أسواق سعودية عامرة بالكمأة الطازجة وتحذيرات من «الترويس» و«المخلوط»

الهباس وحفر الباطن... قبلة الكويتيين لشراء الفقع

1 يناير 1970 08:08 ص
• السماسرة يستقبلون «المتفقعين» ملوحين بالنقد لإغرائهم بالبيع

• الكويتيون أشهر رواد سوق الفقع السعودي من الخليجيين وأكثرهم استهلاكاً
دون تردد وبالسعر الأعلى، دخل حمود الوعلان سوق الفقع في هجرة روضة الهباس شمالي السعودية ليشتري كميات كبيرة من خياش الفقع بأسعار يقول إنها الارخص للنوع الاجود، مستكملا جولته في السوق الصغير الذي يتسم بالبساطة بحثا عن أنواع جيدة للظفر بها.

«الراي» رصدت المشهد في ذلك السوق الذي يعج بعشرات السيارات التي تضيع معالمها تحت تأثير غبار البر، وهناك رأت أمهر سماسرة الفقع في المملكة يشترون المحصول من الاسر القادمة من مواقع لقط الفقع على الحدود السعودية-العراقية وتبدأ أولى عملية صفقات البيع خارج السوق من خلال التلويح للسيارات بمبالغ نقدية لتشجيع أصحابها على البيع، وفي حال اتمام الصفقة يتم إيصال الفقع إلى السمسار أو الدلال المتواجد وسط السوق ليقوم بفتح باب المزاد للتتافس على الشراء.

ويعتبر الكويتيون من أشهر رواد سوق الفقع السعودي في الخليج والاكثر استهلاكا، حيث يتواجدون بكثرة هناك سواء في روضة الهباس في الشمال أو منطقة حفر الباطن حيث يوجد أكبر سوق للفقع في المملكة العربية السعودية ويغذي دول الخليج.

البيع في السوق يتميز بالمنافسة التي يشعلها الدلال المتمرس بفنون البيع ويقوم برفع السعر بطريقة حماسية تلهب قلوب المشترين حيث يبدأ سعر الفلين الصغير 300 ريال ويرتفع سعره حسب حجم الفقع وجودته، أما الخيشة الصغيرة فيبدأ سعرها من 500 ريال ويصل أحيانا إلى 800 أما الكرتون الكبير (حجم كرتون الموز نفسه) فيصل سعره إلى 1500 ريال.

ويواجه المتفقعون في السعودية السير مسافات طويلة تصل إلى 10 كيلومترات للبحث عن الفقع ما يعرض البعض منهم للضياع في البر ونفاد الماء كما يقوم البعض بجمع الفقع ليلا في المناطق المحظورة، مجازفين بحياتهم من تلك الغلة الثمينة التي تهفو إليها أرواح المحبين.

«الراي» التقت في سوق الفقع بروضة الهباس بعض الكويتيين حيث قال حمود الوعلان «إن السوق مليء بانواع الفقع وباسعار مناسبة مع ارتفاع متوسط في بعض الأوقات التي تشهد اقبالا وازدحاما من قبل الزبائن»، مشيرا إلى أن «سوق الهباس يتميز بوجود الفقع الطازج الذي يصل من الحدود السعودية والعراقية وتكون محطته الاولى السوق الصغير».

وأكد ان «عمليات البيع تتم بعد مزايدة في الاسعار وتحسم الصفقة لمن يدفع أكثر وعادة ما تتم البيعات في أجواء هادئة لا يعكر صفوها إلا وجود الفقع الجيد الذي يتنافس عليه الزبائن».

من جانبه، قال أحمد مطر «إن هذه فترة الذروة في تجارة الفقع وهناك اقبال كبير من الكويتيين الذين يرغبون في شراء الفقع الطازج»، لافتا إلى أن «اجواء البر وجماله يدفع الناس للزيادة في شراء الفقع».

وأكد ان «الربيع عم مناطق البر في اغلب دول الخليج وزاد محصول الفقع لا سيما في العام الذي شهد كثافة الامطار في بداية الوسم»، لافتا إلى أن «الفقع ظهر بكثرة في المناطق الحدودية والمحميات غير الآهلة بالسكان».

وأشار مطر إلى ان «ابرز وسائل الغش في بيع الفقع تكون في الخياش حيث يتم وضع الفقع الكبير في قمة الخيشة وهذا مايسمى الترويس بينما يكون الفقع الصغير تحت كما ان هناك من يبيع الفقع القديم مع الجديد وهذا يسمى المخلوط».

من جانبه، قال صالح البذالي «إن سوق الفقع يضم انواعا كثيرة من الفقع وهناك اقبال كبير من الكويتيين الذين يقضون عطلة الربيع في مناطق البر في السعودية»، مؤكدا ان «الفقع متوافر بكثرة ويتزايد يوما بعد يوم وكثير من الكويتيين يفضلون الفقع السعودي كونه لذيذا وطازجا واسعاره مناسبة، كما أن الباعه يفضلون الزبون الكويتي الذي يشتري كميات كبيرة».