انتحاريان استهدفا المستشارية الإيرانية قرب السفارة الكويتية في بيروت

1 يناير 1970 04:59 م
تحولت منطقة السفارة الكويتية في بيروت، من دون ان يكون مقرها هو المستهدف، الى ساحة خراب ودمار بفعل تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين تبنتهما «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة بـ «القاعدة»، واستهدفا مبنى المستشارية الثقافية الايرانية في المنطقة، ما اسفر عن سقوط ستة قتلى و129 جريحا، بينهم عدد من الايتام المقيمين في ملجأ قريب لهم.

واذ أكد القنصل الكويتي في لبنان أحمد السبتي لـ«الراي» ان «لا اضرار مادية لحقت بالسفارة نتيجة التفجيرين وان جميع الديبلوماسيين والعاملين فيها بخير»، فانه اشار الى ان السفارة «تظل تتابع التطورات»، علما ان موقعها المزدحم عادة، معروف جدا في لبنان بحيث يصطلح اللبنانيون على تسمية المنطقة باسمها، وهو يقع على طرق اساسية تربط بيروت بضاحيتها الجنوبية، وكذلك بمطارها وبجنوب البلاد، وكذلك بيروت بالبقاع اللبناني وبالتالي بسورية، وهي خطوط حيوية تستخدمها وسائل النقل العام الى هذه المناطق.

وافاد بيان للجيش اللبناني ان الانفجارين حصلا صباحاً بفارق ثوان قليلة، الاول بسيارة من نوع «بي ام دبليو اكس 5» مسروقة وتحمل لوحة مزورة وكانت ملغمة بـ 90 كيلوغراما من المواد المتفجرة والقذائف موزعة بداخلها، في حين ان السيارة الثانية من نوع «مرسيدس» وهي ايضا مسروقة وتحمل لوحة مزورة وفيها 75 كيلوغراما من المتفجرات.

وجاء التفجير المزدوج ليحبط الامال بأن يؤدي تشكيل حكومة من الاطراف المتخاصمة في لبنان الى نهاية هذه التفجيرات التي ضربت لبنان في الاونة الاخيرة، وكذلك في ان تؤدي التوقيفات الاخيرة التي قامت بها الاجهزة الامنية اللبنانية وشملت عددا من المسؤولين عن هذه التفجيرات وتفكيك عدد من السيارات التي كانت معدة للتفجير، الى التخفيف من هذه العمليات اقله بصورة موقتة.

وتبنت التفجيرين «كتائب عبدالله عزام» في بيان على حسابها على موقع «تويتر» قالت فيه ان «سرايا الحسين بن علي رضي الله عنهما نفذت غزوة المستشارية الايرانية في بيروت، وهي عملية استشهادية مزدوجة».

واضاف البيان «اننا مستمرون باستهداف إيران وحزبها في لبنان، بمراكزهم الأمنية والسياسية والعسكرية ليتحقق مطلبان عادلان».

واشار الى ان المطلبين هما «خروج عساكر حزب إيران من سورية»، و«إطلاق سراح أسرانا من السجون اللبنانية الظالمة»، في اشارة الى مشاركة «حزب الله» في القتال الى جانب قوات النظام السوري، واعتقال القوى الامنية اللبنانية عددا كبيرا من المشتبه بمشاركتهم في تحضير تفجيرات وتنفيذ اعتداءات في لبنان.

وتعهد وزير الداخلية اللبناني الجديد نهاد المشنوق الذي ينتمي الى تيار المستقبل بان تتخذ الحكومة الجديدة الاجراءات الأمنية والسياسية لوقف مسلسل تفجير السيارات ودعا الى اغلاق ما وصفه بـ «معابر الموت» التي تدخل من خلالها السيارات المفخخة الى لبنان.

وأجرى الرئيس اللبناني ميشال سليمان سلسلة اتصالات شملت السفيرين الكويتي عبد العال القناعي والايراني غضنفر ركن ابادي ووزير الداخلية نهاد المشنوق والمسؤولين المعنيين «للاطلاع على ما توافر من معلومات عن عملية التفجير الارهابي التي حصلت في بئر حسن»، طالباً من الاجهزة العسكرية والامنية زيادة التنسيق لكشف المحرضين والمرتكبين لوقف مسلسل الارهاب والموت الذي يستهدف لبنان واللبنانيين.