«ميشال وسمير»... مسرحية عن الزعيمين المسيحيين في لبنان
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
06:55 م
يدرك معظم اللبنانيين أن المسيحيين منقسمون عمودياً بين «قواتي» القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، أو «عوني» من جماعة النائب ميشال عون، وهي فكرة استند إليها الممثل والكاتب والمخرج جو قديح في مسرحيته «ميشال وسمير.. سمير وميشال» على خشبة مسرح الجميزة، مستعيناً على الدورين الأساسيين بالممثلين هشام حداد ورودريغ سليمان، ومعهما أنطوان بلابان، وماغي بدوي، وعبدو عطا.
الأكثر كوميدية في المسرحية عبارة: «كل الشخصيات والأسماء المذكورة في المسرحية لا تمت إلى الواقع بصلة وهي من مخيلة الكاتب»، إضافة إلى إيراد حكاية الملك أوديب الذي عرف بقتل أبيه والزواج من أمه التي أنجب منها أربعة أبناء، هم فتاتان (أنتيغون وإيسمان) وشابان (إيتيوكل، وبيولينيس) اللذان خاضا حرباً ضروساً للفوز بكرسي الحكم، كورثة لـ أوديب أحد أحفاد قدموس الفينيقي... «وفهمكن كفاية».
هذا يعني بمنطق قديح أن الأحفاد ومهما طال الزمن يتوارثون المشاكل والقضايا حتى وصل الدور إلى سمير وميشال اللذين أحدثا قسمة في الطرف المسيحي يصعب ردم هوّتها خصوصاً وأننا نقترب بسرعة رهيبة من الاستحقاق الرئاسي وما يتردد عن كون العماد عون من بين المرشحين للمنصب.
المسرحية تقدّم مقاربة ميدانية من واقع تأييد فريق من المسيحيين جعجع فيما يلتزم آخرون ما يقوله ويفعله ويؤمن به عون، وكلا الطرفين يذهبان إلى الآخر في الدفاع عن آرائهما، ولا يكف النص عن تكرار عبارة عون (على لسان هشام حداد) يا شعب لبنان العظيم، بينما تتكرر حركات يدي رودريغ وأسلوب كلامه في إشارة إلى جعجع... إنها مرآة مسرحية لواقع سياسي معاش، تضحك الجمهور على بعض خصال قادتهم وتسلّيهم.