| د. تركي العازمي |
من زيارات للرياض والقصيم قبل 6 أشهر تبعتها لقاءات طيبة في الكويت مع شخصيات لها مكانة كبيرة... ذهبت الزيارات وبقت ذكرياتها... ولأنني أشعر بالحنين للعودة إلى أحبتي هناك أجد في مخيلتي فكرة مقال «تقرقع» باحثة عن التوقيت المناسب لطرحها وقد جاءت الفكرة من القلب للقلب لكم أحبتي الكرام من سادة وسيدات المجتمع الكويتي!
إنها حول العلاقة بين كرم القيادي أخلاقيا والبخل وإن كان معنويا مع المتلقي من تابعي القيادي.
لقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف من «البخل والجبن»... والجبن معلوم في بعض القياديين الذين لا يواجهون ويبعثون برسائل غير مباشرة خشية ردود الأفعال، ومن الواضح إن سبب تولد الجبن لدى القيادي يشير إلى ممارسة لأخطاء سلوكية فيها انتهاك للقيم والعادات وبالتالي تجده، أي القيادي اللا أخلاقي? خلف كل حملة ممسكا براية القيادة غير الأخلاقية!
في زياراتي تلك... تجد القياديين محاطين بكوكبة من العقول النيرة... كرم معنوي وصدق في الحديث كرم أصحابه بكأس «المرجلة» التي يختلف مذاقها عن كؤوس لرؤوس تتبع هوى أنفسها!
تلك الشفافية لم تمنعني من عرض خبرتي في مجال القيادة والإدارة حين ذكرت إن القيادي غير الكريم لا يبقى في منصبه لأن «شيباننا» قالوا «البخل عدو المرجلة» وعندما سألني أحدهم عن البعض قلت «إنعدام الأخلاق لا يجدي معها حوكمة البخل ومعيار الكرم القيادي لأن الأسس قد انتهكت... حتى وإن كان التابع للقيادي كريما فكرمه قد ذهب أدراج الرياح لكن ثوابه من المولى أكبر»!
قد يرى البعض في عرضي شيئا من الغموض... صحيح لأن موضوع الكرم القيادي بشقيه المادي والمعنوي لا تستوعبه مساحة مقال ورغم هذا نود أن نبين أمرين:
أولا... القيادي يحتاج الكرم المعنوي ليحفز به تابعيه وأعني فريق عمله الذي يفترض أن ينتقيه بطريقة محترفة ويكرمهم ماديا على قدر العطاء من باب تقدير الجهود و «التوجيب»!
ثانيا... القيادي يجب أن يفهم ان المنصب يجلب نوعاً من الإغراءات غير الأخلاقية وهنا قياسه للأمور يجب أن يعتمد على وجهات نظر تابعيه المخلصين له.
مشكلة البعض إنه يتصور أن المنصب يحميه وإن قصّر في كرمه الأخلاقي وأسرف في ممارساته غير الأخلاقية التي زينتها له نفسه في ظل غياب المشورة الصالحة!
البارحة أيقنت بأن في دورة الحياة عبراً... فقد التقيت أحبة من قياديي الكويت وكان طرحهم في غاية الروعة... نفسهم إصلاحي وكرمهم المعنوي لا حدود له ولو كان في «فنجال المرجلة» نسبة وتناسبا!
من تلك الزيارات ومستجدات الأيام القليلة الماضية شعرت بارتياح معنوي وهو المهم وأخذت بسلوك التظاهر بالغباء القيادي وقذفته في تلك الحفرة... حفرة الأغبياء!
المراد... إن ما كتبته فيه نوع من الفلسفة التي تأخذ من منهج السهل الممتنع خطا لا سيما وإن ما ذكرته لا يفهمه سوى قلة من أحبتنا هنا في الكويت والسعودية... ولله درهم كم هم عظماء خلق كرماء في شفافيتهم التي تعتبر سر نجاحهم هم وتابعوهم!
فكرة تعرض وأفكار تختبىء لحين موعد الظهور ولا يبقى إلا أن نتمسك بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال»... والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi