| د. تركي العازمي |
في «الراي» عدد الأحد الموافق 16 مارس 2014 قرأت خبر إنشاء ثلاث جامعات جديدة... ونحن منذ 25 عاما ننتظر حلم الانتهاء من جامعة الشدادية ليبدأ الحلم الجديد!
ألم أقل لكم كما ذكر غيرنا بأننا في الكويت تكثر مخرجات الأحلام ونفيق بعد عقد من الزمان لنكتشف انه حلم لم يتحقق!
ليخبرني جهابذة التربية والتعليم العالي عن مقترحهم هذا... مقترح تصدره وزارة مازال العمل بأشرطة الفيديو في آتش أس VHS قائما فليرحم الله الـ «دي في دي» والـ «بلو ري» ( DVD & Blue Ray ) ناهيك عن قسم تقنية المعلومات: صباح الخير..!
ليخبرني عباقرة التربية والتعليم العالي كيف لنا تحقيق هذا الحلم وهم يقرأون معاناة الطلبة في خارج الكويت... العقلية التي لم تستطع الشعور بمعاناة الطلبة لا تستطيع تحويل الحلم إلى حقيقة!
طلبة الفليبين والهند وأثينا وغيرهم ينتظرون شهاداتهم منذ سنوات وطلبة يشعرون بالمعاناة من الملاحق الثقافية ولنا في ما نشر على الصفحة الأخيرة من جريدة «الراي» عدد السبت 15 مارس 2014 دليل على هذه المعاناة!
لا بأس... يحق لنا أن نحلم كغيرنا لكن أدوات تحقيق الحلم تختلف من المنظور القيادي... لأن القيادة التشغيلية تبعد عن فهمها لطبيعة إدارة المشاريع بعد الكرة الأرضية عن أقرب كوكب محيط بها!
الأحلام تختطف في الدول المجاورة وتنشأ المدارس والمستشفيات والنوادي والمباني ونحن ما زلنا منغمسين في فكرة المباني «الكيربي»!
لكم هذه القصة لتحكموا على توقعاتكم المستقبلية إن استمر القياديون الحاليين في مناصبهم:
«بعد توزيع بيوت وقسائم منطقة فهد الأحمد اتضح ان سعة المدارس لا تستوعب عدد السكان في المنطقة... وبعد البحث والنقل اتضح ان الدراسة كانت تشير إلى ان العدد المتوقع كان ستة طلاب في كل منزل... يا سلام عليكم بيوت 3 أدوار وأسر انتظرت قرابة عقدين من الزمن تسكن منزلا من 3 أدوار هذا هو عددهم... لو فرضنا أن كل بيت فيه 5 شقق وقوام الأسرة 5 كمعدل طبيعي فهذا يعني 25 فردا في المنزل بمعنى قرابة 19 طالبا وطالبة...» وشجاب 6 عند الـــ 19 الفعلي.
هذه العقلية وقس عليها آخر مستشفى تم افتتاحه كان في العام 1986... وفي العدد نفسه خبر عن ثورة إدارية في وزارة الصحة... ارحموا عقولنا «شوية» : نحن جيل نختلف وهبنا الله المعرفة هندسيا وإداريا وقياديا!
نعم نختلف... و«شياب» الأمس يختلفوا عن «شياب» اليوم وغدا فكل جيل تختلف ثقافته وواجب على أحبتنا في السلطة التنفيذية فهم هذه الجزئية بشكل جيد كي لا نصل إلى اليوم الذي تحترق فيه المشاريع قيد الإنشاء ويتساقط علينا الرماد كما تساقط على مركباتنا الحصى من طرقنا المعبدة بشكل سيئ جدا جدا جدا!
أظن الدولة مقبلة على تغيير... والتغيير قادم لأن السكوت في الماضي كان له مبرراته التي انتهت مع وعي الجيل الحاضر الذي يجد المعلومة بين يديه في جهاز في حجم الكف!
نريد حلما نستطيع ملامسة حقيقة حدوثه على أرض الواقع أما خلاف ذلك فكم من مبادرة كتبت بشكل إنشائي جميل ذهبت في اليوم التالي لتجد الأرضية المناسبة لتطبيقها في الدول المجاورة!
امنحونا حلم بناء جامعة في 4 سنوات على أبعد تقدير... حلم بناء مستشفى ومراكز صحية وشوارع بلا زحمة!
امنحونا قيادات تصحّح الخطأ فور وقوعه وتحاسب المخطئ وتحوله للجهات الأمنية لينال العقاب ليصبح أسوة لمن يعتبر!
ثلاث جامعات و«ثورة إدارية في الصحة» واعتماد جامعات وشوارع بلا زحمة وأنشطة رياضية وجمعيات محترمة تتفاعل وتحترم عقول فئات المجتمع وتتفهم احتياجاته و..... إلخ!
لن يحصل أي تغيير ما دامت القيادات الهابطة المستوى في مناصبها... هذا هو خلاصة القول. والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
[email protected]