«الغروبات والواسطات لها دور كبير في اختيار الممثلين للمسلسلات»

منال الجارالله لـ «الراي»: أتفقُ مع المنتجين... ثم يصوّرون من دوني

1 يناير 1970 01:58 ص
• حالياً يتم اختيار الممثلة لجمالها وشكلها وأزيائها وتسريحة شعرها

• الممثل الجيد هو من يفرض نفسه حتى لو تأخّر لبعض الوقت
ترى الفنانة الشابة منال الجارالله أنها غير محظوظة. فبالرغم من دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية وحصولها على جوائز عدة أبرزها جائزة أفضل مخرج عن مسرحية «المقعد» وجائزة أفضل ماكياج عن مسرحية «الزوال الثاني»، ومشاركاتها في العديد من المهرجانات، إلا أن أعمالها في الوقت الحالي باتت قليلة.

وأكدت في حوارها مع «الراي» أن الشكل والجمال والأزياء أصبحت تلعب دوراً مهماً في اختيار الممثلين والممثلات للأدوار الفنية بصرف النظر عن الموهبة والقدرات الفنية للممثل، معتبرة أن الواسطة و«الغروبات» تساهم في هذا الوضع.

وعن قلة أعمالها، أوضحت أنها كثيراً ما تتفق على العمل ومن ثم لا تجد جدية من المخرجين، مشددة على أن الممثل الجيد سيحصل على فرصته حتى لو تأخرت لبعض الوقت.

• أين أنت من المهرجانات المسرحية؟

- كنت متوقفة خلال الفترة الماضية، إلا أنني عائدة من جديد مع فرقة مسرح الخليج من خلال مسرحية «قصة حلم»، والتي قد يتغير اسمها، ويشاركني البطولة فيها يوسف البغلي ومجموعة من الفنانين، وهي من تأليف نوار القريني وإخراج منصور حسين المنصور.

• ما سر عدم وجودك في المسرح الجماهيري بالزخم نفسه والمساحة التي تشاركين بها في المسرح النوعي؟

- هذا سؤال مهم جداً لأن الكثيرين يسألونني هذا السؤال. أولاً، في معظم الأعمال الجماهيرية التي أشارك فيها يتم الاتفاق والعمل في بروفات لمدة ثلاثة أشهر، إلا أنني أفاجأ قبل العرض بأيام بتغيير العديد من مشاهد العمل وحذف الكثير من الشخصية التي أجسدها، كما حدث أخيراً في مسرحية «عودة التجنيد»، فقد حذف العديد من المشاهد - ليس لي فحسب - ولكن للكثيرين. إلا أن المشكلة في أن معظم المساحة التي يفترض أن أظهر من خلالها كانت في ذلك الحذف، فاللوم يقع على المخرجين بالإضافة إلى أن ظروف العمل أحياناً تفرض ذلك، ومن الصعب الانسحاب قبل العرض لأنه ليس في صالحي وصالح زملائي.

• هل يحدث ذلك لأن مشاركاتك قليلة؟

- لا على العكس، شاركت في العديد من الأعمال من بينها «الاختراع العجيب» و«الطار مقلوب» وغيرهما.

• وماذا عن الدراما، لم نشاهد لك أعمالاً كثيرة في الفترة الماضية؟

- أشعر بأنني لست محظوظة في الدراما تحديداً، فالكثير من المخرجين يتحدثون معي وأذهب إليهم وأتفق على الشخصية التي أجسدها ويكون هناك ثناء كثير على «الكراكتر» الذي سأقدمه ويقال لي غداً نوقع العقد، ثم أفاجأ بأن العمل يتم تصويره ولم يبلغني أحد حتى من خلال اتصال هاتفي من باب الذوق، خصوصاً أنني في الدراما تحديداً لا أشترط أجراً معيناً، والدليل أن أكبر ثلاثة منتجين للدراما في الخليج اتفقوا معي خلال الأيام الماضية ثم تفاجأت بأنهم يصورون أعمالهم.

• هل ابتعادك عن «الغروبات» الفنية هو السبب؟

- نعم هذا سبب رئيسي، لأنني لا أنتمي إلى أي مجموعة أو «شلة فنية» على الإطلاق.

• لكن هل هناك خطأ في أن يكون لك أصدقاء يطرحون اسمك في الأعمال وتطرحين أسماءهم؟

- أعتقد أن الممثل الجيد هو من يفرض نفسه وليس العكس، وقد تغيب الفرص لبعض الوقت لكنها بالتأكيد ستأتي.

• ألا تشعرين بالندم لعدم انضمامك إلى «غروب» فني؟

- إطلاقاً، فأنا مقتنعة تماماً بما أقدمه وما أفعله، لأنني لست هاوية بل درست أربع سنوات في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية وحصلت على جوائز كثيرة.

• هل ساهمت الشللية في إبراز نجوم من الجيل الجديد غير دارسين للفن على حساب الأكاديميين الشباب؟

- التمثيل موهبة، وبعض الهواة من السهل أن يصبحوا نجوماً إذا ما وضع في الاعتبار أن المعهد يعطي أساسيات التمثيل، وهذا الأمر من السهل أن يتعلمه أي هاوٍ إذا ذهب للمشاركة في أول عمل من خلال المخرج. لكن الأمر يسير عكس ذلك تماماً، فغالبية هؤلاء الذين أصبحوا نجوماً بين يوم وليلة لا يهمهم سوى الشهرة فقط، والدليل أنك تشاهد المجموعة نفسها في العديد من الأعمال خلال شهر رمضان، إلى درجة أن الجمهور نفسه سئم من هذا الأمر. لذلك، أنا مقتنعة بأن «الغروبات» تساعد على الانتشار، لكنها لا تساعد على وجود ممثل متميّز.

• كيف تقرأين إسناد بعض الأدوار النسائية إلى ممثلات ليست لديهن قدرات فنية لها؟

- العملية تخضع للواسطات والشللية والمعارف وغيرها، والجمهور أصبح يلاحظ هذا الأمر، ونحن في زمن من السهل أن تقدم فيه الفنانة مشهداً واحداً وتصبح من خلال الإعلام نجمة النجوم.

• هل جمال الفنانة والشكل العام يلعب دوراً في اختيارها للأدوار؟

- نعم، وحالياً يتم اختيار الممثلة لجمالها وشكلها وأزيائها وطريقة تسريحة شعرها. وبالمناسبة، حتى اختيار الشباب أيضاً يخضع لهذه المقاييس، فلا بد أن يكون الشاب جميلاً وصاحب طلة مبهرة حتى يتم اختياره للمشاركة في الدراما، أما عملية مواءمة الشخصية للأدوار فهذه يحلها المخرج في «اللوكيشن» وقد ينجح، وقد تفلت الأمور من بين يديه، والدليل أننا نشاهد أحياناً بعض الفنانين والفنانات يجسدون أدواراً لا تليق بأعمارهم، وكذلك أدواراً يحتاجون فيها إلى مزيد من الخبرة.