حذف بيانات من جهاز محاكاة الطيران الخاص بقائد الطائرة المفقودة ... والصين: لا مؤشر على أنها دخلت أراضينا

هل رصدت دول آسيوية «الماليزية» وتستّرت عليها؟

1 يناير 1970 05:06 ص
عواصم - وكالات - أفاد مصدر قريب من التحقيقات امس، ان المحققين الذين يتابعون قضية اختفاء طائرة ركاب ماليزية عليها 239 شخصا في الثامن من مارس الجاري، يرجحون ان تكون الطائرة اتجهت الى جنوب المحيط الهندي.

وتجري عملية بحث لم يسبق لها مثيل عن الطائرة وهي من طراز «بوينغ 777-200 اي ار» بمشاركة 26 دولة في اثنين من «الممرات» الشاسعة أحدهما يميل الى الشمال برا من لاوس الى بحر قزوين والاخر من الجنوب عبر المحيط الهندي من غرب اندونيسيا الى غرب أستراليا.

وأوضح المصدر نفسه، أن «الافتراض الاقوى هو أنها اتجهت جنوبا بل انها وصلت الى الطرف الجنوبي من المسار»، مشيرا الى منطقة بحث تمتد من غرب اندونيسيا الى المحيط الهندي غرب أستراليا.

ويستند هذا الرأي الى عدم وجود أي دليل من الدول الواقعة على طول الممر الشمالي الذي عبرته الطائرة في مجالها الجوي وعدم العثور على أي أثر لحطام الطائرة في عمليات البحث في الجزء العلوي من الممر الجنوبي.

من ناحيتها، أعلنت الصين امس، انها لم تعثر على ما يفيد أن الطائرة المفقودة دخلت أراضيها.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، ان بلاده لم تعثر حتى الآن على أي مؤشر على أن الطائرة الماليزية المفقودة دخلت أراضيها.

ويعتقد مسؤولون ماليزيون وأميركيون أن الطائرة غيّرت مسارها عمدا ربما لالاف الاميال لكن بحثا شاملا في خلفية الركاب وافراد الطاقم لم يسفر عن أي شيء يفسر السبب.

وقال القائم بأعمال وزير النقل في ماليزيا هشام الدين حسين، أمس، ان المحققين استبعدوا تقارير عن رصد الطائرة فوق جزر المالديف.

وكان عدد من سكان جزيرة مرجانية نائية من جزر المالديف في المحيط الهندي قالوا أنهم شاهدوا طائرة تحلق على ارتفاع منخفض صباح الثامن من مارس.

وتابع هشام الدين في مؤتمره الصحافي اليومي، ان الشرطة حققت في التقارير بالمالديف وخلصت الى انها غير صحيحة.

وذكر وزير النقل الماليزي أنه جرى حذف بيانات من جهاز محاكاة طيران خاص بقائد الطائرة المفقودة. واضاف: «حذفت بعض البيانات من جهاز المحاكاة وتستمر العمليات القضائية لاستعادة تلك البيانات».

وجرى الحصول على جهاز محاكاة الطيران خلال عملية بحث لمنزل الطيار.

وفي بانكوك، كشفت القوات الجوية التايلندية ان راداراتها التقطت اشارة من «طائرة مجهولة» غيرت مسارها مرات عدة قبل دقائق من اختفاء الطائرة الماليزية المفقودة.

وبطلب من الحكومة الماليزية، تفقدت القوات الجوية التايلندية الاثنين سجلات راداراتها للمنطقة الجنوبية، وقال المارشال قي القوات الجوية مونتون سوشوكورن، ان «الرادار التقط اشارة من طائرة مجهولة عند الساعة 00،28 بالتوقيت المحلي (1،28 بتوقيت ماليزيا)، اي ست دقائق بعد اختفاء الطائرة الماليزية».

ولم تتفقد القوات الجوية التايلندية سجلاتها لان الطائرة لم تكن في «الاجواء الاقليمية التايلندية ولم تكن تعتبر تهديدا لتايلند»، حسب ما قال سوشوكورن، نافيا ان تكون بانكوك «تخفي المعلومات».

ويتبين أن الطائرة الماليزية المختفية، كان قد تم رصدها أكثر من مرة من قبل رادارات عسكرية، الا أن الكارثة أن القوات الجوية التي رصدت الطائرة في بلدين مختلفين على الأقل أفصحت عن ذلك بعد أيام وليس بعد ساعات من اختفاء الطائرة.

وجاءت معلومات الجيش التايلندي لتؤكد معلومات أدلى بها سلاح الجو الماليزي بعد يومين على اختفاء الطائرة، وقال فيها ان راداراته العسكرية تمكنت من التقاط الطائرة عند الساعة 2:15 فجراً، أي بعد نحو 45 دقيقة على انقطاع الاتصال بها، وكانت أيضاً متوجهة نحو منطقة «ستريت أوف مالاكا»، وهو اتجاه مختلف تماماً عن الطريق المقرر للرحلة وهو بكين.

وتساءلت جريدة «دايلي ميل» عما اذا كانت الأجهزة العسكرية في هذه الدول «قد تسترت في شكل جماعي «على ما لديها من معلومات عن الطائرة الماليزية المختفية، كما أشارت الى أن عدم التعاون في تداول المعلومات يكشف مدى ضعف التعاون العسكري بين دول آسيا.

وكتب خبير الطيران، ديفيد ليرمونت، على مدونته على الانترنت: «ربما لا تريد الأجهزة العسكرية الجوية أن تكشف هذا التصدع في ما بينها، وربما لا يريدون للعالم أن يعرف هذا الأمر (...) وفي حال اتضح أن طائرة غير معروفة الهوية قد عبرت أجواء هذه الدول من دون أن يتم التقاطها أو اعتراض طريقها فهذا يعني أن هناك فشلاً أمنياً ذريعاً».

طيار سعودي يفسّر «صمت الهواتف»



لندن - «العربية.نت» - كل ساعة أو أكثر يظهر لغز جديد مرتبط بالطائرة الماليزية المختفية، وأحدثها ما يمكن تلخيصه بسؤال بدهي: لماذا لم يتصل، ولو راكب واحد، ليخبر ذويه عبر هاتفه الجوال بما كان يحدث للطائرة، كما فعل بعض ركاب 4 طائرات خطفتها «القاعدة» يوم هجمات 11 سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك؟ ولماذا لم يقم من له حساب في «فيسبوك» أو «تويتر» بكتابة ولو نص أو «تغريدة» للأصدقاء والمتابعين لإبلاغهم بما كان يجري؟

«العربية.نت» اتصلت بكابتن سعودي يتمتع بخبرة تزيد على 23 سنة طيران متواصل، وهو الطيار في «الخطوط السعودية» إحسان قطب، مؤلف كتاب «أسرار الطيران» قبل أكثر من 18 عاماً، أي حين كان عمره 31 تقريباً.

والسبب الذي تتفق عليه جميع المصادر، هو ما ذكره أيضاً الكابتن قطب عبر الهاتف، من أن لنسبة ارتفاع الطائرة تأثيراً كبيراً على تحقيق الاتصال بهاتف جوال على متنها، «فلو كانت الطائرة الماليزية تحلق على ارتفاع 1000 إلى 2000 قدم مثلاً، لتمكن من كان على متنها من استخدام هاتفه بسهولة، لقربه من المحطة الأرضية»، والمثل هو من هجمات 11 سبتمبر نفسها.

في ذلك اليوم الذي تم فيه خطف الطائرات الأميركية، تمكن بعض ركابها من الاتصال بذويهم فقط حين حلق الخاطفون بها على ارتفاعات منخفضة للوصول إلى أهدافهم، وأعلاها كان برج التجارة الدولي بمبنييه في نيويورك، «كما أن هواتف ذلك الوقت كانت مرتبطة بالأقمار الاصطناعية، وليس بالمحطات الأرضية كما هي اليوم»، وفق ما ذكر الكابتن إحسان قطب.

ومما تمت معرفته عن الطائرة الماليزية أنها كانت تحلق على ارتفاع 35 ألف قدم حين اختفت عن رادار مطار كوالالمبور، ثم اتضح بعد أن رصدها رادار عسكري أن طيارها ارتفع بها إلى 45 ألف قدم، ثم هوى بها إلى 23 ألفاً، وبعدها إلى 5000 آلاف، ليتجنب رادارات 3 دول قريبة من مساره، لذلك بقيت نسبة الارتفاع تمنع أي اتصال.

وهناك سبب آخر شرحه الكابتن قطب، فقال إن الطيار الذي كان يقود الطائرة حين اختفت عن الرادار ربما لجأ الى أسلوب الترويع والتخويف ليمنع ركابها من استخدام هواتفهم، «كأن يبلغهم أن الطائرة تمر بحالة حرجة وأي استخدام للهاتف الجوال هو خطر حاسم عليها»، لذلك خضع الجميع لما قال وتخلوا عن هواتفهم.