عدد الضحايا يلامس 30 واتساع رقعة القنص وقصف بـ «الهاون»

طرابلس تنزلق إلى... «الانفجار الكبير»

1 يناير 1970 08:12 م
تقف طرابلس على حافة «بركان» ينذر بانفجار كبير في عاصمة الشمال التي تختزل الجولة العشرين من المواجهات المستعرة فيها منذ 11 يوماً على خط جبل محسن (العلوي) - باب التبانة (السنية) كل عوامل الصراع الداخلي السياسي - المذهبي الذي يعتمل في «بلاد الأرز» منذ العام 2005 وصولاً الى تحذيرات من ان عاصمة الشمال باتت ايضاً أسيرة خطوط الاشتباك الاقليمي - الدولي ما يجعل من الصعب هذه المرة احتواء المواجهات التي لامست حصيلة ضحاياها الـ 30 فيما قارب عدد الجرحى المئتين.

وعاشت طرابلس امس نهاراً من التوتر «على البارد» غداة ليلة «لاهبة» سبقها (في النهار) مقتل ثمانية اشخصاص بالقذائف ورصاص القنص الذي حاصر ضحايا في الشوارع بُثت أشرطة فيديو عن محاولات لسحبهم بالحبال، في «مشهد سوري» ارتسم في قلب عاصمة الشمال التي تعيش منذ نحو اسبوعين محنة قد تكون الأخطر في جولات القتال التي انطلقت فيها العام 2008 في اطار تداعيات احداث 7 مايو (العملية العسكرية لـ «حزب الله» في بيروت ومحاولة اقتحام الجبل) قبل ان تأتي الازمة السورية لتشكّل «صاعقاً» جديداً فيها وصولاً الى تفجير المسجدين فيها (اغسطس الماضي) في جريمة اتّهم القضاء فيها اشخاصاً من جبل محسن، لتكتمل فصول التعقيدات مع تداعيات سقوط قلعة الحصن (ريف حمص) التي شارك في معاركها شبان من طرابلس وبينهم أمير جند الشام الذي قضى في المواجهات.

وتبدو حكومة الرئيس تمام سلام الجديدة عاجزة عن التعاطي مع هذا الجرح «المزمن» الذي تعود جذوره الى زمن الحرب الاهلية والوجود السوري في طرابلس التي باتت رهينة «ميني حرب» لم تعد توفّر الجيش اللبناني الذي يتعرض لالقاء قنابل وتفجير عبوات ناسفة بدورياته وهو تطور لم تشهد جولات القتال السابقة في المدينة مثيلاً له.

وحمل ليل الجمعة اشارات مقلقة الى امكان خروج المعارك عن السيطرة مع المعلومات عن اصابة شقيق الشيخ خالد السيد بجروح بالغة، وكذلك اصابة مرافق زياد علوكي وهو احد قادة المحاور في التبانة، اضافة الى ما تردد عن مقتل عمر الخالدي وهو من النشطاء المعروفين.

وتحت وطأة الوضع الامني البالغ الخطورة، هدد نواب طرابلس بعد اجتماع في منزل النائب محمد كبارة (من كتلة الرئيس سعد الحريري) بموقف ما لم يتم اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف نزيف الدم في المدينة، معتبرين ما يجري بأنه «حرب استنزاف لكل مقدرات المدينة ولكل الطرابلسيين، وهو مؤامرة وجريمة موصوفة لضرب امنها بشكل كامل وهذا ما لا يمكن السكوت عنه».

ودعا النواب رئيسي الجمهورية والحكومة الى دعوة مجلس الوزراء للانعقاد فوراً وفي شكل استثنائي، مؤكدين «ان طرابلس التي يقتل ابناؤها لن تنتظر الخطة الامنية الشاملة بل هي تحتاج الى تدابير رادعة وسريعة».

وفي حين تحدثت تقارير عن توصل الاتصالات ليل الجمعة الى تحديد موعد لاطلاق النار، اشارت تقارير اخرى الى ان بعض «قادة المحاور» رفضوا الامر واعتبروا انهم في حلّ من اي تفاهمات حصلت على الصعيد، وهو ما ترافق مع اشتداد المعارك على محاور التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن التي شهدت تطورات نوعية على صعيد اســتخدام الأسلحة ومنها دخول عنصر قذائف الهاون، واتساع أعمال القنص الذي لم يوفّ المدنيين.