معنيون لـ «الراي»: نخشى من حصول أكثر من عملية تفجير في أمكنة عدة ... وفي وقت واحد
«انتحاري جوّال» يزرع الرعب في بيروت وضواحيها
| بيروت – «الراي» |
1 يناير 1970
03:39 م
لا صوت يعلو فوق «الخوف» في بيروت والضواحي وفي امكنة اخرى كالبقاع وسواه... ثمة انباء عن «انتحاري جوال» سيضرب في مكان ما وفي لحظة ما، في الوقت الذي تكاد الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل «حزب الله») تتحول «شرنقة امنية» من اجراءات رسمية وحزبية قد تؤدي الى الحد من خطر «الانتحاريين» وسط اقتناع عام باستحالة قفل الابواب امام هذه الظاهرة العصية على اي تدابير مهما كانت شدتها.
فالمعلومات الامنية كانت تتحدث قبيل تفجير الهرمل السبت الماضي، عن «انتحاريين» في طريقهما الى «وليمة موت»، فجر أحدهما في محطة الوقود على مدخل الهرمل وجمعت بعض اشلائه في محاولة لكشف هويته، وبقي انتحاري آخر، قيل انه توجه من البقاع الى بيروت، الامر الذي استدعى اجراءات مشددة من حواجز الجيش اللبناني، اضافة الى المزيد من التحوط في الضاحية الجنوبية «المسكونة» بالخوف بعد خمس عمليات تفجير ضربتها بالسيارات المفخخة او الانتحاريين.
وكشفت مصادر معنية لـ «الراي» عن مخاوف لدى الجهات الامنية من حصول اكثر من عملية تفجير في امكنة عدة لكن في وقت واحد، مشيرة الى «وجود مواصفات لسيارات عدة مسروقة يخشى من استخدامها في عمليات تفجير، معظمها رباعية الدفع بسبب قدرة هذا النوع من المركبات على اجتياز الممرات الوعرة».
وقالت هذه المصادر ان لدى السلطات المعنية اسماء اشخاص من مناطق عدة تم اخضاع اصحابها لرقابة حثيثة، اضافة الى مراقبة حركة الذهاب والإياب الى بعض المخيمات الفلسطينية ومنها، وذلك في اطار الاجراءات الاستباقية للحد من العمليات الارهابية عبر الوصول الى الجماعات التي تقف وراء هذه الجرائم.
واوضحت المصادر عينها ان حصول انفجارين في الهرمل في غضون نحو اسبوعين مرده الى انها تقع في المنطقة التي تكثر فيها سرقة السيارات المستخدمة في عمليات التفجير، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية اضطرت اخيراً لـ «التعاون» مع عصابات سرقة السيارات في محاولة للوصول الى «طرف خيط» يمكن ان يقود الى كشف كل الجوانب التي تحوط بعمليات اعداد السيارات والانتحاريين للتفجير، كالاسماء والامكنة والجهات.
ووسط هذا الهاجس المتعاظم من خطر حصول عمليات انتحارية جديدة، شيعت الهرمل في البقاع اثنين من ضحايا التفجير الذي استهدفها يوم السبت الماضي، وهما عصام خير الدين وعلي علوه.
وتزامن تشييع الضحيتين مع انشغال وسائل الاعلام المحلية بخبر اكتشاف هوية الانتحاري الذي فجر محطة المحروقات في الهرمل ليتبين لاحقاً ان في الامر «مزحة سمجة» افتضح امرها مع ظهور «الانتحاري الافتراضي» على الشاشات.
فبعدما استعجلت محطة «الجديد» بث خبر اكتشاف هوية انتحاري الهرمل، والقول انه احمد فوزي عبد الكريم من فنيدق في عكار شمال لبنان، ونشر صورة لبطاقته العسكرية كـ «مجند احتياطي» في الجيش اللبناني، ظهر الاخير على محطات تلفزة اخرى من باب التبانة في طرابلس وقال ان لا علاقة له بـ»اي تفجير او عمل انتحاري لا من قريب ولا من بعيد. كل القصة اني كنت اجلد بطاقة الاحتياط العسكرية في احدى المكتبات المجاورة لمكان عملي في باب التبانة، ووقعت من محفظتي ثم اعادها لي احد الجيران عندما عثر عليها. تلقيت اكثر من اتصال من ضباط في الاجهزة الامنية وابلغتهم اني مازلت حياً يرزق وعلى قيد الحياة. هذه المزحة الثقيلة التي لجأ اليها البعض ارفضها من الاساس ولا اقبلها لان حياة الناس ليست لعبة في يد احد. وما حصل احدث بلبلة وسط عائلتي وبلدتي فنيدق».
اضاف «انا املك محلاً لبيع الادوات الكهربائية واعتاش منه وارفض هدر دم اي احد من اللبنانيين وسواهم. وبالطبع فان التفجير الاخير في الهرمل غير مقبول وفق كل الاعراف الدينية والاخلاقية».
واشار «انتحاري المزحة» الى ان «تسرع احدى محطات التلفزة اقام الدنيا ولم يقعدها، ولن اسامح من افتعل هذا الامر»، داعياً «وسائل الاعلام الى ضرورة التحقق من الاخبار قبل بثها وعدم التسرع وراء سبق صحافي لان حياة الناس ليست لعبة».