هشام سليم المصراوي الاصلي الذي ابهرنا في العام الماضي بمسلسل «المصراوية» للكاتب اسامه انور عكاشة واخراج اسماعيل عبدالحافظ، وقام هشام بأداء دور العمدة فأبدع، واضاف بعدا جديدا لتجربته في الاداء التمثيلي، الامر الذي رفع اسهمه في سوق الدراما العربية، هشام البسيط والعذب والبعيد عن الادعاء وفذلكة الكلمات الكبيرة التى يمثلها غالبية المنتسبين للوسط الفني، نجج في اداء دور جديد عليه بالمسلسل الجديد «ظل المحارب» للمؤلف السيناريست بشير الديك واخراج نادر جلال، وبمشاركة الممثل باسم ياخور من سوريا وعلا غانم من مصر، يتصدى هشام لتمثيل دورين في مسلسل «ظل المحارب» الذي حمل اسم «كرب ستان» في البداية الا انه تم تغييره لاحقا الى مسمى جديد وهو «ظل المحارب» والذي سيعرض على تلفزيون «الراي» في رمضان القادم، فنون «الراي» اقتنصت فرصة زيارة الفنان هشام سليم لمجموعة «الراي» الاعلامية واستجاب لطلبنا باجراء لقاء مطول ليتحدث به عن مسلسل «ظل المحارب» الى جانب شؤون وشجون السينما المصرية والتى اعتبرها «تورتة واتقسمت نصين بعيدة تماما عن تاريخها الذي يبلغ مائة عام من الانتاج السينمائي».
حرصنا في ان تكون اسئلتنا باللغة العربية البيضاء والفصيحة، واجوبته تركناها بكامل صحة عافيتها، لم نكن نريد خدش عفوية تعبيره بلهجته المصرية المفهومة والواضحة لكل مسمع عربي... هنا نص الحوار:
• هل سيعرض مسلسل «ظل المحارب» حصريا على «الراي»؟
- معنديش أي فكرة... الانتاج هم المسؤولين عن المواضيع دي كلها انا يا دوبك بعرف امثل.
• هل تتمنى رؤية نفسك في أكتر من محطة؟
- مش حكاية أكتر من محطة، مفيش حاجة «تبور» الايام ديه، لكن لما تعرض في اكثر من محطة الناس بتشاهدك أكتر ولك فرصة أن يكون في نقد أو تقدير، هتعرف أكتر انت عملت ايه بعيون الصحافة والناس، يعني السنة اللي فاتت عرض المسلسل بتاعي «المصراوية» على تلفزيون «دبي» بس... ومزعلتش وسمعت في رمضان وبعد رمضان انه اتعرض على جميع الفضائيات، المهم ان العمل يبقى جيد وحاجة محترمة، ولو اتعرض دلوقتي ومخدش حظه، هيتشاف بعدين، بقى عندنا في الفضاء العربي اكثر من تلتمية محطة... ويعرض اعمالنا الدرامية طول السنة.
• وما الصعوبات التي واجهتكم أثناء تصوير «ظل المحارب»؟
- أكثر ما واجهناه هو البرد كان برد جامد اوي ثلج رهيب، وأياميها أتذكر اني سمعت انه نزل تلج في عاصمة السعودية... اسمها ايه؟
• الرياض...
- أيوه... مع انها بلاد سخنة وطبيعتها صحراوية، في حاجة مش طبيعية بالطقس في كل العالم، كنا بننزل واحنا رايحين الشغل نشوف ميه عالطريق وهي في الحقيقة لما نقرب منها نشوفها ثلج، وكنا أول مره نشوف الحاجات الغربية دي.
• وكيف رأيت ادارة مخرج كبير مثل نادر جلال وتجربته في الغالب كانت في السينما ؟
- أحلى حاجة في المخرج نادر جلال أنه طول عمره بيشتغل أكشن في السينما، وده من أسباب نجاحه في التلفزيون هو معندوش الريتم البطيء والسرد الممل، انما عنده الحس السينمائي السريع، وده بيوفر وقت في الشغل وجهد الممثل، فمثلا معركة بحالها ممكن أكون عارف اني هشتغل نص ساعه في اليوم، فيبتدي يشتغل من ثلاث زوايا ويخلص على طول.
• عادة السينمائيين يستخدمون كاميرا واحدة... في مسلسل «ظل المحارب» التلفزيوني كم كاميرا استخدم المخرج في تصوير المسلسل؟
- كاميرتين معظم الوقت، بينما أستاذ اسماعيل عبد الحافظ ممكن يستخدم ست كاميرات لأنه أصلا تلفزيوني.
• رأيك ايه في اداء علا غانم ؟
- علا ده تاني مسلسل أشتغله معاها، وهي بتعرف أكشن كويس اوي، بتضرب نار وتركب عربيات وبتعمل مطاردات. هي الست واخدة على كده.
• نرى... انك تشبهها شوي ؟
- «وبعد ضحك كبير» قال عايزه تقولي عليها انها... قرعة؟
• لا على الاطلاق... نقصد ان ملامحها بها الكثير من الحده؟
- ساعات وساعات، على حسب الزاوية اللي بتنظريلها فيها، وهي شخصيتها كده، بس هي طبيعية جدا، ليها تفكيرها ومخها الخاص بيها.
• ما توقعاتك الشخصية لهذا العمل؟
- في رأيي العمل ده هيأثر في ناس كتير قوي وهيشد الجمهور
• هل عشان انت فيه...؟
- «ضحك»... لا والله ابدا عشان مكتوب كويس... الورق حلو.
• وما الطرائف التي واجهتوها أثناء التصوير؟
- من الحاجات اللي حصلتلنا، كنا قاعدين نصور في الغابة أنا وباسم ياخور وفي فحم ونار قدامنا، وكان في هواء كتير وفجأة طارت فحمه من النار اللي قدامنا وباين اني عجبتها «يضحك» راحت لزقت فوق حاجبي اليمين «يستمر في الضحك» وصورت بيها بقيت المشهد، وحاجة تانية حصلت في «قلعة الحصن» في أعلى الجبل في سوريا، ده احنا عشان نطلع عليها لازم نمشي طريق عالي جدا طويل وضيق اوي، فوق وادي 1200 متر عن مستوى الارض، حاجة كده شديدة الانحدار، وكانت علا غانم مش واخده بالها طول أربع أيام تقريبا، وبعد ما شافت المشهد لقيناها بترقع بالصوت الحياني «نزلووووووووونيييي»... واحنا نهدي فيها ومش لاحقين عليها، وطوال فترة التصوير في القلعه كل ما نوصل عند المفرق المؤدي للقلعة تلاقي كرسي السيارة بيتهز من رعشة علا غانم، وكمان أتذكر اني كنت جايب أحذية من بتاعت الجيش ومع كده كانت رجلي وأصابعي بتصرخ من كتر البرد صوابعي تجمدت... اجواء غريبة من تلج وبرد ما شفتهاش بمصر بحياتي
• هل صحيح أن مسلسل «ظل المحارب» يصنف كفانتازيا سياسية ؟
- هو بالفعل فانتازيا سياسية ممكن نقول، ولكنه بيمس الواقع اوي، وهو عن ما يدور في دول العالم الثالث والعراق حاليا، وأطلقنا عليه في البداية اسم «كرب ستان» وهي بلد وهمية غير متواجده على الخريطة، ولكن تحكي واقع العديد من الدول في الوقت المعاصر.
• الى أي حد تعتقد أن هذه الأعمال تكون قريبة من الناس؟
- أعتقد أنها هتبقى قريبة من الناس، لانه لأول مرة يتعرض حاجة زي كده، الفكرة جديدة قوي والتصوير كمان، وأعتقد أن الناس في الوطن العربي هيهمها انها تفهم ايه اللي بيحصل في المنطقة العربية دي كلها، خاصة اللي بيحصل في العراق، وهتفهم حاجات تانية كتير زي ما كانوا مش فاهمين حاجات كتير في ايام الملك فاروق، وبعد عرض المسلسل خلى الناس اتخضت وقالت معقول ايام الملكية كانت الدنيا بالانفتاح السياسي ده، انت دلوقتي في الزمن ده ما تقدرش تعمل مع اي رئيس الجمهورية او ملك والا امير زي ايام الملك فاروق، وكان ايام الملك فاروق رئيس وزارة يقول للملك هذا مرفوض، وفعلا يترفض، النهاردة انتي تقدري تقولي لحد واقف في الشارع شرطي مثلا انت غلطان ؟ لا يمكن... ودي فكرة المسلسل.
• من كاتب العمل؟
- أستاذ بشير الديك.
• ولماذا كان «لوكيشن» التصوير في سوريا ؟
- السبب أنه عايزين حاجة متبنش «لا تظهر» معالمها... فين، بحيث أنها تكون في أي مكان عربي وكل حتة، بدون تحديد اطار مكاني، لا مصر ولا سوريا ولا أي بلد تاني، ولما واحد يسأل فين «كربستان» محدش يقدر يحدد المكان، لهذا اخترنا الجبال والغابات والحاجات دي.
• لماذا سميت في البداية بـ «كربستان»؟
- الكلمة تعني بلد الكرب والستان ديه معناها دولة، وهي تحكي قصص المنظمات والناس اللي عايزة تسيطر على السلطة والتخريب وغيره وغيره، والعمل شديد الوضوح بحيث يقدر المشاهد أنه يقرر ده بيحصل في العراق أو في سورية او في اي بلد عربي «ماتعديش الكرب اللي في البلاد العربية» وهتعرفي ان ده رأي بوش أو راي فلان وفي اطار معاصر جدا مناسب اوي لليومين دول، ورحنا صورنا في المدن والجبال وفي قلعة الحصن، وبنينا شاليهات وهي الموقع بتاعتنا في الغابات وكانت تتبع الجيش.
• هل صحيح أن مسلسل «المصراوية» له جزء ثان كان من المفترض تقديمه هذا العام؟
- المصراوية حاز على نجاح كبير بعد رمضان، فكل القنوات الفضائية عرضته، واتعرض في سورية أثناء تصوير مسلسلنا الجديد، وله جزء تان المفروض وتالت ورابع وخامس، بس للأسف الوعكات الصحية التي تعرض لها كل من أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ أدت لتأجيل التصوير للسنة الجاية، لان الاتنين عملوا عمليات في الكلى بتاعتهم.
• الا تعتقد ان هذا سيخلق فجوة بين نجاح الجزء الاول وعدم انتاج الجزء التاني لدى المشاهد ؟
- هو ده اللي قلته «حصان وبيجري، ليه توقفه وبعد توقف كبير ترجع تجريه تاني» لكن دي ظروف غصب عنا، فحتى انتاجيا، في فلوس مدفوعه في بناء اللوكيشن والمفروض يرجعوا الحاجات دي، بس هتيجي بس مش دلوقت السنة الجاية، أجلوها.
• كنت «عمدة» لذيذ تحولت من دور الشاب الجان «الفتي الوسيم» القاهري الى هذا الدور بكل سهولة، فكيف حدث هذا؟
- كنت جديد شوية في الدور، فالعمّد بالعادة بيزعقوا «يصرخوا»، ودايما كبار في السن وتخان «مصابين بالسمنة» لكن العمدة فتح الله في مسلسل «المصراوية» كان طريقة تانية خالص، خاصة ونحن في العام 1914، والناس زمان كانت مختلفة عن الناس دلوقت فكانوا بيحبوا يتعلموا ويتثقفوا، وكانت تطلعاتهم أكتر من دلوقت وده اللي حاولت أضعه في الشخصية.
• هل انتابتك لحظة تردد لقبول الشخصية ؟
- لا لا بالعكس، هو كان في خوف طبعا، بس كنت عامل قبليها مسلسل «درب الطيب» وكان صعيدي برضه صحيح مكنتش عمده، لكن كنت الشيخ نور الدين الحجاجي فكان قريب منه فمخفتش قوي، ولما أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ يختاروك ده معناه ان عندهم وجهة نظر برضه، وبالعكس اللي أنا كنت خايف منه اني محققلهمش اللي هما عايزينه مني،بس الحمد لله واضح أنه حصل نجاح لان الجزء الثاني كان من المفترض أن يكون دوري في عشر حلقات فقط، لكن بعد المسلسل أستاذ أسامة كلمني وقالي أن شخصية فتح الله لازم تستمر، وقلتله براحتك أنا معنديش مشكلة
• وكيف تمكنت من تجسيد العمده وانت ابن القاهرة ؟
- صحيح اني عشت في القاهرة، بس زرت الأرياف وزرت عمد وفلاحين من أيام المدرسة، أنا فاكر مثلا اني في سادسة ابتدائي رحنا رحلة سوهاج مع المدرسة، وده ميختلفش كتير عن اني أجسد شخصية زي العمده، أصل انت مش جاية من المريخ ورايحة حتة متعرفهاش، اللهجة بس هي اللي اختلفت، وطريقة الأداء يمكن عملت عمدة مختلف عن ناس تانية عملوا نفس دور العمدة، لكن بنفس الطريقة اللي تسمح بيها القصة، ولو كان نفس الشخصية ولكنها معاصرة أو انها في الخمسينات أو الستينات يمكن كانت اختلفت، فـ «فتح الله» كان في عام 1914 والناس في الزمن ده كانت غاوية تعليم وثقافة، والجاهل في ذاك الزمان كان بيعرف لغة «انكليزي» عشان يعرف يتفاهم مع المحتل، بس في سنوات على أيامي لما كان واحد يتسمع بيتكلم فرنساوي مثلا كانوا بيقولوا عنه «فافي» ومدلع وابن ماما وكده.وفي رأيي ان في حاجات في التفكير المصري مع الأسف مع تقدم الزمن انحط... مش ارتفع.
• ايه سبب الانحطاط بالتفكير المصري وتعني في اي سنوات حصل الانحطاط زي ما بتقول
- كلنا عارفين امته... والاسباب كمان «ضحك» مش عليا الكلام ده.
• اهه انت فاهم ومثقف زي الفل ولماذا خفت في بداية حوارنا قبل التسجيل خفت من كلمة مثقف؟
- أصل أنا مش كده، والمثقف ده بالنسبه لي زي هو القارئ في السياسة والشعر والرسم والموسيقى واللي بيكلم في كل حاجة وقارئ كتير قوي، انما احنا متعلمين جيدين شوية
• نقصد مثقف بمعنى أن عندك وعي بالحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي الدائر على الساحة المصرية...!
- آه اذا كان كده ايوه طبعا، لكن مش ثقافة لانها حاجة كبيرة قوي لازم اشوف متاحف واقرأ كتب واروح لامسيات الموسيقى العالمية، ده مش انا، لكني عالم بالأشياء وبقرأ وبتناقش.
• يجتاح الشعب العربي في شهر رمضان حنينا للعودة الى الماضي، وهذا يتجسد من خلال طرح الكثير من الأعمال الدرامية التراثية باختلاف جنسياتها... لماذا برأيك ؟
- فكرة ان رمضان يمتلك أكبر نسبة مشاهدة، لهذا كل واحد بيحاول ينزل أحسن حاجة عنده، وفي حاجات مش تاريخية خالص زي مسلسل يسرا السنة اللي فاتت كان عمل معاصر وحقق نجاحا كبيرا جدا، الحكاية ان كل شركات الانتاج بتعمل مسلسل وبيختار أحسن حاجة عنده وبيدخلوا في دورة سبق رمضان عشان طبعا الفضائيات والمنافسه والبروموشن والاعلانات وكل الكلام ده.
• قيل كثيرا أن الفنانة يسرا «زوجة شقيقك خالد» كانت جسر دخولك للوسط التمثيلي وانها هي سبب ظهورك؟
- اللي كتب كده بيظلمني، انما كتب وخلاص، لكن أنا عارف نفسي والناس ويسرا عارفين كويس أنا ايه... انا وانا صغير طالع بالسينما مع فاتن حمامة في امبراطورية ميم، وقد ما سمعت وقريت الموضوع ده عن يسرا بقيت أهرج عليها وقول معلش أصل أنا بشتغل مع يسرا بس وبتاع.
• وهل هشام سليم كسول مما لا يجعله يعمل بشكل دائم؟
- من المفروض أني أشتغل بشكل دائم، وعلى الأقل يكون عندي عمل أو اتنين في السنة عشان تقدري تعيشي.
• فترة طويلة اختفيت بيها ؟
- وده صحيح في كتير، في فترات في الأول خاصة، بس الحقيقة في فترات بتيجي من غير شغل بالسنة والاتنين، وفي أوائل التسعينات اختفيت تماما لأني قعدت سنة ونص في البيت، وبعد كده قررت أنه بدل قعدتي ليه مشتريش حتة أرض في الغردقة وأعمل عليها مطعم وكنت ساعتها متجوز ومخلف، فكان الضغط المادي جامد اوي، وفكرت طيب أنا لسه مخلف ومينفعش اني أفضل كده، وده اللي خلاني أروح الغردقة وأهو يبقى موجود، لو حصلي أي حاجة يبقى البنات على الأقل عندهم حاجة.
• هل هذا ايمان منك بأن الفن «مبيوكلش عيش»؟
- أه خالص، يعني أنا مبقيتش أدفع عدل الا في السنتين اللي فاتوا غير كده ولا حاجة تقريبا.
• ما انت وارث من والدك مؤسس وكابتن النادي الاهلي المرحوم صالح سليم مش كان كفاية اللي ورثتة ؟
- بابا ده حاجة تانية، واللي ورثته احسن من فلوس الدنيا كلها ده انا ورثت حاجة اغلي... اسمه. وقرشين عملنا بيهم مطعم الغردقة
• ونحول جسمك هل سببه أن الوالد كان حريص عليك للعب الرياضة ؟
- لا أبدا، حتى ده ورثته منه، هو كان رفيع مكنش مليان عمره ما كان بيتخن زيي، يعني قبل ما يتوفى كان عنده كرش أكبر من اللي عندي ده بشوية... حاجة زغنططة خالص.
• باعتقادك ما سبب توجه الكثير من السينمائيين للدراما التفلزيونية؟
- لغاية دلوقت أنا مش فاهم ليه؟ واللي حاصل في مصر في السينما ده أن مش عارف اي سببه، وشايف أنه ملهمش أساس، هما شالوا السينما الموجودة اللي عمرها مية سنة، وباعوا الأفلام، وبدأوا بسينما جديدة بناس جداد شباب خالص وانتهينا وبيعملوا افلام زي الرز... ومنعوا كل الفنانين اللي كانوا موجودين انهم يشتغلوا معاهم، طيب ايه الأساس اللي انت باني عليه السينما الجديدة بتاعتك؟... ماتلاقيش جواب والنهاردة مع الأسف حتى الأخلاق والعرف اللي بيجري بين الفنانين وبعضها حاجات وحشة خالص ومش طبيعية... مش عارف ايه اللي بيجري في ايامنا ديه يا اخوانا، شوفي الاخلاق.. وهأديكي مثال... المفروض اذا في فيلم فاشل مادام احنا فيه واشتغلناه كلنا يبقى مسؤليتنا كلنا، وما ينفعش بعد فشله نشتكي على بعض بالصحافة، دلوقت كل واحد بيطلع يلوم التاني، المخرج بيلوم ممثليه والعكس، وده غلط لان أصلا هما بيربوا الشباب على ان كل واحد لازم يبقى نمرة واحد.
• ممكن الانتاج الكثير يرجع لحاجة الفضائيات الخاصة بالافلام لافلام جديدة طول الوقت ؟
- ده من أسباب الحاجات السيئة اللي في السينما، كمان في حاجة تانية ان معظم الشركات اللي بتنتج وهما ثلاثة، تمتلك دور عرض سينمائية خاصة بيها وعندها كمان قنوات فضائية، فالفيلم اللي مش عايز يصرف عليه أو عنده فيلم أو اتنين سيئين هيعرض في القناة الفضائية وحيطلع له اعلانات وهيغطي تكاليفه.
• هل هذا نوع من أنواع الاحتكار؟
- هي مش احتكار دلوقت في مصر اللي حاصل انه فيه انتاج لأفلام كتير قوي، لكنه اتنين أو ثلاثة كويسين والباقي ولا حاجة، ولكنها في النهاية يقال عنها السينما المصرية، ويرجعوا يقولوا السوريين بيسحبوا من تحت رجلنا مش عارف ايه، طيب ما انتوا اللي سايبينهم.
• وما رأيك في الانتاج الذي تقوم به شركة «جودنيوز» وكلامها عن أنها تحاول خلق انتاج جديد في السينما المصرية؟
- اللي سامعه عن الشركة وفيلم «البيبي دول» الاخير انهم صارفين عليه 50 مليون جنيه، واللي يصرف مبلغ زي ده مش ممكن يرجع له، واللي أنا سمعته ان الفيلم مش شغال كويس قوي فلما شركة زي دي تصرف مبلغ زي ده فلازم تعوض خسارتها، وده طبعا ازاي ؟... انها هتنتج أفلام مش مصروف عليها جامد.
• ولماذا الاتهام دائما بأن أجور الممثلين هي السبب في ارتفاع كلفة الانتاج؟
- دلوقت أصبحت حجة المنتج في أي حاجة فشلت،ان الممثل بياخد ثلاث أرباع الميزانية، طيب أنا عايز أسألهم قبل ما الممثل ياخد اللي بيقولوا عليه هو حد ضربكوا على اديكم والا مد ايده في جيوبكم وخد الفلوس دي غصب عنكم؟ ما انتوا اللي مدينهاله بكيفكم، ومادام انت عايز النجم ده ادفع للنجم ده، واحنا لازم نقول عايزين فلان، فيا تدفعه لان ده تمنه تمنه في السوق وغيركوا بيدفعهوله، لان مفيش منتج هيجيب حد يدفعله فلوس غير لما يكون هو متأكد ان النجم ده هيرجعله الفلوس اللي دفعها من بيع عمله للفضائيات والاعلانات.
• هل قرأت ما قاله الأمير الوليد الابراهيم صاحب mbc، بأنه ان لم يقم المصريون والسوريون والخليجيون بتخفيض أجورهم سنتابع التعاون مع الدراما التركية والمكسيكية، والتي حققت نجاحا كبيرا جدا حين عرضها مثل مسلسلات «سنوات الضياع» واخيرا «نور»؟
- أنا مبحبش لغة التهديد والحاجات دي، هو أكيد لديه وجهة نظر فيما قاله، لكن في رأيي.. أنه حتى لو عمل كده طيب ما هو المسلسل التركي أو غيره من الأعمال بعد شوية هيبقى عايز يبيع، فأكيد هيرفع سعره، لان العملية في النهاية عرض وطلب، والدنيا كلها على كده يعني لوحصل أي واحد على فرصة عمل أحسن ومبلغ أكبر أكيد هيروح ومش هينتظر الفرصة الأقل، والنهاردة عشان تنتجي اعمال جديدة أكيد محتاجة فلوس لان الخامات وكل حاجة غليت.
• هل تمكن هشام سليم من الوصول لمرحلة التنوع ؟
- أتمنى ذلك، لاني لو موصلتش للمرحلة دي فأبطل تمثيل أحسن، لان الواحد لازم يغير، وشخصيا حريص على كده في كل أعمالي، فما أقبلش حاجتين ورا بعض شبه بعض، وحتى لو عملت حاجة زي ما حصل مع الشيخ زين الدين الحجاجي، بعدها بسنتين عملت دور العمده.
• رغم وسامتك «زي ما بتقول النسوان» واجتهادك الا انك لم تأخذ حقك في السينما، في رأيك لماذا؟
- معرفش وsorry الرد الوحيد اللي أقدر أقوله انهم مبيفهموش هما بيعملوا ايه لأن لما يكون في ممثل زيي مبيشتغلش في السينما وهما مبيستفيدوش منه ده يبقى أكبر غلط، لأنه أنا مش وحش أنا كويس جدا، ده في مسلسلات بعملها وفي قنوات بتعوز الأعمال دي، وده معناه أنه في انتشار، طيب عايزين أي أكتر من كده؟ واحد منتشر ومعروف وكويس والناس بتحبه وبتتفرج على شغله، عايزين ايه أكتر من كده؟ وهما اللي خسرانين بصراحة لأن أنا يعز عليا اني ملاقيش حاجة كويسه أعملها في السينما، وأرجو أني ألاقي، والموضوع ينحصر في الرؤية واننا اتحدفنا مع الممثلين وفناني الجيل الماضي، فبقت سينما اليوم عاملة زي «التورتة» قطعوها نصين ورموا واحد واشتغلوا بالتاني.
•ومن من جيلك أيضا ظلم معك ؟
- في كام واحد كده هما اللي كويسين من جيلي وانظلموا، زي ممدوح عبد العليم وأشرف عبد الباقي وهو عامل فيلم حلو قوي اليومين دول هينعرض قريب اسمه «على جنب يا أسطى» والكويس في الآخر هيثبت نفسه في النهاية.
• انت أب لثلاث بنات عرفنا عليهن ؟
- الكبيرة نوره 15سنة اسمها على الأميرة نوره بنت بندر لأنهم كانوا أصدقاء العيلة، والتانية على اسم جدتي الشريفة زين الشرف وهي من الأشراف الهاشميين، والأخيرة على اسم خالتها سميناها اسمت وهو اسم تركي.
• حدثنا عن جدتك الشريفة زين الشرف....
- هي من الأشراف الحجازيين، أصلها من الحجاز ولكن لما قالوهم باي باي من السعودية راحوا لتركيا واتكرر الأمر معاهم تاني مع مصطفى اتاتورك الرئيس التركي ايامها، فراحوا مصر، وقبل ما تتجوز جدي تعبت اوي وكان لازم تعمل عملية في «زورها» بلعومها، وكان جدي هو طبيب التخدير بتاع عمليتها.. حبوا بعض و... اتجوزها.
• تزوجت في «المصراوية» اكثر من مرة... هل هذا سهل على الرجل في تعامله مع نسائه؟
- سهل جدا «ضحك بشده».
• ليه تفتكر انه سهل التعامل مع عواطف ثلاثة زوجات.
- لانه بيضحك عليهم بسرعة بكلمتين.
• هل انت على استعداد للزواج مرة واتنين وثلاثة غير مراتك الاولى ام البنات نادية.
- أعوذ بالله مش ممكن.
• مش بتقول سهل.
- آه سهل اوي بالتمثيل مش بالحياة.. مراتي ناديه ست جميلة وهايلة.
• اكرمك الله بانجاب ثلاثة بنات.. هل كل هذه المحاولات المتكررة في الانجاب هدفها تجيب ولد ذكر يشيل اسم ابوه.
- «ضحك» ابدا والله... انا بناتي بالدنيا... ولعلمكو ان نادية مراتي ضحكت عليا، انا مكتفي ببنتي البكرية نوره بس قالت وليه ما نجيبش ليها اخت ووافقتها... وراحت تلتتهم... انا اتضحك عليا
• ما كنتش تحلم بالولد
- كان نفسي... نجيب اولاد ويبقوا اصحاب زيي انا واخويا خالد...بس لما ربنا كرمني بالبنت الاولى سعدت بيها جدا... عشان كده جبنا ليها اختين حلوين.
• اخبار اخوك خالد ايه «زوج الفنانة يسرا».
- كويس جدا.
• بيعمل ايه في الحياة
- قاعد في البيت... مبسوط... اشتغل مع احدى القنوات الاجنبية اكثر من عشرين سنة، دلوقتي وقت راحته.
• بتشوفوا بعض.
- لما كنت ساكن في الزمالك كنت بشوفه دايما، دلوقتى رحت للسكن في المدن الجديدة على الطريق الصحراوي ومع شغلي اللي بياخذ كل وقتي بقى صعب جدا... بس بكلمه كل يومين تلاتة.
هشام سليم ضاحكا أنا مش «مسقف»... مثقف
مع باسم ياخور في «ظل المحارب»
لقطة من مسلسل «ظل المحارب» مع علا غانم
هشام سليم... طفلا
جيلي كله انظلم