ناصر فقيه لـ «الراي»: اعتذرنا عن خطأ ارتُكب بلا أي نية سيئة
«الصورة المركّبة» لبهية الحريري تتفاعل و«حزب الله» استنكر زجّ رعد في «السكتش»
| بيروت - من هيام بنّوت |
1 يناير 1970
01:52 م
تفاعلت في بيروت قضية الصورة المركّبة للنائبة بهية الحريري عبر برنامج «هيدا حكي» الساخر على شاشة «ام.تي.في» وسط اتجاه الانظار الى الجلسة الاستماع لمقدّم البرنامج عادل كرم وممثل عن المحطة امام النائب العام التمييزي سمير حمود وفق الدعوى التي تقدمّ بها الحريري ضد mtv وكرم على خلفية إظهارها في الصورة وقد تمّ وضْع رأسها وهي ترتدي حجابها على جسم احدى الراقصات التي تشارك رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد رقْصة من ضمن فقرة «رقص النجوم» للسياسيين وذلك في محاكاة لبرنامج DANCING WITH THE STARS الذي بثته المحطة على مدى ثلاثة اشهر.
وترافقت شكوى النائبة الحريري مع خروج «حزب الله عن صمته حيال القضية التي كانت قوبلت مع عرض الحلقة يوم الثلاثاء باحتجاجات في الشارع من مناصري شقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري حدّ منها اعتذار كرم عن «هفوة الحرمة الدينية غير المقصودة في المونتاج» علماً ان ادارة mtv عادت وقدّمت بدورها اعتذاراً.
وقد اعلن «حزب الله» في بيان صدر عن العلاقات الاعلامية فيه «أن الأمور وصلت ببعض المحطات التلفزيونية إلى حد تجاوز كل الحدود الأخلاقية وانتهاك كل القوانين المرعية في محاولاتها لتمرير رسائل سياسية أو اكتساب مزيد من المشاهدين والإعلانات التجارية، تحت عناوين فكاهية وترفيهية»، معتبراً «ان ما قامت به محطة MTV من بث سكتش ساخر يضم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد والنائبة بهية الحريري بشكل كاريكاتوري هو تعد غير مقبول على الكرامات، وتجاوز لأبسط المعايير التي ينبغي على الإعلام الالتزام بها، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، أو التغاضي عنه أبدا».
واضاف: «نهيب بوزير الإعلام والمجلس الوطني للإعلام، كما كل الهيئات والمؤسسات الرقابية المعنية أن تتحرك بسرعة وتتحمل مسؤولياتها لوقف هذا التمادي المسف من بعض وسائل الإعلام في انتهاك الحرمات والتعدي على الكرامات، فضلا عن عدم مراعاتها لأحاسيس الناس ومشاعرهم في وقت بالغ الحراجة والحساسية. إن كلمات العتاب واللوم لم تعد تنفع أمام ما يجري، كما أن الاعتذارات من جانب القنوات والقيمين عليها لا تجدي، ولا بد للسلطات المعنية من تطبيق القانون».
وعلى وقع الصخب الذي أحدثه «السكتش»، قال مخرج برنامج «هيدا حكي» ناصر فقيه والذي يشارك ايضا في كتابة الاسكتشات، لـ «الراي»: «كلنا قدمنا اعتذاراً للنائبة بهية الحريري، سواء انا او عادل كرم او محطة «ام تي في» ضمن نشرة الاخبار، كما قمنا بحذف المشهد في حلقة الإعادة. ولكنه لم يحذف حتى الآن من الفيديو الذي نُشر على اليوتيوب، لأن الامر يتطلب بعض الوقت لأسباب تقنية».
وعما تم تبريره من العاملين في البرنامج على انه غلطة مونتاج، اوضح فقيه «البرنامج يُصوّر قبل يوم واحد من عرضه، وعادة تتقسم الحلقة الى عدة اجزاء وكل فريق يكون مسؤولاً عن جزء معين، ولكن حصل خطأ في المونتاج لم يكن يفترض ان يحدث، وما حصل لم يكن متعمداً على الإطلاق».
ولأن البعض لم يصدق رواية المونتاج بل اعتبرها مخرجاً كي يتخلص فريق برنامج «هيدا حكي» من المشكلة التي وقع فيها، اجاب ناصر: «لا يوجد شيء شخصي بيننا وبين النائبة الحريري، الى ذلك الكل يعرف ان تلفزيون «أم تي في» يتبنى سياسة 14 فريق آذار. انا اشتغلت في تلفزيون «المستقبل» لسنوات طويلة «ولما عازونا كنا موجودين» وعندما استشهد الرئيس الحريري كلنا كنا في ساحة الشهداء. ما حصل لا تقف وراءه أي نيّة سيئة او مبيتة، وكل ما في الأمر «ان الشغلة صارت غلط» لأننا بشر ومعرضون للوقوع في الخطأ. من حق النائبة الحريري الاعتراض ولكن نحن اعتذرنا فوراً بعيداً عن أي ضغط. نحن شعرنا بالخطأ وبادرنا الى الاعتذار فوراً بعد عرض الحلقة».
وعن اعتبار البعض ان الاعتذار لم يكن ليحصل لو لم يقم بعض مؤيدي النائب الحريري بقطع الطريق، أجاب فقيه: «هذا الكلام غير صحيح. كل شيء حصل بسرعة، ونحن لم نكن نعلم في الاساس ان السيدة الحريري كانت منزعجة ولكن عندما علمنا ان الطريق قطعت ادركنا ان الموضوع أزعجها ونحن استدركنا «دقة الموضوع» واعتذرنا على الفور. كما قلت ما حصل كان مجرد سهوة في تركيبة الحلقة أثناء المونتاج وهو بعيد عن أي نية سيئة تجاه النائبة الحريري وغيرها. نحن تمنينا عليها ان تقبل اعتذارنا لكنها اصرت على الدعوى. حسناً فليأخذ القانون مجراه «ما عنا مشكلة». توجد جلسة استماع لمحطة «ام تي في» (اليوم) وعادل كرم سيكون موجوداً».
وعن السبب الذي جعل النائب محمد رعد يمتنع عن التقدم بدعوى كما النائبة الحريري، خصوصاً وان المشهد يظهره مع «راقصة»، قال: «شو هالحكي هيدا؟» نحن نقدم كاريكاتير عن برنامج كان يعرض على محطة «ام تي في» اسمه الرقص مع النجوم، وهل اللواتي رقصن في البرنامج «راقصات»؟.الأمر عادي جداً ولكن ربما بات اللبنانيون يعيشون على اعصابهم ولا يقبلون أي شيء. حصل خطأ والتراجع عن الخطأ فضيلة».
وعن موقفه كمخرج وكاتب من احتجاج الناس وقطعهم للطرق عند عرض بعض الاسكتشات التي تتناول شخصيات سياسية ودينية، وهل يرى فيه تقييدا للحرية، أوضح «ان حرية التعبير مقدسة، ما دامت تتم ضمن اطار القوانين المرعية الإجراء. وما دام الشخص يتحمل المسؤولية ويعتذر عند حصول خطأ فلا مشكلة في ذلك. لكن كل هذا لا يستدعي قطع طرق وحرق دواليب، لان هناك وسائل وآليات قانونية يمكن اللجوء إليها».
وهل يتوقع ان تحل الأمور بطريقة حبية ووديّة؟، اجاب ناصر فقيه: «ان شاء الله. هذا ما أتمناه».