مفاوضات «جانبية» بين تياري الحريري وعون تنعش الآمال بـ «الإفراج» عن الحكومة

1 يناير 1970 03:38 م
فقدت لعبة تحديد المواعيد المتعاقبة لحسم الازمة الحكومية في لبنان صدقيتها المهتزة اساساً خصوصاً في الفترة الاخيرة التي عكست الى مدى كبير الهامش الواسع بين الاطار الذي تدور فيه الجهود والوساطات على نفسها والانسداد القائم في حلحلة العقد التي تحول دون انجاز توافق شامل يتيح الولادة الحكومية.

وفي هذا السياق بدا التعويل في الايام الاخيرة على الاتصالات الجارية بين زعيم «كتلة المستقبل» الرئيس سعد الحريري و«التيار الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون كآخر خشبة خلاص ممكنة لتعويم التوافق على التشكيلة الحكومية بعدما ثبت ان هذه الاتصالات تسعى الى ايجاد حل بديل لرفض عون مسألة المداورة في توزيع الحقائب الوزارية، وتالياً الاتفاق معه على حل لحقيبة «الطاقة والنفط» التي يتمسك باعادة اسنادها الى صهره الوزير جبران باسيل.

في ساعات ما بعد ظهر امس كانت المعطيات المتوافرة عن نتائج هذه الاتصالات تشير الى ان عون ابلغ الى مفاوضيه في “تيار المستقبل” جواباً قبولاً مبدئياً بعرض قدم اليه يقضي باسناد حقيبة “الطاقة” الى حزب الطاشناق الحليف الارمني لعون، والذي يشكل احد الاحزاب المنضوية مع تكتل “التغيير والاصلاح” برئاسة عون بما يبقي الحقيبة ضمن التكتل العوني ولكن ينقلها الى فريق اخر غير التيار العوني مباشرة. وقيل ان هذا الاقتراح كان لقي ارضية ايجابية في مقابل اعطاء التيار العوني حقيبة سيادية اساسية ما زالت «المفاضلة» تجري في شأنها بين الخارجية والمال بالاضافة الى حقيبة خدماتية اساسية كالأشغال العامة. ولكن الشكوك استمرت لتحوم حول امكانات الخروج السريع من دوامة التفاوض على التفاصيل بدليل ان ما كانت ذكرته المعلومات عن امكان اجتماع بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام امس لم يحصل حتى ساعات ما بعد الظهر بل ان اجتماعاً آخر عقد في قصر بعبدا برئاسة سليمان وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقادة أمنيين ومسؤولين قضائيين خصص للبحث في التنسيق بين سائر الاجهزة الامنية والقضاء في شأن مكافحة الارهاب بعد يوم من الانجاز الامني الكبير الذي تحقق في الساعات الاخيرة.

والواقع ان سكة الاتصالات المتواصلة بين التيار العوني وتيار المستقبل في شأن الملف الحكومي اثارت الكثير من الجدل من زاويتين متعارضتين. فمن جهة بدت هذه السكة استكمالاً لفتح قناة الحوار الجاري بعيداً من الاضواء بين الفريقين منذ اكثر من شهر، وتحديداً منذ ترددت معلومات جرى نفيها تكراراً عن لقاء جمع العماد عون والرئيس الحريري في روما ثم ما تردد في الاسبوع الماضي عن لقاء سري آخر جمع الرئيس الحريري او مدير مكتبه نادر الحريري والوزير باسيل في دبي واللافت في هذا السياق ان اياً من الفريقين يحرص على ابقاء القنوات التواصلية بينهما عرضة للغموض وسط الكتمان الشديد المضروب على حقيقة ما يجري بينهما الامر الذي بدأ يثير حساسيات مكتومة لدى حلفاء كل منهما لا سيما في ضوء الشبهة التي تربط هذا التواصل بالاستحقاق الرئاسي.

وتنتظر الاوساط السياسية الكلمة التي سيلقيها اليوم الرئيس الحريري في الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي يعتقد انه قد يتطرق فيها الى هذا الموضوع من جملة مواضيع اساسية اخرى سيطل بها على المشهد الداخلي ولا سيما في ملفي الحكومة والاستحقاق الرئاسي.

اما الزاوية الاخرى فتتعلق بما اثير عن تحسس الرئيسين سليمان وسلام حيال انفراد التيارين بالتفاوض حول العقدة الحكومية في وقت يفترض ان الرئيسين وحدهما معنيين بذلك. ولكن مصادر واسعة الاطلاع قالت لـ «الراي» في هذا المجال ان ما سيق في هذا الاطار لا ينسجم والحقيقة بل ان معظم ما جرى تسريبه اعلامياً وصحافياً بدا نوعاً من اثارة مفتعلة بقصد عرقلة جهود لا يمانع الرئيسان فيها اذا كانت ستؤدي الى المساهمة في حلحلة العقد الحكومية. وتشير المصادر في هذا المجال الى ان “تيار المستقبل” على الاقل يحرص اشد الحرص على احاطة الرئيس سلام اولاً باول في اجواء اتصالاته مع الجانب العوني ليكون على بينة مما يحصل ولا صحة تالياً لوجود اي عتب او نقزة لدى الرئيس المكلف في هذا المجال.

جزر مارشال سحبت طلب تعيينه سفيرها في «اليونيسكو»

جميل السيّد: أقنعتموني أنني قتلتُ الحريري ... و«تعوا عضّوني مطرح ما بدكم»



| بيروت ـ «الراي» |

اعلنت سلطات جزر مارشال انها «سحبت رسمياً طلب تعيين اللواء (اللبناني) المتقاعد جميل السيد سفيراً لها في منظمة اليونيسكو»، مؤكدة ان «لا علم لها اصلاً بهذا الترشيح الذي لم يسلك القنوات الرسمية المعهودة».

ونقلت «فرانس برس» عن مسؤولين في الارخبيل الواقع في المحيط الهادئ تأكيدهم امس ان «طلب تعيين السيد سُحب رسمياً» وانهم يحاولون «جلاء ملابسات كيفية وروده اساساً».

وقال توني دو بروم، الذي يقوم مقام رئيس جزر مارشال كريستوفر لوك بسبب وجود الاخير في زيارة الى الخارج: «نحن ننشر هذه المعلومة (سحب طلب التعيين) كي نبرهن اننا شفافون وصادقون في شأن ما نعرفه».

وكان اللواء السيد ردّ في حديث تلفزيوني على مقالة صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية التي كانت كشفت عن اتجاه لتعيينه سفيراً لجزر المارشال في اليونيسكو وذلك سعياً منه للحصول على حصانة تمكنه من عدم المثول أمام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري قائلاً: «... اذا انا او غيري تعينّا اليوم بوظيفة فيها حصانة فالجريمة حاصلة قبلاً وبالتالي لا تلحقها حصانة واذا استلمنا اليوم وظيفة وارتكبنا جريمة لا علاقة لها بالوظيفة ايضاً لا تلحقنا الحصانة. وأريد ان اسأل: فلنضع اسم جميل السيد مرشحاً من هونولولو بمكان معين من دون طلب او مبادرة منهم هل ينام سعد الحريري ومَن معه؟ كل ما وصل اليكم من قرارات دولية وغيرها يقول لكم ما خص هالجماعة بالملف وانتم مازلتم مصرين. اقنعوني انني انا من قتلتُ الحريري ليس لدي مشكل، فسابقاً كنت اقول لهم لا لكنهم الآن اقنعوني، اقنعتموني، وتعوا مثل ما بقولوا عضوني مطرح ما بدكم لكن انتبهوا اذا كنتُ انا من قتلته فعليكم ألا تناموا في منازلكم لانني اذا كنتُ بهذا الحجم من الاجرام هذا يعني انكم انتم برغش وان كنت بريئاً فأيضاً لا تناموا في منازلكم لانني انا وبريء اخطر عليكم منه وانا ومجرم».