سلطان حمود المتروك / حروف باسمة

سلام على حلوة اللبن

1 يناير 1970 11:20 ص
الأم هي الشمعة التي تضيء الدروب أمام الأبناء وهي القنديل الذي يشرق فتتلألأ أنواره فيقتبس منه أبناؤها جذوات من الخير والمنعة والسداد بل هي الفنارة التي تهدي الصغار والكبار من أبنائها الى سبيل الرشاد وطريق الأمان.

في الحادي والعشرين من مارس يحتفل بعيد الأم وهذا اليوم تسلط خلاله الأضواء على الأمهات والحث على الاهتمام بهن، وهذا الاهتمام يكون بتقديم أسباب الطاعة لها طيلة العام ولا يقتصر على يوم محدد أو ساعة بذاتها إنما طاعة الأم واجبة ما عاش الانسان وما دبت الروح في جثمانه.

ذكريات كثيرة ومواقف كثيرة فماذا عسانا ان نتذكر من ذكريات لأمهات هذه الديرة الحبيبة؟

سلام على الرؤوس اللاتي حملن «بقشة» الغسيل وعلى الأيدي التي «مجلت» من جر الرحى وعلى القلوب التي خفقت في إسداء النصيحة وعلى الألسن التي لهجت بفنون الأهازيج لكي تسعد أطفالها وتسهر على راحتهم.

النجم مل وما ملت شفاهك

من تلك المواويل حتى يطلع السحر

عزيزي القارئ فماذا عسانا أن نقول لأمهات اليوم؟

نقول لنتخذ من أمهات الأمس قدوة في التربية والتنشئة والنصح والارشاد والاقتراب من الأبناء والسهر على راحتهم وعدم تركهم لأيادٍ غير أمينة فتختلف لغتهم وتربيتهم وثقافتهم وتنقص صحتهم أيضا.

ان الاهتمام بالأم هو بالسمع والطاعة وتقديم كل ما يسعدها في القول والتصرف لأن طاعة الأم خير يسديه الله الكريم لمن أحبه من عباده.

ليس الاحتفال بالأم هو تقديم علبة من الحلوى سرعان ما تذهب أو وردة حمراء قليلا ما تذبل وتجف وتذهب أدراج الرياح إنما الطاعة هي خفض الصوت والجناح عند محادثة الأم والسماع لما تسديه من نصح وخير.

سلام على الأمهات اللاتي وفدن الى الله من بنات هذه الديرة الحبيبة والدعاء بالخير والسداد والعمل الدؤوب من أجل سعادة الأبناء وتربيتهم تربية حسنة طيبة لأمهات هذه الديرة الحبيبة.

ونسأل الله الكريم ان يمتعهن بأبنائهن ويمتع الابناء بهن.

وصدق الأديب الدكتور/ أحمد الوائلي يرحمه الله إذ يقول:

أماه قد شاب رأسي وانطوى العمر

ولم يزل ملء سمعي صوتك العطر

أماه لو ان الجنات موقعها

من تحت رجليك فيما ينقل الخبر

فما بصدرك من خير ومن كرم

يظل أكبر مما تحدس الفكر