بعد 3 عقود من الفراق عاد الى «الكونسرفاتوار» الوطني مكرّماً

مارسيل خليفة لـ «الراي»: تجاوزتُ الخطأ بحقي ولا أحمل ضغينة ضد أحد

1 يناير 1970 04:53 م
حدث فني كبير شهدته خشبة قصر اليونيسكو أخيرا، فقد دعا المعهد الوطني العالي للموسيقى «الكونسرفاتوار» إلى حفل تكريم الفنان مارسيل خليفة، بعد أكثر من ثلاثين عاماً على استبعاده من المعهد بناء لخلفيات سياسية كونه يسارياً في بيئة يمينية وفنية ترتكز على عدم هضم مواقفه الوطنية والقومية والموضوعات الثورية التي اعتاد تناولها في نتاجه الغنائي منذ ما قبل العام 1975 والتي أوجدت المبررات الميدانية والموضوعية لإطلاق سيل من الأعمال والحفلات والتصريحات التي تصب في خانة النضال وهو ما اعتبره «الفريق الآخر» ابان الحرب الاهلية ابتعاداً عن مصلحة لبنان وسيادته وإستقراره.

مارسيل حضر بأناقة وهدوء وبيدين خاويتين، العود للمرة الأولى ربما لم يكن رفيقه، فالخطة لحظت غناءه وحسب في السهرة ومع وجود 55 عازفاً من الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرق – عربية و47 شاباً و شابة من كورال سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة... لم يكن مارسيل بحاجة لعوده.

غنّت أميمة الخليل أغنيتها الأشهر: وقلت بكتبلك، تبعها المصري الشاب محمد محسن في محطتين أظهرتاه قريباً جداً من مدرسة الراحل محمد فوزي. وثالث المغنين كان مارسيل نفسه، أو مسك الختام بامتياز فغنى: أمي ( وقد صودف وفاة والدته في الفترة نفسها)، إني إخترتك يا وطني، منتصب القامة أمشي، مع ميدلاي لعدد من أغنياته الذائعة.

وفي ظل قيادة بارعة من المايسترو الذي التزم منذ فترة نتاج الكبار وقاد حفلات تكريمهم بامتياز إلى درجة أن مارسيل وهو يشكره على جهده أشار إلى ما باح له به من أنه عرف الآن فقط لماذا يتم تكريم الكبار بعد رحيلهم، وليس في حياتهم لأنهم متعبون جداً في طلباتهم الدقيقة من المايسترو والعازفين. وزير الثقافة السابق غابي ليون منح المحتفى به درع الثقافة تقديراً لدوره الطليعي في تحفيز الشباب على حب وطنهم من خلال أعماله على مدى أكثر من أربعين عاماً. وأكثر ما كان لافتاً حسن التنظيم وانضباط توقيت الحفل بين الثامنة تماماً والعاشرة وسط زحام استوجب نصف ساعة للخروج من الصالة ومثلها لمغادرة مرآب قصر اليونيسكو.

أول ردة فعل لـ (مارسيل) على هذا الحدَث كانت: «طبعاً أنا سعيد جداً بهذا التكريم»، وعن التغير خلال ثلاثة عقود من الخصام مع الكونسرفاتوار إلى الصلح أجاب مارسيل في تصريح لـ «الراي»: «للخلاف والخطأ بحقي ظروف عدة موجبة. والآن تبدلت أمور كثيرة، وأنا بطبعي لا أحمل ضغينة وأتجاوز وأنسى، ولذا لم أتوقف بعد استبعادي بل كان هذا عاملاً إضافياً مساعداً على جعلي أكمل مشروعي ومن ثم أصل إليكم من جديد... وحيث يكون نداء ألبّي، هذا جزء أساسي من شخصيتي ومشواري». ولا ينكر مارسيل أنه وجود بصمة له في الخارج؛ «صحيح لكن همي واحد وقضيتي واحدة. لم يتبدّل شيء في مساري، أنا دائماً منتصب القامة أمشي»، معتبرا أن «القامة العربية تحتاج لمن يقودها بصدق وعزيمة ووفاء»، وهو متفائل على المدى البعيد.

وأكد مارسيل تواجده هذا الصيف في أحد مهرجانات لبنان. وصودف في حفل اليونيسكو أن مديرة مهرجانات جبيل الدولية السيدة لطيفة اللقيس تجلس في مقعد قريب منا ولذا سألتها «الراي» إن كانت مشاركته ستكون في «جبيل» فابتسمت وعلّقت «بعد بكير». وهنا نؤكد أن مارسيل سيكون نجم جبيل 2014 لكنه لا يريد الإعلان المبكر.