الحريري: نظام الأسد سيسقط ولا شيء سيسمح لـ «حزب الله» بأن يأخذ لبنان

1 يناير 1970 04:59 م
اعلن الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري انه «عندما قرر حزب الله أن يذهب إلى سورية بدأت المصائب تعصف بلبنان»، معتبراً «ان خروج الحزب من سورية سيزيل بالتأكيد الذريعة التي يستخدمها البعض، وسيكون لبنان محصناً أكثر لمحاربة ظاهرة الانتحاريين الغريبة عنه».

وقال الحريري في مقابلة أجراها معه الإعلامي عماد الدين أديب ضمن برنامج بـ «هدوء» عبر قناة «سي بي سي ان» ان الحكومة الجديدة في لبنان ستأخذ الثقة «وهناك معادلات حصلت في السابق وسيجدون المخارج المطلوبة للبيان الوزاري، ففي لبنان هناك دائما اشخاص يجدون المخارج بطريقة سلسة جداً».

واذ اكد رداً على سؤال حول تدخل «حزب الله» عسكرياً في سورية «ان هناك قراراً اقليمياً بمساعدة النظام السوري من إيران وهذا ما حصل، ونقطة على السطر«، رأى «ان إيران تعتبر أن سورية قد تكون اهم بالنسبة لها من سلاحها او من مشروعها النووي«، مضيفاً: «قد نكون استُضعفنا في مرحلة من المراحل، ولكن اليوم الامور تتغير وتختلف. ورغم أن البعض يرى أن المعارضة السورية تتراجع، الا أن المعركة طويلة الامد ونظام بشار الاسد سيسقط بالتأكيد بإذن الله. ولسنا ضد استكمال الحوار الأميركي الإيراني، فنحن لا نريد حروباً ولكن في الوقت ذاته لا نقبل بصفقات على حسابنا، ولا أحد باستطاعته القيام بذلك ولا سيما إذا عادت مصر كما كانت، ووضعت يدها بيد اخواننا العرب في الخليج».

وتابع: «لن يكون هناك أي امر على حساب لبنان، ولا شيء في لبنان سيسمح لحزب الله بأن يأخذ لبنان. حاول الكثيرون غيره من قبل ولم ينجحوا، فلبنان لا يُدار بهذه الطريقة. وإذا حاول حزب الله أن يأخذ لبنان ليضمه إلى مشروع إقليمي، فإنه قد ينجح لفترة قصيرة، ولكن على المدى الطويل اؤكد لك أنه لن ينجح، لأن اللبنانيين شعب عنيد يحتمل ما لا قدرة للكثير من الشعوب على احتماله، لذلك قد يبدو هذا الحوار في هذه المرحلة على حساب لبنان، ولكن أنا لا اراه كذلك، أنا ارى أنهم يتحاورون حول الموضوع النووي، وبالنسبة للباقي فهو رهن المتغيرات في المنطقة».

وعن احتمال عودته الى لبنان، قال: «لا شك أن المخاطر كبيرة جدا، ومن قتل رفيق الحريري يمكن أن يقتل سعد الحريري أيضا، وما نحاول أن نقوم به هو المحافظة على مسيرة الرئيس الشهيد واستكمالها. ان عودتي إلى لبنان تعتمد على اللحظة السياسية والأمنية التي أراها مناسبة. لدينا انتخابات رئاسية في لبنان يجب أن تحصل، وأنا لن أكون غائبا عنها وسأكون موجودا في قلبها. قد يكون هذا الجواب ضبابيا ولكن الناس ستفهمه. لن أحدد يوما معينا للعودة إلى لبنان لأن هناك خطراً، ولكن ذلك سيكون في وقت قريب جدا أن شاء الله». واضاف: «هناك انتخابات رئاسية وقلتُ انه لا يمكن أن يحصل فراغ رئاسي في لبنان، وهذا غير مسموح وأنا جدي بهذا الكلام، وفي تلك اللحظة سترى سعد الحريري في لبنان، و«الذكي يفهم».

وهل تشكيل الحكومة الجديدة يجعل عودته إلى لبنان أقرب أو أبعد؟ أجاب: أقرب، إن هذه الحكومة هي حكومة اجماع، والفرق الوحيد الذي حصل هو أننا أتخذنا قرارا بأن نتكلم مع الجميع وهذا ما أدى إلى نجاح عملية التشكيل، كان هناك حوار دائر وقد تكلمنا مع الجنرال ميشال عون مباشرة لتكون هذه الحكومة بادرة من الايجابية بيننا وبينهم، والحمد لله نجحنا وسنكمل هذا الحوار. ولكن هنا أود أن أقول أن كل حلفائنا في قوى الرابع عشر من آذار يشكلون أساسا بالنسبة لي، كحلفاء وكفريق 14 آذار، سنبقى معا في هذا النضال لتحقيق سيادة واستقلال لبنان وبنائه وبناء الدولة التي نطمح إليها جميعا».

واضاف: «لا شك أننا اليوم في خلاف جذري مع حزب الله بمسائل لن يوافق عليها ونحن لن نوافق له عليها، ولكن هناك بلد وشعب وهناك دور سياسي علينا أن نقوم به. وعندما رأينا أن هناك فريقا سياسيا فتح بابا للمساعدة على النهوض بالبلد اغتنمنا الفرصة وربطنا النزاع بالأمور السياسية الحادة بيننا».