«الراي» واكبت عرضها المسرحي «من الآخر»
عايدة صبرا... «الفتور» قد يهدم الزواج من أساسه
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
04:50 م
«فضّلت اللعب لوحدي. كتبت ما عندي من أفكار، على قياسي وقناعاتي، ووضعت خطتي الإخراجية ووجدت أن ما أفعله هو أفضل الممكن في ظل الأوضاع السائدة في البلد». هكذا ردّت الفنانة عايدة صبرا على «الراي» وهي تهنئها على عملها الجديد «من الآخر» على خشبة «مترو المدينة» الذي يتسم بحميميته، مع استيعابه لنحو 150 شخصاً.
لوحدها على الخشبة تقول الكلام كله، فلا تغادرها العيون طوال الساعة وربع الساعة من الوقت، فقط حضور لشاب (إيلي نجيم) وصبية (ماريليز يوسف عاد) يبدو حضورهما أقرب إلى الحلم، الضمير، أو الترجمة الحرفية لأفكار جمانة المرأة المتزوجة والتي تبحث عن فستان مناسب يليق بحفل منح زوجها وساماً مهماً، وهي مناسبة لفتح دفاترها العديدة معه، فهو يتكبّر عليها ويعتبرها لا تليق به بعد الوسام، لكن العبارة التي فجّرت مكامن الهجوم عليه قوله لها: «صرتِ ختيارة». وأي رجل هذا الذي يتجرّأ أدبياً وسلوكياً على قول مثل هذا الكلام لأي امرأة؟
جمانة لا تترك شاردة أو واردة إلاّ وتوردها عن حياتهما معاً، الاهتمام السابق بها فتر تماماً، القبلة باتت نادرة، والنوم في سرير واحد بات لشخصين ظهر كل منهما للآخر وينامان على طرفي حتى لا نقول حافتي السرير. وتتلاحق عملية البوح وسط ضحكات من الصالة إلى أن بكت جمانة، فكانت دموعها باباً عبر بها إلى مشاعر الحضور فصفّقوا بحرارة.
على هامش عرضها المسرحي، كان لـ «الراي» حوار مع صبرا بدأ بسؤال «مسرح جيب صغير، وفصل واحد، وأنت لوحدك؟»، فأتت إجابتها «لكل هذا المشهد الذي ترسمه أسباب وجيهة حتّمت خياري. الـ(ستاند أب كوميدي) يحتاج هذا المسرح، إنه على قياس موضوعي تماماً. والعمل لا يحتمل أكثر من فصل وأنا اعتمدت فيه على المادة المكثفة».
الممثلة التي أضحكت وأبكت في العمل تقول عن «الممثلة الحاضرة فيها بقوة»: «عندما تكون ممثلاً لا تستطيع الغياب عن المشهد المتميز للمهنة وهو العمل المتواصل. وهذا كما تعلم ليس متوافراً دائماً».
صاحبة العمل متشعبة الأدوار، فهي أستاذة تمثيل وحركة، ممثلة متلوّنة بين الضحكة والدمعة، مخرجة وكاتبة... هي عمل قائم بذاته، وعن ذلك تقول «على الفنان أن يعمل في كل المواقع التي يتطلّبها العمل الفني. هذا بدهي ومطلوب أما أين يركز على أي جانب لتقديم نفسه فهذا عائد إليه».
تبرر صبرا غيابها عن التلفزيون بـ «عدم امتلاك القرار»... «كما تعرف نحن لا نملك القرار في التلفزيون. المنتج والمخرج يختاران. السؤال يُطرح عليهما. أنا جاهزة على الدوام والكرة في ملعبهما».
وعما إذا كانت تحنّ إلى «حلونجي يا إسماعيل» الذي جمعها بعباس شاهين تجيب بـ«نعم ولا»، وتتابع «أحنّ إلى الكوميديا لأن الناس في حاجة ماسة إليها. ولأن الكوميديا ابنة الميلودراما فالظروف الراهنة مواتية لمثل هكذا أعمال».
وتلفت صبرا في نهاية الحوار إلى أن هناك مسرحية تحضّر لها مع زميلتها جوليا قصّار «بعدما نجحنا معاً (فيترين)».