد التجاذب في وارد تقديم اي تنازلات تُضعف من «أوراق المواجهة».

ولأن الواقع اللبناني «مربوط» بأكثر من ملف ساخن في المنطقة، ولأن الانتخابات الرئاسية لن تكون الا تعبيراً عن موازين قوى خارجية، كانت الانظار في بيروت امس شاخصة على الرياض التي وصل اليها امس الرئيس الاميركي باراك اوباما لعقد لقاء قمة مع الملك عبد الله بن عبد العزيز هو الاول بين الرجلين منذ الانتكاسة في علاقة واشنطن بالرياض على خلفية أداء ادارة اوباما في الملف السوري وانفتاحها على ايران.

ويراهن اللبنانيون على امكان ان تشكل عودة العلاقة الى مجاريها بين الولايات المتحدة والسعودية باباً الى مدّ جسور بين الرياض وطهران بما يساهم في تعزيز حظوظ تأمين توافق على تمرير الانتخابات الرئاسية في لبنان على قاعدة اسم يكون «بمواصفات» الحكومة ويشعر الجميع بان لهم حصة فيه، وسط اعتبار اوساط سياسية ان من شأن بلوغ مثل هذا التفاهم ان «يعزل» تأثيرات الازمة الاميركية - الروسية فيما لو استمرت او تفاقمت.

وكان يوم امس شهد مواصلة لجنة التواصل النيابية التي شكلها الرئيس نبيه بري جولاتها على رؤساء الكتل النيابية اذ زارت غداة اجتماعها بالرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والنائب ميشال المر، النائب طلال ارسلان ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على وقع تقارير نقلت عن بري ان مهمة اللجنة الاتصال بالكتل الممثلة في البرلمان حتى لو كانت من نائب أو اثنين، أما القوى خارج المجلس فلا تشملها مهمة اللجنة، علما ان هذه المهمة لا تتطرق الى اسماء المرشحين وستشمل من رؤساء الطوائف فقط البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

وبحسب التقارير فقد قال بري امام زواره، أنه بعد المشاورات قد يدعو الى جلسة انتخابية في واحدة من ثلاث محطات: بين الاول من ابريل والـ15 منه، أو بين 15 ابريل والـ30 منه، أو بين الاول من مايو والـ15 منه، موضحاً انه لا يريد تكرار تجربة 2008 بتوجيه دعوات متلاحقة الى الجلسة الانتخابية لكنه سيوجه الدعوة حتما قبل 15 مايو.

وجاء حِراك بري، الرامي الى إبقاء الارضية في لبنان جاهزة لتلقف اي تفاهمات خارجية قد تحصل، غداة تطور لافت سجّل في تثبيت هيئة مكتب مجلس النواب لأكثرية الثلثين لنصاب كل جلسة انتخابية، في معادلة تعاطت معها الدوائر السياسية على انها تترك انعكاسات مهمة مجمل مسار الاستحقاق.