وزارة الصحة تواصل الدفاع عن «اكتشاف» عبد العاطي جهازاً يقتل الفيروسات

تحويل الإيدز إلى «صباع كفتة» يتفاعل مصرياً: طب اللي يحب السي فود يعمل إيه... يموت بإيدزو؟

1 يناير 1970 03:33 م
تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الى منتديات للتعليقات الساخرة في مصر، بعد ان اعلن اللواء في الجيش ابراهيم عبد العاطي الذي يزعم انه طبيب ايضا عن اكتشافه جهازا يكشف امراضا مستعصية كـ «الايدز» وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي «سي» من دون اختبارات دم ويعالجهما الى جانب فيروسات اخرى من دون اعراض جانبية، «بل ويحول الايدز الى صباع كفتة يأكله المريض ويتغذى عليه».

هذه الموجة المحمومة اضفت على القضية طابعا سياسيا على قضية «الاكتشاف الطبي» الذي سماه صاحبه «سي فاست»، خصوصا ان وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي والرئيس الموقت عدلي منصور كانا حاضرين في المؤتمر الصحافي الذي اعلن خلاله عن الاكتشاف الجديد، قبل ان يخرج المستشار العلمي للرئيس الموقت عصام حجي ويصف الامر بانه «فضيحة علمية لمصر».

ولم يضيع المصريون المعروفون بحس الفكاهة خصوصا في اوقات الأزمات، هذه الفرصة، وامضوا ليلتهم يتناوبون على الضحك على وقع «الكفتة»، ونشروا صورا لعبد العاطي وهو يشوي «الكفتة» ويقدمها للمرضى.

وكان من بين هذه التعليقات التي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي: «بلد كفتة صحيح» و«على كده لو أكلت كيلو كباب... هأبقى سوبرمان» و«طب الى بيحب السي فود يعمل ايه؟!! يموت بإيدزو».

وبعد ان اثار حضور منصور والسيسي المؤتمر الصحافي الذي اعلن فيه عن «الاكتشاف الطبي»، جاء تأكيد حجي ان «جهاز علاج مرض الإيدز وفيروس سي يعد فضيحة لمصر»، ليبعد المستوى الرسمي عن تبني هذا الجهاز.

واعتبر حجي ان «إعلان الجيش عن الجهاز، لا يتضمن تفاصيل علمية، وان ما نشر يفتقد للوصف والتفاصيل الدقيقة، التي يجب أن تصاحب أي جهاز جديد، كما هو معمول به في الأوساط العلمية»، لافتا إلى أن ما سمي بالاكتشاف «يسيء لسمعة مصر».

وقالت الباحثة المصرية في كندا الدكتورة دينا سعيد: «لا يجوز الإعلان عن الاختراع كوسيلة فعالة في اكتشاف الفيروسات وعلاجها دون أي آثار جانبية على الإطلاق، عن طريق فيديوات دعائية ومقالات في الصحف، بل يجب الإعلان بطريقة علمية»، مطالبة «بضرورة التأكد من كفاءة الجهاز عن طريق خبراء غير منحازين».

وقالت مصادر إن «صاحب الاكتشاف ليس عسكريّا، ولم يتدرج في الرتب العسكرية، وان رتبة لواء حصل عليها شرفيّا، وما أعلنه أكبر عملية نصب في التاريخ المصري».

وذكرت أن عبدالعاطي «مجرد معالج بالأعشاب، وباحث بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم».

وفي مقابل ذلك، ظلت وزارة الصحة المصرية متمسكة بان «النتائج بعد تجربة سي فاست كانت إيجابية، حيث تمت متابعة التجارب خلال 3 أشهر في مستشفى حميات العباسية (بالقرب من وسط القاهرة) وكانت نسب الشفاء فوق الـ 90 في المئة، ولهذا تم اعتماد الجهاز».

وقال مساعد وزير الصحة عبدالحميد أباظة والمرشح وزيرا للصحة في الحكومة الجديدة برئاسة ابراهيم محلب إنه يرى «أهمية كبرى لهذا الاكتشاف العلمي والطبي»، مطالبا «بعمل ندوات ولقاءات علمية للتعرف أكثر على الجهاز، والعمل على تجربته في مراكز الكبد والحميات المتخصصة».

وذكرت مصادر طبية في مركز جراحة الجهاز الهضمي في جامعة المنصورة، لـ «الراي» انهم «في انتظار التفاصيل العلمية»، ولكنهم رحبوا «بأي إضافة في هذا المجال، خصوصا مع زيادة أعداد المرضى بالتهابات الفيروسات الكبدية، وتكلفة العلاج العالية».

واعتبر مصدر عسكري مسؤول ان التشكيك بالجهاز يأتي ضمن «حملة تشويه ممنهجة للجهاز الذي اخترعته القوات المسلحة لعلاج فيروس سي والإيدز».

موضحا في تصريحات لـ «الراي» ان «هناك العديد من الحالات تم علاجها بالفعل بواسطة الجهاز، وهي الآن بصحة جيدة».

واضاف ان «عددا من الدول الخارجية تحاول الهجوم على فاعلية الجهاز بهدف الضغط على الجيش للإفصاح عن تفاصيله، وهو الأمر الذي لن تقوم به القوات المسلحة حاليا حتى لا تتم سرقة هذه التفاصيل ومحاولة تصنيعه في دول أخرى دون الرجوع لمصر صاحبة الحق في هذا الاختراع».

واوضح الدكتور جمال شيحة الذي تبنى «الاكتشاف» لـ «الراي» انه «تم إجراء الدراسات على النظام العلاجي الخاص بجهاز القضاء على الفيروسات من خلال إجراء الاختبار على العينات، والاختبار على الحيوانات، واختبار درجة السمية للكبسولة، واختبار ثبات الكبسولة، والتحليل الكيماوي لعناصر الكبسولة، وإجراء التجارب الإكلينيكية على المرضى المتطوعين الحاملين لفيروس الإيدز وسي بمستشفى حميات العباسية، بعد الحصول على إجازة من لجنة أخلاقيات البحث العلمي».

وكان عبدالعاطي قد اعلن انه عكف على الأمر «منذ نحو 22 عاما»، مؤكدا أن «هزيمة الفيروس سهلة جدا، وقد هزمنا الإيدز بنسبة مئة في المئة، إلى جانب قهر فيروس سي».

وحول التشكيك في مدى فعالية جهازه في علاج المرض قال: «بينى وبينكم مريض وعلاج. الجهاز تم اختراعه لخدمة المصريين ولن نقوم ببيعه في الخارج».

وأشار إلى أن «الجهاز يعالج جميع الفيروسات المنتشرة في مصر والعالم وليس فيروس سي والإيدز وأنفلونزا الخنازير فقط، ولكنه يواجه فيروسات أخرى، سوف نعلن عنها تباعا».

وأوضح أنه «سيتم إنشاء وحدة تابعة للقوات المسلحة سيتم فيها علاج المرضى بالفيروسات»، مشيرا الى أن «تكلفة العلاج ستكون بسيطة» وان «هناك هجمة شرسة من مافيا الأدوية، ومن خلال شركات الأدوية التي ستخسر كثيرا، نتيجة نجاح الجهاز».