معلمات أكدن لـ«الراي» فشل التجربة وطالبن وزير التربية بإلغائها
اختبارات «الابتدائي»... «كابوس» لأطفال يجهلون كتابة أسمائهم
| كتب علي التركي |
1 يناير 1970
08:58 ص
• مصدر تربوي: ما حدث خطأ كبير وقعت فيه الوزارة ويجب أن تتراجع
• المليفي اقتنع بأخطاء الوثيقة فكلف وكيل التعليم العام بتشكيل لجنتين
• ابتسام الحاي: ضعف الطفل في القراءة والكتابة مسؤولية المعلمة أولا
• فاطمة الكندري: قرار الاختبارات لم يكن دقيقاً ولكل لجنة اجتهادها
دخلت وزارة التربية، التي صدعتها التجارب المتلاحقة، مجدداً في دوامة الأزمات والاصطدام بالميدان التربوي الذي رفض السواد الأعظم فيه تجربة تطبيق الاختبارات التحريرية على الصفوف الابتدائية الأولى، بعد واقع مرير أثبتت التجربة فيه فشلها بجميع المقاييس.
معلمات مدارس منطقة سعد العبدالله الابتدائية شخصن حجم الخلل وسوء الواقع التربوي الجديد الذي أصبح كابوساً مزعجاً لأطفال هذه المرحلة، حيث لا يزالون يجهلون كتابة أسمائهم بالشكل الصحيح، فيما تطلب منهم الوزارة الإجابة عن أسئلة تحريرية، صعبة ضمن أجواء غامضة خيمت في آفاقها غيوم الرهبة والتوتر.
وأكدت مجموعة من معلمات اللغة العربية في بعض المدارس الابتدائية، أن من الجرائم التي ترتكب بحق الطفولة، تطبيق الاختبارات في المواد الأساسية لهؤلاء الأطفال بعد تجربة الملف الإنجازي المريرة التي شهدت 9 أعوام من الإخفاق المزمن، دون أدنى تحرك من مسؤول لإلغائها، مبينات أن أجواء الاختبارات لطلبة الابتدائي شهدت حالة ارتباكات كبرى عمت جميع الصفوف، وتخللتها حالات بكاء وانفعالات وشكاوى طلابية جماعية تضاف إلى ثورة الاستنكار العارمة التي أطلقها أولياء الأمور.
وأوضحت المعلمات أن جهودهن التي بذلنها كانت غير محدودة للخروج بالأطفال من هذا المأزق، ودفعهم إلى تخطي تلك المرحلة الصعبة، إلا أن الواقع وفق قولهن كان عكس النظريات التي تنشدها الوزارة وتريد إدخالها إلى الميدان التربوي بين الحين والآخر، دون دراسات أو استبيانات يتم خلالها رصد آراء المختصين والتعرف على نقاط الضعف والقوة في كل تجربة، داعيات وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي إلى إعادة النظر في هذه التجربة التي تطبق للمرة الأولى خلال اختبارات نهاية الفترة الدراسية الثانية، والعمل على إلغائها من الوثيقة بشكل كلي.
من جانبه، أكد مصدر تربوي مسؤول، آثر عدم ذكر اسمه أن تطبيق الاختبارات في المرحلة الابتدائية، كان خطأ كبيراً وقعت فيه الوزارة ويجب عليها أن تتراجع فوراً، مبيناً أن الأمر تم بشكل مفاجئ ومتسرع دون دراسات أو استبيانات تدون آراء المختصين.
وكشف المصدر عن تشكيل الوزير المليفي لجنتين لإعادة النظر في جميع التعديلات التي طرأت على وثيقتي المرحلتين الابتدائية والثانوية ابان عهد الوزير السابق الدكتور نايف الحجرف، مبيناً أن لجنة المرحلة الابتدائية برئاسة مديرة منطقة الجهراء التعليمية فاطمة الكندري، ولجنة الثانوية برئاسة مدير منطقة حولي أنور العنجري.
واعترف المصدر بوجود كثير من الأخطاء التي تستوجب سرعة التصحيح في الوثيقتين، بعد تقدم عدد من التربويين بملاحظاتهم بشأنها إلى الوزير المليفي واقتناعه الكامل بها، الأمر الذي دفعه إلى تكليف الوكيل المساعد للتعليم العام الدكتور خالد الرشيد بتشكيل اللجنتين وتحديد المهام المنوطة بكل منها. وتطرق المصدر إلى رحلة الوزير المليفي الأخيرة إلى العاصمة السعودية الرياض واصطحابه مديرة منطقة الجهراء التعليمية فاطمة الكندري، للاطلاع على طبيعة الدراسة الابتدائية في المملكة، إيماناً منه بأهمية هذه المرحلة في تكوين الأساس العلمي القويم للطالب، بما يمكنه من مواصلة بقية المراحل دون مشكلات أو تعثرات دراسية.
وشاطره الرأي مصدر مسؤول آخر، أكد تسرع الوزير السابق بتطبيق هذا الإجراء دون رأي علمي واضح، معتمداً في ذلك وفق قوله، على آراء أشخاص غير مؤهلين وليسوا أصحاب اختصاص، مؤكداً أن المأساة الكبرى التي تعيشها الوزارة في جميع قطاعاتها هي الإذعان للوزير وتأييده في الصح والخطأ لضمان البقاء في المنصب على حساب مستقبل الأجيال.
وشدد المصدر على ضرورة انتقاء الشخصيات القوية في المناصب التربوية الحساسة والتي لا يردعها عن تطبيق المصلحة العامة رادع، من خلال اشراك الميدان التربوي في كل نشرة وقرار وتوزيع الاستبيانات على عموم المناطق التعليمية بمعلميها وأخصائييها وموجهيها، ونقل الواقع التربوي بتفاصيله الإيجابية والسلبية إلى صانع القرار في الوزارة، سواء أكان الوزير أو الوكيلة، داعياً إلى عدم تجميل الصورة الحقيقية للواقع وتقديمها إلى أصحاب القرار بشكلها الحالي دون رتوش.
وبين المصدر أن المشكلة الأزلية في الوزارة لا تزال تسيطر على آلية العمل التربوي وهو التغييرات الوزارية، وتحول السياسات العامة التي لا تنفك تتعقب العاملين في هذا الحقل، وتجعلهم يطوفون بمضمار السياسة دون توقف، حيث لكل وزير آراؤه الخاصة وتوجهاته المعينة التي تقلب الوزارة رأساً على عقب، ثم تنتهي في يوم وليلة وتبدأ رحلة اللاستقرار تأخذ طريقها في حياة جميع الكوادر.
من جانبها، قالت مديرة منطقة الجهراء التعليمية رئيسة لجنة تطوير وثيقة المرحلة الابتدائية فاطمة الكندري لـ «الراي» إن قرار تطبيق الاختبارات الفترية على طلبة الصفوف الأولى في الابتدائي، كان قراراً غير دقيق ولم توفق اللجنة التي شكلت في عهد الوزير السابق الدكتور نايف الحجرف في اصداره، رغم أن أعضاءها من أهل الخبرة والاختصاص في العمل التربوي.
وبينت الكندري أن لكل لجنة اجتهاداتها وآراءها، وقد عمل الأعضاء آنذاك على التواصل مع الميدان التربوي قبل إصدار القرار من خلال توزيع الاستبيانات على المعلمين ورؤساء الأقسام والموجهين، مبينة أن اللجنة الحالية توصلت إلى كثير من الحلول وستقوم بعرضها على اجتماع مجلس الوكلاء لمناقشتها، ومن ثم إصدار القرار المناسب بشأنها.
فيما عارضتها مديرة إدارة البحوث والتطوير التربوي في قطاع المناهج ابتسام الحاي الرأي، مؤكدة لـ«الراي» أن تطبيق الاختبارات على المرحلة الابتدائية كان قراراً صائباً، ولكن المعلمة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن تعليم الطفل القراءة والكتابة ومتابعته في الفصل.
المليفي: تحليل نتائج الاختبارات
كلف الوزير المليفي الوكيل المساعد للبحوث والمناهج الدكتور سعود الحربي بدراسة نتائج اختبارات الصف الثاني عشر للفترة الدراسية الثانية وذلك لتقييم اللائحة الجديدة لاختبارات هذه المرحلة وتحليل نتائجها والوقوف على كامل التفاصيل المتصلة بها.
البنك الدولي والتدخل السريع
عقدت وكيلة وزارة التربية مريم الوتيد اجتماعين امس الأول مع فريق البنك الدولي لمتابعة المشاريع التربوية المشتركة بين البنك والوزارة والآخر مع فريق التدخل السريع الذي أعادت تشكيله خلال الأسبوع الفائت برئاستها وعضوية عدد من المتخصصين في وزارتها والوزارات الأخرى.