تشمل حركة «أمل» وهدفها وأد الفتنة السنية - الشيعية
مساعٍ لـ «وثيقة تفاهم» بين «حزب الله» والقوى الإسلامية الفلسطينية
| بيروت - من محمد دهشة |
1 يناير 1970
07:11 م
كشفت مصادر فلسطينية لـ «الراي» عن مساع جدية لاطلاق مبادرة لحماية العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وتحديداً الاسلامية منها في اطار وأد الفتنة السنية والشيعية مع تعاظم مخاطرها، وتجنيب المخيمات الفلسطينية الانجرار الى اتون الاحداث اللبنانية، ما يساهم في تحصين أمنهما في ظل المحاولات التي تستهدف إيقاع الفتن بين المخيمات وجوارها، وتوريطها في صراعات داخلية ومذهبية.
واشارت المصادر الى ان المبادرة ثمرة تنسيق مشترك بين حركتي «الجهاد الاسلامي» و«حماس» وهي تتخذ شكل «وثيقة تفاهم» بينهما مع «القوى الاسلامية الفلسطينية» وتحديداً «الحركة الاسلامية المجاهدة» و»عصبة الانصار الاسلامية»، (القوتان الرئيسيتان في عين الحلوة) وبين «حزب الله» وحركة «امل»، على غرار ما وُقع من «وثيقة تفاهم» بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» (بقيادة العماد مياشل عون) لدرء مخاطر الفتنة بين الطرفين.
واوضحت المصادر، أن أهمية الوثيقة انطلقت «من مخاوف حقيقية من تداعيات الحرب السورية على العلاقة الثنائية وآخرها معركة يبرود بعد القصير، وفي أعقاب تنفيذ عمليات تفجيرية وانتحارية واختيار العنصر الفلسطيني عمداً كواحد من المنفذين وترك ادلة لاكتشافه سريعاً خلافاً لباقي الانتحاريين المجهولين الى الان ووجود فلسطينيين يديرون شبكات اسلامية متشددة ومتطرفة ويتخذون من المخيمات الفلسطينية ملجأ لهم، ناهيك عن وجود غالبية المخيمات الفلسطينية في محيط شيعي وتحديدا في بيروت والجنوب والبقاع، اي على تماس مباشر ما يجعلها قنابل موقوتة في حال حصول أي توتر».
ووفق المعلومات، فان ممثل «حركة الجهاد الاسلامي» في لبنان ابو عماد الرفاعي طرح خلال جولته على عدد من القوى السياسية والامنية اللبنانية والفلسطينية بنود الوثيقة، ووضعها في خطوطها العامة حيث لاقت استحساناً ودعماً وتشجيعاً.
واكد الرفاعي لـ «الراي» استمرار المساعي التي تبذلها حركة الجهاد لتمتين العلاقات الفلسطينية - اللبنانية ومعالجة أجواء الاحتقان ومواجهة كافة أشكال التحريض.
وشدد على «ضرورة تحييد المخيمات عن الصراعات الداخلية، والتصدي لكل محاولات جرها الى أتون الخلافات المذهبية، وعلى أولوية الحفاظ على أمنها وأمن الجوار، والقيام بكل ما يلزم من أجل تمتين العلاقات الفلسطينية - اللبنانية، ورفض دعوات التحريض بمختلف أشكالها»، مؤكدا وجوب «تضافر المساعي بين كافة الأطراف من أجل وأد أي صراع مذهبي في مهده، لما يشكله ذلك من خطر على لبنان وأمنه، وعلى أمن المخيمات الفلسطينية».
وطرح الرفاعي وممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة على «القوى الإسلامية»الفلسطينية في مخيم عين الحلوة عناوين «وثيقة التفاهم» في اجتماع مشترك، حضره أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب وأبو محمد بلاطة وأبو إسحاق عن الحركة الإسلامية المجاهدة والشيخ أبو عبيدة والشيخ أبو طارق والشيخ أبو شريف عن عصبة الأنصار الإسلامية.
ووفق المعلومات، فان المشاركين اتفقوا على سبل حماية وتحييد المخيمات ومنع الفتنة المذهبية وتمتين العلاقة اللبنانية - الفلسطينية، مؤكدين على حماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتحييده عن الصراعات الداخلية والمذهبية وإدانة عمليات الاغتيال التي جرت في مخيم عين الحلوة وآخرها اغتيال العميد جميل زيدان. وأكد المجتمعون «إدانة التفجيرات التي حصلت في غير منطقة في لبنان واستهدفت المدنيين الأبرياء والعمل على تمتين العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وإقرار الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان ودعم صمودهم ريثما يتمكنون من العودة إلى فلسطين».