د. تركي العازمي / وجع الحروف

الصانع والعم «بو عبدالله»!

1 يناير 1970 06:31 ص
خرجت من ديوانية الأخ الحبيب الشيخ حمد سنان بحدود الساعة التاسعة من مساء يوم السبت الماضي متوجها إلى كيفان لزيارة الأخ العزيز يعقوب الصانع وكنت واضعا الحديث مع العم ابراهيم الغانم «بو عبدالله» من أول اهتماماتي!

العم «بو عبدالله» كنز من المعلومات ومثقف إلى درجة عالية وفي ذلك اليوم أكد لي جانبا كانت الأبحاث في الإدارة والقيادة قد أشارت إليه ولو كانوا يعلمون عنه لتم عمل دراسة حالة عنه!

يقول «بو عبدالله» إننا كنا في مركز التدريب عام 1953 حين كان يعمل في شركة النفط وقدم له اختبار من قبل المدرب البريطاني وهو عبارة عن عمل نموذج يجب أن يكون مطابقا للنموذج المقدم ... يقول كان المدرب يرفض الخطأ البسيط وإن كان غير ملحوظ في النموذج الصغير لأنه عند عمل نموذج أكبر يصبح بينا بشكل واضح!

وهذا المثال ذكر في كتب الإدارة والقيادة ... فأنت حينما تغض البصر عن خطأ بسيط في سلوك القيادي فهو يصبح ظاهرا للعيان عندما يكبر وتكون «اللقمة» أكبر وهو في عهدنا الحالي نجده ظاهرا في «صفقة الكويتية» وقبلها «الداو» ... إنها «لهفة» من مبالغ رقمها تعدت أصفاره خانة المئة مليون!

لو كانت لدينا حوكمة لما حصلت لدينا تلك التجاوزات... ولو لدينا حسن في اختيار القياديين لما رددنا المثل الدارج «خبز خبزتيه يالرفلة إكليه» ... هؤلاء القادة هم من وضعناهم في مناصب متوسمين منهم خير فعل لا «كبر لهط للأموال»!

وفي العودة إلى حديث العم «بو عبدالله» وجدت الكثير من العبر من دروس الماضي قبل خمسة عقود عندما كانت قيادة الشباب الكويتي «شياب اليوم أطال الله في عمرهم» تحت إشراف الغرب الذي يمنح الكفاءة حقها ويفسح المجال لها لتدخل الجانب الإبداعي في حين الوضع القائم حاليا لا يبشر بالخير لأن من تقلد المنصب القيادي «عينه على المكسب» إما مكسب معنوي من خلال تنفيع يضمن له البقاء أو مادي من خلال «كسب غير مشروع»!

خلاصة القول... إن العم «بو عبدالله» ومن هم على شاكلته مثال حي للموروث الثقافي المفروض أن يتبعه جيل الحاضر ... إنهم مدرسة ما زلت أتعلم منها الكثير الكثير!

يقول «بو عبدالله» عندما كنت أحدثه عن تخصصي ... «ودي أحضر محاضراتك لكن راحت علينا»!

الله المستعان ... رجل بمكانة «بو عبدالله» يقول لي هذا العبارة فما بالكم بما دار بيني وبينه ... إنه مدرسة تشرفت بأن ألتقيه ... بسيط في طرحه عظيم بأفكاره يذكرني بوالدي الذي علمني مبدأ صناعة السمعة من خلال حسن الخلق والبعد عن الشبهات!Down to Earth والتحاور مع «بو عبدالله» لا يوجد فيه تكلف إنه نمط سلوكي يذكرني بالمثل الغربي

فاللهم احفظ لنا ثمرة حياتنا الإيجابية من شياب يحملون نفس فكر «بو عبدالله» وامنحنا الفرصة من التعلم من خبرتهم بالحياة التي فقدنا ملامحها منذ العام 1981 ... والحديث يطول والله المستعان!

[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi