«أُطلب دائماً للكثير من الأعمال ولا يمكن لأحد إلغائي»

فيفيان أنطونيوس لـ «الراي»: الجمهور ليس وفيّاً ... كما يصفّق لك اليوم سيصفق لغيرك غداً

1 يناير 1970 03:33 م
• باميلا الكك ليست صديقتي ولا أي شيء آخر

• بعض ممثلي «وأشرقت الشمس» كتبوا أن LBCI تنتحر بعرض «شوارع الذل» بعده

• مروان حداد لن يعرض عليّ دوراً ولا أريد أن أكون قاسية أو أهين أحداً

• «شوارع الذل» تجاوز لناحية نسبة المشاهدة مسلسل «وأشرقت الشمس»
بعد النجاح الذي حققه مسلسل «شوارع الذل» من خلال نسبة المشاهدة العالية جداً والتي جعلته بحسب بعض الأرقام يتفوّق على مسلسل «وأشرقت الشمس»، لم تخف الممثلة اللبنانية فيفيان انطونيوس عتبها على الكلام الذي قاله بعض الأبطال الذين شاركوا في مسلسل «وأشرقت الشمس»، بأن محطة «LBCI» تنتحر لأنها عرضت مسلسل «شوارع الذل» من بعده.

فيفيان، التي أكدت في حوار مع «الراي» أن المقارنة بين «وأشرقت الشمس» و«شوارع الذل» لا تجوز أبداً، دعت إلى تقبّل نجاح الدراما اللبنانية لأنها تعني كل الممثلين وتصبّ في مصلحتهم، كما انتقدت «موجة الغرور» التي أصابت بعض الممثلات، ودعتهن إلى التواضع «لأن النجومية لا تستمر أبداً والجمهور ينسى بسرعة»:

• هل صحيح أن مسلسل «شوارع الذل» تجاوز لناحية نسبة المشاهدة لمسلسل «وأشرقت الشمس»؟

- نعم، وبفارق كبير جداً.

• ولماذا اخترتم أن تكون المقارنة بين مسلسل «شوارع الذل» ومسلسل «وأشرقت الشمس»؟

- لسنا نحن من اختار. أولاً لست أنا مَن كتب الخبر، وثانياً أنا لا أحب المقارنة أبداً. لا شك أن مسلسل «وأشرقت الشمس» نجح كثيراً وحقق أرقاماً عالية على مستوى المشاهدة، ولكن بعض الأقلام الصحافية كتبت أن من بعده لن يكون هناك مسلسل لبناني، وأن أي مسلسل سيُعرض بعده سيتعرض للظلم ومن هنا بدأت المقارنة. شخصياً، أحببت كثيراً مسلسل «وأشرقت الشمس»، ولكنني تساءلت لماذا يجرون مقارنة بينه وبين مسلسل «شوارع الذل»، إذ إنهما مختلفان تماماً على مستوى القصة والإنتاج. هذا كل ما حصل، ولا أعرف كيف بدأت القصة، ولا شك أنه لحق الظلم بالعملين لأن المقارنة بينهما لا تجوز، ولكن حقق مسلسلنا نسبة مشاهدة أعلى من تلك التي حققها مسلسل «وأشرقت الشمس».

• نذكر أنه كُتب عند انتهاء عرض مسلسل «وأشرقت الشمس» وبدء عرض مسلسل «شوارع الذل» بأن «LBCI» تنتحر. مَن كتب تلك العبارة وما كان الهدف من ورائها؟

- لا أستطيع أن أقول مَن كتب تلك العبارة لأنني لا أريد مشاكل مع بعض الزملاء الفنانين، فمَن كتبها مِن بين أبطال مسلسل «وأشرقت الشمس»، لأنهم اعتبروا أنهم يريدون أن يحتكروا الساحة. وربما هذا حقهم، مع أنني أردّ دائماً بأن الشراكة ممكنة. ما حصل شكّل ظاهرة جديدة، لأنها المرة الأولى التي يلجأ فيها فنانون شاركوا في مسلسل انتهى عرضه إلى محاربة مسلسل سيتمّ عرضه، وأتمنى ألا يتكرر هذا الأمر، لأن من المعيب جداً ألا نتكلم كفنانين بشكل جيد بحق بعضنا البعض. الحكم النهائي هو للناس، لأنهم القاعدة الشعبية الأكبر، وليس القلم الجيد أو القلم السيئ في الصحافة. المسلسل حقق نسبة مشاهدة بلغت 16، وهذا الرقم لم يحققه أي عمل في الدراما اللبنانية.

• أشرتِ إلى أن مَن كتب تلك العبارة هو بطل من أبطال مسلسل «وأشرقت الشمس»، فهل فعل ذلك لأسباب شخصية تتعلق بك مباشرة؟

- هو لم يكتب ضدي، بل ضد العمل، ولكن لست أنا صاحبة العمل بل شركة «فينيكس بيكتشر» لصاحبها إيلي معلوف. وأنا شاركت فيه كممثلة وككاتبة. لا شك أنه «لحقتنا طرطوشة» أنا ولورا خباز لأننا نحن مَن كتبه، ونجاحه يعني نجاحنا جميعاً، وفشله سينعكس سلباً علينا، وربما كنا فكرنا مليون مرة قبل أن نكرر تجربة الكتابة في حال فشل المسلسل، ولكن نسبة المشاهدة العالية جداً جعلتنا نشعر بالحماسة وقمنا بمراقبة أخطائنا للاستفادة منها في الأعمال المقبلة. كما أنها أوجدت نوعاً من الثقة بيننا وبين الناس، لأن ما كتبناه وصل إليهم. أنا لا أدّعي انه لا توجد أخطاء في مسلسل «شوارع الذل» بل هي موجودة، ولا سيما في النص ونحن التفتنا اليها، ولكننا لا نزال في بداية الطريق «وسامحونا» ونحن نعد بأننا سنعمل على تصحيحها في الأعمال المقبلة.

• وهل ستقدّمين أعمالاً للسينما اللبنانية؟

- أنا بصدد كتابة سيناريو فيلم سينمائي، وربما يكون المشروع الأهمّ في حياتي، لأن موضوعه هو عن الجيش اللبناني. وبعد النجاح الذي حققه مسلسل «شوارع الذل»، تلقيت عروضاً كثيرة في الكتابة كما في التمثيل. كما أنني أحضّر لفيلم خاص بـ «وزارة الشؤون الاجتماعية»، ولكن سأتكلم عنه في الوقت المناسب.

• تعرضتِ للمحاربة كممثلة، فهل الكتابة تتيح أمامك الفرصة كي تطلّي على الشاشة كممثلة من خلال النصوص التي تحمل توقيعك؟

- إيلي معلوف كان يطلبني دائماً للمشاركة في أعماله. والأعمال التي أنتجتها «فينيكس بيكتشر» والتي لم أشارك فيها، إذ كان يقول إيلي إن السبب يعود إلى ظروف حملي. وكما كنتُ من الممثلات المفضلات عند مروان نجار، فالأمر نفسه ينطبق على تجربتي مع إيلي معلوف الذي يرشحني دائماً للمشاركة في أعماله لأنه يؤمن بموهبتي. لكن كتابياً، أشعر بسعادة كبيرة لأنني أحضر لمشاريع لها علاقة بالدولة اللبنانية وأطمح كثيراً لأن يكون لي مكان اجتماعي اشتغل له ككاتبة وكممثلة. مع احترامي لكل المنتجين، ولكنني أشعر بأنني أقدم شيئاً إضافياً عندما أشتغل لبلدي من خلال التطرق إلى مواضيع اجتماعية تعني المجتمع اللبناني كما الوطن، وإذا تمكنت من تحقيق هذا الأمر فلا شك أنني بذلك أكون قد حققت شيئاً مهماً جداً في مسيرتي ككاتبة وكممثلة.

• أنا كنت أشير إلى الحملة الشرسة التي تعرضتِ لها من الممثلات اللواتي يعملن تحت لواء المنتج مروان حداد، ولذلك سألتك هل الكتابة تتيح أمامك الفرصة للتواجد كممثلة في أعمالك؟

- شاركتُ العام الماضي في مسلسل «الغالبون» بعيداً عن مروان حداد وإيلي معلوف، كما أنني أُطلب دائماً للكثير من الأعمال ولا يمكن لأحد إلغائي. بعد وفاة والدي، زارني مروان حداد وقدم لي واجب العزاء وأصبحت الأمور بيننا «صافية لبن» كما يقال. لا أريد بعد اليوم حقداً في قلبي. وحتى ماغي بو غصن زارتني وقدمت لي هي أيضاً واجب العزاء و«مشي الحال». لا أنكر أنني انزعجت منهم في الفترة السابقة، وأنا كنت صريحة كما عادتي، ولكنني قررتُ أن أرمي كل شيء وراء ظهري، والقطار يسير. لست حاقدة على أحد، وسعيدة بعملي، وأحلامي كبيرة كتابياً وتمثيلياً. ربما هي ليست كبيرة تمثيلياً، لأنني حققتُ نفسي كممثلة منذ فترة بعيدة جداً، ولكن كتابياً لديّ بعض الأحلام التي أحب التعبير عنها. لا يستطيع أحد أن يلغي أحداً، لأن الفرص من عند ربنا وليست من الناس. أنا اؤمن بأن الله يؤقت لنا الفرص، بدليل أن عروضاً كثيرة وصلتني ولم تكن تخلُ من المحاربات، وبالرغم من ذلك شاركتُ فيها. لا أحد ينال سوى الرزق المقسوم له.

• قلت إنك حققتِ نفسك كممثلة. فهل هناك ممثل يحقق نفسه وهل يمكن أن تتعاوني مع مروان حداد بعدما أصبحت العلاقة بينكما «صافية لبن» كما قلت؟

- لم أقل إنني أشعر بالاكتفاء كممثلة بل أنا راضية، وهناك فارق كبير. أعمالي كثيرة، ومن بينها «أحبيني» و«لمحة حب» و«عبدو وعبدو» التي قدمتُها منذ فترة بعيدة جداً، وبالرغم من ذلك هي لا تزال مطلوبة ومتابَعة من الناس عند إعادة عرضها. إلى ذلك حققتُ نجاحات كبيرة، فمثلاً أنا فزت بجائزة «موركس دور» عن مسلسل «إلى يارا»، كما فزتُ بالجائزة نفسها عن فيلم «أحبيني» ولم يكن عمري يومها سوى 17 عاماً. لا يمكنني القول إن الدراما اللبنانية لم تنصفني، ولذلك قلت أنا راضية عن نفسي، ولكن إذا تلقيت عروضاً جديدة ومناسبة أكمل بها مسيرتي الفنية كممثلة، فسأكون سعيدة جداً وإذا لم تصلني مثل تلك العروض فلا شك أنني سعيدة بالأعمال التي قدمتها. لا أريد محاربة أحد أو الحقد على أحد كي أحصل على فرصة، لأنها وصلتني عندما كنت في الـ 17 وأنا معروفة منذ ذاك الوقت، وهذا الأمر يشعرني بالارتياح. أما اليوم، فأشعر بأنني أريد أن أحقق نفسي من خلال الكتابة، وهذا هو هدفي.

• وبالنسبة إلى إمكانية التعامل مع مروان حداد؟

- مروان حداد لم يبادر إلى زيارتي في بيتي وتقديم واجب العزاء بوالدي لأنه كان يريد أن يتعامل معي فنياً وهذا أمر مؤكد. هو لديه نجماته وهنّ مهمات، ولكن «النيات صفيت» بيننا وهذا هو المهم.

• لنفترض أنه عرض عليك دوراً. هل توافقين على طلبه؟

- لا أعرف. هو لن يعرض وأنا أفضّل ألا أعطي جواباً، لأنني لا أريد أن أهين أحداً أو أن أكون قاسية. هو تحدث عني بشكل جيد في الإعلام والصحافة، وحتى عندما حصلت «المعارك» أنا لم أزعل منه بل من الممثلات، وهو كان أشد تهذيباً منهن ولم يأتِ على سيرتي. لا أريد أن أتحدث عن العمل في علاقتي مع مروان حداد، بل أفضّل أن أحصرها على المستوى الشخصي، وأنا احترمت كثيراً زيارته لي وتعزيته بوفاة والدي.

• ماغي أبو غصن زارتك وقدمت لك التعازي، ولكن الممثلات الباقيات لم يفعلن ذلك. هل تعتقدين أنهن حاقدات عليك؟

- كلا!. مَن تقصدين بكلامك.

• يومها، حصلت المعركة بينك وبين ماغي أبو غصن ونادين نسيب نجيم وباميلا الكك؟

- لست «صحبة» مع باميلا الكك. والدي توفي في عطلة نهاية الأسبوع ولم تتمكن النقابة من إعلام كل الفنانين، والمنتج إيلي معلوف هو مَن حمل على عاتقه مهمة الاتصال بهم، وقد زارني عدد كبير منهم وقدم لي واجب العزاء، بعضهم أعرفه وبعضهم الآخر لا أعرفه. مثلاً أنا أتشكر الفنانة نادين الراسي كثيراً، لأنه لا تربطني بها علاقة صداقة بل «بونجور بونجور» عندما نلتقي في المناسبات الاجتماعية، وبالرغم من ذلك جاءت برفقة زوجها، ولذلك أنظر إلى موقفها «بعين كبيرة» كما إلى كل الفنانين الذين قاموا بالواجب.

أكثر ما لفتني مبادرة مروان حداد ونادين الراسي وماغي أبو غصن، على اعتبار أنه كان هناك إشكال بيني وبين مروان وماغي، أما نادين الراسي فلم أكن أعرفها وهي «كبرت بعيني» كثيراً وقد فرحت بحضورها وتشكرتها.

• وباميلا الكك لم تأتِ؟

- لا تربطني بباميلا أي علاقة صداقة أو أي شيء آخر.

• هل ترين أن الغرور «ضرب رأس» بعض الممثلين وكيف تفسرين ما يحدث في الدراما اللبنانية؟

- لا شك أن الغرور موجود، ولكن من وجهة نظري عندما يصاب الفنان بالغرور ولا يرى أحداً غيره فإنه بذلك يكتب نهايته بيده. يجب أن نعترف ببعضنا وأن نصفق لبعضنا كما لكل عمل ناجح، هناك موجة غرور ضربت بعض الفنانين والتخلص منها يتطلب الكثير من النضوج. ربما لأنني أكبر سناً، فإنني أعرف كيف أتصرف من هذه الناحية أكثر. هذه المسألة تحتاج إلى نضج وتواضع، وأنا أقول للممثلين إنه من دون تواضع لن يحبكم الناس. نحن نجحنا بثياب المتسولين ومن دون ماكياج، ولأننا نزلنا إلى عندهم. الناس لا يريدون لوحات جميلة وفارغة من الداخل.

• ولكن الغرور يصيب كل الممثلين في فترة ما من نجاحهم، ولا شك أنك أنت أيضاً أصبت به؟

- هذا صحيح، ولكنني أصبحت مشهورة وأنا في سن 17، ربما عمري كان يسمح بذلك، ولكنني لم أستعن بالحراس الشخصيين عندما أصبحت في عمر أكبر. ما هذه السخافة. أنا أنزل إلى السوق بنفسي وأشتري الخضار من الدكان وأنا أنتعل «المشّاية»، بينما هناك فنانون لا يسيرون في الشارع من دون حراسة، «مين انتو!»، وألا تعرفون أنك تصبحون سخفاء بعيون الناس عندما تقومون بمثل هذه الحركات؟ الممثل هو تماماً كالميكانيكي. فكما أن الميكانيكي يجيد إصلاح السيارات، فنحن الممثلون نجيد التمثيل. لسنا أفضل من الناس، وأكره تصرفات بعض الفنانين بل حتى أنها تستفزني كثيراً، تخيّلي أنه عندما توجّه دعوات إلى الفنانين لحضور مناسبة معينة في وقت محدد، يأتي البعض متأخراً ساعتين، وهذا التصرف لا يمكن وصفه إلا بقلة الاحترام ولا يدل على النجومية أبداً. أيتها الممثلة إياك أن تعتقدي أنك نجمة لمجرد أنك تتعمدين الوصول متأخرة إلى الموعد وبرفقة مجموعة من الأشخاص، وأنا لا أحترم الفنانات اللواتي يتصرفن بهذه الطريقة وأقول لهن «الست صباح» و«الست فيروز» كانتا تحترمان مواعيدهما، وأنتن لستن أهم منهما أبداً. هناك أخلاق في التعامل بين الناس، ويبدو أننا بدأنا نفقدها وهذا أمر خطير جداً.

• يبدو أن «لوثة» الغرور انتقلت من المغنين إلى الممثلين؟

- هذا صحيح. فنحن لم نعد نرى سوى حركات و«show off»، حتى ان البعض لا يملك ثمن السيارة التي يقودها ويشتريها بالدين كي تليق به. «يا عمي الناس مش حاسين فيكن»، بل همّهم تأمين ثمن ربطة الخبز، وخائفون من التفجيرات، و«انتو بالكم بالقشور». سيأتي اليوم الذي أرفع فيه الصوت عالياً، وإذا لم أتمكن من الكلام فسألجأ إلى الكتابة للإضاءة على هذه الظاهرة «العجيبة الغريبة»، لأنني لن أتغير أبداً ولن أسمح لهذه الموجة السخيفة بأن تجتاحني. أهم شيء هو التواضع والاعتراف بالآخر، لأنك إذا كنت اليوم نجماً فقبلك كان هناك نجوم و«فلّوا وانت رح تفلَ مثلهم» لأن الجمهور ليس وفياً على الإطلاق، وكما هو يصفّق لك اليوم فإنه سيصفق لغيرك غداً.