سلطان حمود المتروك / حروف باسمة

ذكرى الشهداء عبرة لمسيرة الأحياء

1 يناير 1970 11:20 ص
للذكريات دروس وعبر وسبل تدعو إلى الاصرار في بلوغ الغاية وإذا استذكر الإنسان موقفاً طيباً حسناً فإنه يستخلص منه ما يفيده في حياته ويعمل على الاقتداء به لأن الحياة تمتلئ بالقصص والمواقف والحوادث والأحداث والذكريات المشرقة التي يتحسس المرء من خلالها التمسك بطريق الخير والنماء والبعد عن سبيل الهاوية.

وإن من الذكريات التي مرت علينا وعشنا في أوساطها وتغلغلها في ماهيتها في يوم السادس والعشرين من فبراير استذكار مواقف الشهداء الذين هم أكرم منا عند الله الكريم.

كوكبة بذلت مهجها من أجل الوطن فتيان وفتيات جدوا من أجل لثم تربة الوطن وأصروا على أن يكحلوا أعينهم بها فثبتوا أرجلهم في هذه التربة وتشبثت أيديهم بها ليحموها من دنس الغزاة الآثمين الظالمين فكانت دماؤهم هي الغدير المشرق الذي يمضي على تدفقه الأحرار الذين يطرقون أبواب الحرية ويطلبون الخير والمنعة والسداد لوطنهم، كما أثارت ذكرياتهم في القلوب أعمالهم الجليلة من خلال معرض بيت القرين.

إنها صور جميلة تعبر عن الاصرار وتُفضي الى الخير للوطن وإن ذويهم الذين وقفوا بجانب صورهم هم أبناء الشهداء ضحوا من أجل أمهم الكويت فهم مدعوون مع أهل هذه الديرة ليشمروا عن سواعد الجد وأن يجعلوا من دماء الشهداء نبراساً يضيء الدروب أمام جميع أبناء الوطن ليتحدوا وليكونوا صفاً واحداً في التفكير من أجل البذل والعطاء لأن مسيرة الشهداء تدعو إلى الاصرار من أجل الحفاظ على الوطن والتفكير من أجل النهوض به ونبذ الخلاف والتشتت في الفكر والعمل ونبذ الأنانية والاجتماع حول العمل المجتمعي المتكامل بالقلب واللسان والفكر من أجل نهضة وتقدم وسعادة أمنا الكويت لأن هذا العمل هو سعادة للشهداء الذين هم عند ربهم يرزقون.

ولي وطنٌ وجدتُ بهِ

نعيم العيش مقترنا

إذا يدعو لتضحيةٍ

بذلت الروح والبدنا

سأحميهِ وأرفعهُ

ليأخذ في العلا سكنا

ولست أبيعهُ مهما

أتاح الخلد لي ثمنا

فيا وطني إذا ناديتا

من للبذل قلت أنا