في حفل أوائل الخريجين المتفوقين برعاية صاحب السمو وحضور نائب الأمير

المليفي: التحديات التي تقابل الجامعة كبيرة والأمل معقود على إصدار قانون الجامعات الحكومية

1 يناير 1970 06:32 ص
• كل احتفال يمثل ثمرة يانعة من الثمار الوفيرة للتعاون والتعاضد والتلاحم

• الجامعة في أمسّ الحاجة إلى الخبرات البشرية الوطنية والعالمية للمشاركة في رفع اسمها

• نشكر الدعم السامي في توفير احتياجات البناء والتعمير لموقع مدينة صباح السالم الجامعية
احتفلت جامعة الكويت أمس، بتكريم أوائل الخريجين المتفوقين من الدفعة الثالثة والأربعين للعام الجامعي 2012/ 2013، وذلك تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وحضور سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، على مسرح الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي في الشويخ. وقال وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى لجامعة الكويت أحمد المليفي، في كلمته بالحفل، إن «الأمل معقود على إصدار قانون الجامعات الحكومية لينظم التعليم الجامعي الحكومي، وتخضع له كافة الجامعات الحكومية، سواء تلك القائمة وقت صدوره، أو التي يتم إنشاؤها مستقبلاً»، لافتا الى «التحديات التي تقابل الجامعة مع تزايد أعداد الطلاب الملتحقين بها، حيث تضم الجامعة في رحابها نحو أربعين ألف طالبة وطالب يدرسون في 16 كلية». واضاف المليفي، «يشرفني يا سمو نائب الأمير أن أرحب بكم أجمل ترحيب وأنتم تشرفون هذا الحفل، وتشاركون الخريجين وأولياء أمورهم فرحتهم بإنجازهم وتميزهم العلمي، كما يسعدني الترحيب بجميع ضيوف الجامعة، حيث إن جامعة الكويت تتشرف اليوم برعاية صاحب السمو أمير البلاد لحفل الخريجين المتفوقين في كلياتها لتزدهي بهذا الشرف الكبير الذي عود سموه عليه أبناءه المتفوقين كل عام، وهو يعطي دلالة واضحة على المكانة التي يحظى بها منتسبي الجامعة من لدن سموه».

وزاد المليفي، إن «منتسبي الجامعة يلمسون من سموكم الكريم التقدير لهذا الصرح العلمي الشامخ، لأننا نحن الذين نعايش اهتمامكم وحرصكم ومؤازرتكم لهذه الجامعة، فلكم منا كل الحب والتقدير والامتنان، إن كل احتفال بملمح من ملامح التقدم والإنجاز إنما يمثل احتفالاً بثمرة يانعة من الثمار الوفيرة للتعاون والتعاضد والتلاحم بين أبناء هذا الوطن العزيز قيادة وشعبا، إن وقفتكم هذا العام وكل عام بين أبنائكم المتفوقين من طلبة الجامعة والحفاوة غير المسبوقة بالعلم والمتعلمين لهي تجسيد للقيم الخالدة التي تؤصل للنهضة المأمولة لمجتمعنا، وذلك من خلال الحرص الكريم على توفير كل ألوان الرعاية المطلوبة والاهتمام الواجب الذي يشعر هؤلاء الأبناء المقبلين على الانخراط في ميادين العمل المختلفة، بأن المجتمع كله وفي مقدمته قيادته السياسية الرشيدة معني بهم، إننا نسترشد دائماً بتوجيهاتكم السامية وأقوالكم الحكيمة التي تعلنون فيها أن أغلى ثرواتنا أبناؤنا، فهم أفضل استثماراتنا، وهم محور أي تنمية وغايتها ووسيلتها، فالتنمية الحقة هي التي تتخذ من الإنسان محوراً ومن العلم سبيلاً ومن الإخلاص دافعا».

وتابع المليفي، إن «جامعة الكويت بكافة هيئاتها الاكاديمية والبحثية والإدارية لترفع إلى مقام سموكم الكريم أسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان لما تحيطون به مسيرتها الموفقة من رعاية كريمة، وما تقدمونه لها من أسباب النجاح المتمثلة في تفهم طبيعة العمل الجامعي ومطالبه، وتوفير الدعم لها في مسيرتها»، مبينا أن الجامعة في حاجة الى «توفير الإمكانات المادية والبشرية والميزانيات اللازمة لدعم البرامج الأكاديمية والبحثية، ولا ننسى يا سمو نائب الأمير أن نشكر دعمكم لنا في توفير احتياجات البناء والتعمير لموقع مدينة صباح السالم الجامعية في الشدادية، والتي تواصل الإدارة الجامعية تنفيذ عقود بنائها ما سيوفر للجامعة مواقع جامعية وفق أفضل المستويات العالمية للمباني الجامعية».

وبين المليفي، ان «الجامعة لهي في أمس الحاجة إلى الخبرات البشرية الوطنية والعالمية للمشاركة في رفع اسمها، ورفع مستوى مركز الكليات الجامعية بين نظائرها في العالم، وتجري حالياً الدراسات لوضع خطة متكاملة لمعالجة أزمة التسجيل والطاقة الاستيعابية بالجامعة، بما يساعد على حل جميع المشاكل التي تترتب على ذلك في الأعوام القادمة».

وخاطب المليفي، الخريجين والخريجات، وقال إن «بلادكم تفخر بكم جميعاً، وتأمل منكم العمل بكل جد واجتهاد وإخلاص لخدمة أنفسكم ومجتمعكم، وأرجو أن تكونوا من رواد الأعمال، واسعوا لخلق فرص عمل لأنفسكم ولغيركم، فإنكم إن لم تقدموا شيئاً لوطنكم ومجتمعكم بعد تخرجكم فلن تكونوا سوى مجرد عدد يضاف إلى أعداد الخريجين، وأرجو أن تكونوا جميعاً أعضاء فاعلين في بناء مجتمعكم بتقديم الجديد ودفع عجلة التنمية في بلدنا الغالي، إن الجامعة تفخر بكم مثلما أنتم وأولياء أموركم فخورون بإنجازكم، ونأمل ألا تنقطع صلتكم بها، فهي تتمنى أن تستمر علاقتكم بها حية نابضة، وعليكم التمسك بقيمكم الإسلامية وشهامتكم العربية، والحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن المعطاء، وكونوا حماة له وهذا كفيل بأن تكونوا مبدعين ومنتجين وإنسانيين».

وختم المليفي، كلمته قائلاً، «سمو نائب الأمير، إن أبناءكم الخريجين من جامعة الكويت ليعبرون عن صادق امتنانهم لتشريفكم لهم، ومكرمة سمو أمير البلاد السامية بالاحتفاء بهم تطوقون بها أعناقنا وأعناقهم، وهم يستلهمون معانيها العميقة في كافة مراحل عملهم الوطني وإسهامهم في نهضة مجتمعهم وتقدمه».

من جانبه، قال مدير جامعة الكويت الدكتور عبداللطيف البدر، إن «جامعة الكويت منذ افتتاحها وهي مشعل يُنير طريق تقدم بلدنا الحبيب والإنسانية، ومصنع لإعداد الأجيال من الكفاءات البشرية والقيادات الفكرية، وبنائهما على أسس من العقيدة الصحيحة والقيم الرشيدة والمبادئ السامية لخدمة أهل الكويت والبشرية».

واضاف، إن «الجامعة تخطو إلى غاياتها المرسومة، بخطوات واثقة، سعيا إلى سد حاجات المجتمع وإثرائه، ومساعدته على خوض غمار التنمية الشاملة، فضلا عن تأهيل الكوادر الوطنية اللازمة للنهوض به وقيادته في جميع المجالات الحيوية، إن الترابط بين التعليم والتنمية، يزداد وثوقا وتفاعلا مع تزايد التقدم المعرفي والتقني في عصرنا الحالي، عصر التقدم العلمي والتكنولوجي والانفجار المعرفي، الذي أصبحت فيه الميزة التنافسية لاقتصاديات الدول والتقدم الحضاري بكافة أشكاله رهنا بالمهارات والمعارف، وفي ضوء هذه الحقائق العامة والأساسية، فإن الترابط العضوي بين التعليم والتنمية من جهة، وبين التعليم والسياسات المتعلقة بتوظيف مهارات ومعارف المتعلمين من جهة أخرى، يفرض نظاما تعليميا يقوم على تنمية الطاقات المبدعة لدى كل فرد، وتزويد المواطنين بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم لمواجهة التغيرات المستمرة، وتخريج أجيال من الاختصاصيين القادرة على تفهم روح العصر، واستيعاب مستجداته وتقنياته، وإذا كان للدولة دور رئيسي في ذلك، فإن مسؤولية ودور المجتمع المدني بكل نشاطاته ومؤسساته لا يقلان أهمية، وذلك لان التطور لا يتم إلا بالتعاون وعمل الفريق المتكامل».

وزاد، «لقد قامت جامعة الكويت بإحداث تطوير لكافة الأمور الأكاديمية والبحثية لتحسين جودة التعليم والبحث العلمي لرفع مكانة الجامعة عالميا، والمساهمة بشكل فاعل في خدمة المجتمع والارتقاء به، بهدف الحصول على مستوى متميز، والاعتراف بها في الميادين الإقليمية والدولية، فاستحدثت برامج دراسات عليا جديدة لدرجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصات علوم الطب والعمارة وعلوم الصيدلة وطب الأسنان والصحة العامة والعلوم الشرعية والقانونية والإدارية والهندسية، إضافة إلى العلوم الأساسية، وغيرها التي في طور التكوين لتكتمل المنظومة العلمية، وهذا ما يؤدي إلى فتح مجالات جديدة لطلبة الدراسات العليا لمواكبة التطورات العلمية الحديثة، ولوضع الكويت في مصاف الدول المساهمة في تطوير العلم ورفع شأنه والخروج من دوامة الاقتباس والنقل».

ولفت الى إنه «تم استحداث مِنح أكاديمية متميزة لطلبة الدراسات العليا للمساهمة في التدريس والبحوث ليخدموا العملية الأكاديمية وينمو قدراتهم التعليمية من خلال ممارستهم له، وقد تم قبول عدداً من طلبة الدراسات العليا في هذه المنح لكل البرامج في الكليات المختلفة، كما اعتمدت، ولأول مرة، قواعد إيفاد في بعثات زمالات ما بعد الدكتوراه والتي سيعمل بها اعتبارا من الفصل الدراسي الحالي، ليتيح ذلك للحاصلين على درجة الدكتوراه في جامعة الكويت أو غيرها والمزمع تعيينهم بالجامعة اكتساب الخبرة الاكاديمية في جامعات عالمية عريقة ليتمكنوا من الاطلاع وتنمية مهاراتهم البحثية والتدريسية في بيئات تعليمية مختلفة قبل ممارستهم العمل الاكاديمي في الجامعة، وهذا ما هو متعارف عليه عالمياً قبل الانضمام إلى الهيئة الاكاديمية». وأوضح اتنه «تم تقنين الإيفاد في بعثات معيدي الجامعة لدرجتي الماجستير والدكتوراه للارتقاء بمعايير اختيار الطلبة المرشحين، والعمل على تيسير التحاقهم بالجامعات العالمية، حيث يكون الترشيح مبنيا على التميز الأكاديمي وحاجة العمل في الجامعة، وكل ذلك أساسي ومهم لعمق العملية التعليمية، ومع ذلك الجامعة بحاجة إلى المزيد من أعضاء هيئة التدريس ذوي الكفاءات العالية والمتميزة، لتصحيح الهرم الأكاديمي وللرفع من شأن الدراسات العليا والأبحاث، وعليه فستعمل الجامعة جاهدة على استمرار عملية تعيين هؤلاء من خلال شبكة المعلومات الدولية وتقديم الطلبات المباشرة عن طريق موقع الجامعة الإلكتروني».

وأفاد بأن «أساسيات التعليم الجيد تتطلب عضو هيئة التدريس المتميز والعمل على إثراء الجو الأكاديمي لضمان استمراره، ونؤكد على أن ذلك أيضا يتطلب نوعية عالية من الطلبة المؤهلين لاستكمال تعليمهم الجامعي ولا يكتمل ذلك إلا بتبني اقتراح تطبيق امتحان وطني شامل لخريجي الثانوية بالمدارس العامة والخاصة كما هو متبع عالمياً لضمان توفير معايير الحد الأدنى من المعرفة المطلوبة للدراسة الجامعية، وهو بلا شك سيساهم بشكل فعال في تحسين جودة التعليم الثانوي ويرفع نوعية الخريجين الجامعيين ليساهموا في مسيرة تقدم وطننا العزيز والإنسانية جمعاء».

وختم البدر كلمته قائلاً، «استأذنكم لأبارك لأبنائكم الخريجين والخريجات نجاحهم وتفوقهم، وأهنئهم وذويهم بالشرف الكبير الذي سيبقى مثار فخرهم واعتزازهم لتسلم وثائق هذا النجاح والتفوق، ولا يسعنا إلا أن نشد على أيديهم مباركين ومهنئين، آملين أن يكونوا على قدر المسؤولية، وحجم الأمانة، وعظم التحديات التي يمكن أن تواجههم في سبيل الارتقاء بالوطن، الذي أعطاهم بغير حدود، وحقق لهم الأمن والأمان، والعلم والرفاه، معربا عن ثقتي الأكيدة بأنهم سيكونون أهلا لما يعقده عليهم وطنهم من آمال، بالمساهمة في رفعته وتقدمه، فالولاء للكويت وأرضها هو الرسالة التي يعملون على حملها ونشرها، وهو الأمانة التي لن يتهاونوا في أدائها».

بدورها، ألقت الخريجة ليلى الفوزان، كلمة أوائل الخريجين المتفوقين، وقالت، «إننا نعيش اليوم فرحة غامرة بتشريفكم رحاب جامعة الكويت قلعة العلم والعلماء، ونحن يا سمو نائب الأمير وولي العهد أبناؤك وبناتك، ونعاهدكم على أن نكون بذرة حب وانتماء إلى وطننا الغالي الذي قدم لنا الكثير وغمرنا بفيض الحب والحنان إلى أن جاءت هذه اللحظات الكريمة التي نترجم فيها كل معاني الحب إلى بلدنا الغالي ونهدي تفوقنا إلى صاحب السمو أمير البلاد، وإليكم يا سمو نائب الأمير وولي العهد، والى وطننا الحبيب، ونسأل الله عز وجل أن يحفظ ويرعى ويمد في عمر صاحب السمو أمير البلاد، ويجعله ذخراً للكويت وشعبها ويسبغ عليه موفور الصحة والعافية، ونجدد العهد لكم بأن نحفظ للكويت عهدها، وأن نرد الجميل لوطننا الغالي بكل ما نملك من سلاح العلم والمعرفة متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف».

وتابعت، «نسجل كلمات الفخر والاعتزاز إلى اساتذتنا الأفاضل الذين غمرونا بفيض علمهم وكريم عنايتهم خلال فترة دراستنا الجامعية، فلهم منا الشكر والعرفان، والشكر موصول إلى أولياء أمورنا وأهلنا الذين كانوا لنا السند والمعين بعد الله عز وجل للوصول الى التفوق والنجاح فجزاهم الله خيرا وأجزل لهم العطاء والمثوبة».

استقبال نائب الأمير بكل حفاوة وترحيب



وصل موكب سمو نائب الأمير إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من الوزير أحمد المليفي، ومدير الجامعة الدكتور عبداللطيف البدر، وأمين عام الجامعة الدكتور نبيل اللوغاني، ونواب المدير، والأمناء المساعدين.

وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وأصحاب المعالي الشيوخ والوزراء الموقرون، وعمداء الكليات في الجامعة، وجمع غفير من أهالي الخريجين المتفوقين.

وبدأ الحفل بالسلام الوطني وتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الكريم.