لقاء / «التكنولوجيا الجديدة لعبت دوراً مهماً في الصورة الدرامية»

البيلي أحمد لـ «الراي»: أزمة الدراما الكويتية تكرار النصوص وبطولة الممثلات المبكرة

1 يناير 1970 11:34 ص
• «العمر لحظة» يستحق
هذه الأصداء

• المخرج كالطبيب عليه مواكبة الجديد والعمل في تخصصه فقط دون مغامرات
رأى المخرج البيلي أحمد أن أزمة الدراما الكويتية تنحصر في تكرار الأعمال من خلال نصوص تشبه بعضها البعض، بالإضافة إلى أن غالبية ممثلات الصف الثاني يرفضن العمل في بضع حلقات ويبحثن عن النجومية بعد ظهورهن في مسلسل واحد فقط.

وقال أحمد في حوار مع «الراي»: مسلسل «العمر لحظة» الذي يعرض حاليا يحظى بنسبة مشاهدة عالية، «ونحن نستمتع بالأصداء الطيبة من الجمهور، وتنبأنا بأن يكون من الأعمال الجيدة لأن الموضوع المطروح جديد ويحظى العمل بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم الذين يحترفون التمثيل».

واعتبر البيلي أن التكنولوجيا وتقنية الكاميرات الجديدة لعبت دورا مهما في تقديم صورة جديدة للدراما العربية، لافتا الى ان الفضائيات اصبحت تبحث عن الصورة الجيدة في العمل الدرامي بشكل لافت الى جانب الممثلين المشاركين والفكرة العامة للعمل:

• كيف تقرأ ما يحدث في الدراما الكويتية خلال الفترة الحالية؟

- هذا الموسم لم تخرج كل الأعمال للمشاهدين، ولكن سأتحدث عن الموسم الماضي فمع الأسف الشديد معظم الفنانين استهلكوا من رصيدهم الفني ولم يضيفوا شيئاً مميزاً، فالتكرار كان سيد الموقف ولم تكن هناك أعمال لافتة بشكل كبير، ويعود ذلك الى التجارب التي يتبعها البعض من وقت الى آخر وهو ما دفع بالفضائيات الى معرفة القضايا المطروحة في الأعمال مسبقا، بل والمشاركين فيها من أجل ضمان الجودة، وهناك شعور أن شركات الإعلان والرعاة للدراما في الفضائيات العربية غير راضين تماما عما يحدث.

• لكن الدراما الخليجية كانت قد شهدت انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة ثم تراجعت ما هو السبب؟

- عندما انتشرت كانت هناك موضوعات جديدة لم يتم التطرق اليها في مجتمع محافظ له تقاليده وسلوكياته والذي اذا اصابه مكروه لايحب الحديث عنه، لكن الدراما اقتحمت الكثير من الحواجز، لكن بعد فترة وجدناها تدور في نفس الفلك ولايتم تطوير النص بشكل جيد ما جعل التنافس بين المنتجين والنجوم فى ادنى مستوى، واعتقد ان الرقابة هي السبب في وضع الدراما ضمن حيز ضيق من خلال موضوعات أكل عليها الدهر وشرب.

• هل هناك دور واضح للممثلين الجدد فيما يحدث للدراما الآن؟

- نحن في الدراما الكويتية نمر بمشكلة كبيرة جدا، فالممثل الذي تتعاقد معه على مجموعة مشاهد أو 5 حلقات يأتي في العمل الثاني ولا يقبل الا بالتواجد في كل حلقات العمل وكأن الجميع يرفض ان يكون «كومبارس» او بدور ثان، فالجميع متعجل على النجومية ولايدرك ابعاد وخطور هذا الأمر، بمعنى عدم الاستفادة من المشاركة في عدد من الأعمال من خلال حلقات قليلة، فهي تطور من أدائه وتجعله يعيش العديد من الشخصيات ويكون لديه توازن نفسي في الانسجام مع اي شخصية يريد ان يقدمها، وهذا يحدث أكثر مع الممثلات واصبحنا نعاني من عدم وجود صف ثان منهن في الدراما الكويتية فهن يردن النجومية المبكرة من دون خبرة.

• من المسؤول عن ذلك؟

- المناخ العام، فنحن نعمل في عدد من الأعمال خلال فترة قصيرة جدا وعدد الفنانات محدود ومع الأسف بعض المنتجين يعطون الفنانات الجدد مساحة كبيرة جدا ويصنعون منهن نجمات ثم لا يقبلن العمل في 15 حلقة واذا تم توظيفهن في «كراكتر» ينكشف المستور ولا يستطعن التعامل مع الأدوار بشكل احترافي.

• هل تتنازل بعض الفنانات عن جزء من أجورهن مقابل مساحة كبيرة في عمل درامي؟

- هذا غير وارد لأن الجميع يريد ان يحصل على أجره، لكن الأرقام المالية التي يتم تداولها في أجور الفنانين غير صحيحة وهي أحاديث «غروب» يسوق لأعضائه والحقيقة غير ذلك تماما لأن المنتجين لديهم ميزانية محددة، وبيع وعرض أعمال الدراما الخليجية بشكل عام محدود للغاية ولاتكفي الأجور التي يعلن عنها باستثناء النجوم المعروفين في الساحة الذين يمتلكون تاريخا ويمتهنون الفن بشكل اساسي في حياتهم.

• ماذا بعد عرض «العمر لحظة»؟

- المسلسل يحظى بنسبة مشاهدة عالية ونحن نستمتع بالأصداء الطيبة من الجمهور، ونحن تنبأنا بأن يكون من الأعمال الجيدة لأن الموضوع المطروح جديد ويحظى العمل بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم الذين يحترفون التمثيل، ونحن نتوقع ان يعرض خلال الفترة المقبلة على أكثر من قناة بسبب زخم المشاهدة التي حققها منذ عرض الحلقة الأولى وحتى الآن.

• هل النص كان بحاجة الى هذا العدد الكبير من الممثلين؟

- إذا ضم عمل درامي عدداً كبيراً من النجوم فعليك ان تدرك اننا أمام انتاج سخي، فلا يعقل ان يأتي منتج بمجموعة كبيرة من النجوم من أجل نص لايستحق، كما أن مسلسل «العمر لحظة» متماسك في جوانب كثيرة من الخطوط الدرامية إذا ما وضع في الاعتبار ان القضية المطروحة هي خطيرة رغم أنها قضية اجتماعية بالدرجة الأولى، فهناك أشقاء تربوا معا الى ان وصلوا الى مرحلة الشباب ومنتصف العمر وعند توزيع الميراث يكتشفون ان هناك مشكلة، لأن بعضهم شقيق من الأم فقط وهو حدث جلل لأن هؤلاء اختلطت حياتهم بذكريات وأحلام مشتركة، فكيف يكون هناك توازن في العلاقة بينهم في ما بعد وما هو موقف الأم مما يحدث؟ وما هو موقف الزوج الأول الذي دخل الى السجن بسب تجارة المخدرات وخرج؟ كل ذلك وغيرها يحملها العمل، الأمر المهم أنني راهنت على الفكرة الجديدة، وكذلك في مواكبتنا لأحدث التقنيات في عمليات التصوير والمكساج والمونتاج وغيرها.

• إلى أي مدى لعبت التكنولوجيا الحديثة دوراً في تطوير الدراما؟

- هناك صراع كبير جدا في مصر على اقتناء أحدث المعدات في عملية التصوير ولذلك في كل موسم نجد الدراما المصرية تحديدا لها وجه جديد في الصورة، وهنا في الكويت المخرج الذي لا يواكب كل جديد في التقنيات فلن يلتفت إليه أحد، لأن الصورة الآن هي أكثر ما يجذب القنوات الفضائية في العمل الدرامي، ففي الماضي كانت القناة تسأل عن المشاركين في العمل والمؤلف والمخرج،الآن هناك صيحات جديدة في الصورة واستخدام اكثر من كاميرا ورافعات من مستويات عالية، والأهم من هذا وذاك ان يؤمن المخرج بالتخصص، بمعنى اذا كان العمل فيه كليبات وأغان فعليه ان يستعين بمخرج متخصص في ذلك واذا كانت هناك معارك فلابد ان يستعين بمن لديه خبرة ولا يغامر في غير تخصصه، كما يفعل كبار المخرجين في العالم، لأن المخرج أصبح كالطبيب لابد ان يتعامل بحرفية علمية وفنية في كل عمل يتناوله.

• هل المخرجون في الكويت يواكبون الجديد؟

- هناك مجموعة من الجيل الجديد لديها أفكار جيدة في الإخراج ولديها حماس، بل وبعضهم قدم اشياء جيدة ومنهم من له باع طويل يحمل مسيرة وخبرة كبيرة ويطور نفسه من وقت الى آخر، وقضية التقنيات لم تعد حكرا على أحد فهي موجودة، ويوميا هناك اشياء جديدة تقدم في عالم التصوير، لكن القضية في النهاية تعتمد على المنتج والإنفاق.