مسجد العدساني أسّسه القاضي محمد بن عبد الرحمن

صوّبت حفيدة القاضي محمد بن عبد الرحمن العدساني مسار ما نُشر في صفحة «بروة» في العدد 13608 الصادر بتاريخ السابع من يناير 2014 ضمن فقرة «مساجد أهلي». وقدّمت عائشة بنت محمد صالح بن عبد الوهاب العدساني إلى «الراي» كتاباً ووثائق تؤكد أن من أسس مسجد العدساني في كيفان هو محمد بن عبد الرحمن العدساني، وذلك توضيحاً لوجهتي النظر اللتين وردتا في صفحة «بروة» (اختلف في تأسيسه (أي المسجد)، فالرأي الأول يرى: أن الذي أسسه قاضي الكويت محمد بن عبدالرحمن بن (محمد بن) حسين العدساني.... وأما الرأي الثاني فيرى أن الذي أسسه وبناه عيسى آل إبراهيم ذكر ذلك السيد محمد يوسف البدر. وأما تاريخ التأسيس فليس فيه رأي قاطع، أما ما ذكره صاحب المعجم وهو العام 1160هـ الموافق 1747م فهو على وجه التقريب وإن كنت أرى هذا خطأ»).

وفي ما يأتي ما جاء في كتاب عائشة العدساني:

إن ما جاء بالمقالة المذكورة أعلاه قد جانبه الصواب.

فالصحيح ان مسجد العدساني أسسه محمد بن عبدالرحمن العدساني زعيم بيت العدساني في الكويت وأول قاض من عائلة العدساني في الكويت وثالث قاض كويتي، وقد بناه بتاريخ 1160 هـ (1747م) حسب ما جاء في الكتب، ووفقا للوقائع التاريخية والوثائق التي تؤكد ذلك، والتي يمكن تلخيصها بالآتي:

• عندما قدم العدساني إلى الكويت من سكنه في الاحساء لم يكن سبب ذلك قلة ذات اليد لان أهله أصحاب مال وقضاة الاحساء. فجده ووالده كانا من قضاة الاحساء. فجده كان قاضيا في الفترة من 1133هـ إلى 1166هـ ووالده كان قاضيا في الفترة من 1169هـ إلى 1180هـ، إضافة إلى أن القاضي العدساني كان لديه أملاك في البصرة وفقا للوثيقة المؤرخة 15 ذي القعدة سنة1197هـ الموافق 11 أكتوبر 1783م (الوثيقة رقم 1).

• سكن الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني عندما قدم إلى الكويت في منطقة الوسط وبنى مسجده مقابل بيته وظل المسجد والبيت في ذات المكان يتوارثه الأبناء والأحفاد من ذرية القاضي محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني ثم أبناء وأحفاد القاضي محمد بن عبدالله بن محمد بن محمد العدساني وتمت توسعة البيت والمسجد مع مرور الزمن إلى أن هدم الاثنان بعد انتقال العائلة في عام 1962م للسكن في منطقة كيفان قطعة (4) وهي ذات المنطقة والقطعة التي بها مسجد العدساني الذي قدمته الدولة للعائلة بدلا من المسجد الذي تم هدمه. (ينظر إلى رسم توضيحي لفريج العداسنة «العدساني» في آخر المقالة).

• كل الوثائق التي سنشير إليها لاحقا والصادرة في الأعوام الهجرية التالية: 1188، 1193، 1197، 1240، تذكر المسجد باسم مسجد محمد العدساني أو جامع محمد العدساني. وكلها بمضامينها تؤكد ان مؤسس المسجد محمد بن عبدالرحمن العدساني. إضافة إلى أن المسجد يشار إليه بالمعروف ( ذكر ذلك قاضي البصرة في الوثيقة المؤرخة 15 ذي القعدة سنة1197 هـ الموافق 11 أكتوبر 1783م) أوالمشهور (ذكر ذلك قاضي القطيف في الوثيقة المؤرخة 12 جمادي الأول 1188هـ الموافق 20 يوليو 1774م) مما يدل على ان المسجد بُني منذ فترة من الزمن وحقق المكانة الدينية والعلمية البارزة حتى أصبح معروفا ومشهورا ليس فقط لأهالي الكويت (منطقته ) ولكن أيضا للمناطق المجاورة كالبصرة و الاحساء.

• فالوثيقة المشار اليها اعلاه ( الوثيقة رقم 1) التي حررها القاضي عبدالغفور قاضي البصرة بتاريخ15 ذي القعدة سنة1197 هـ الموافق 11 أكتوبر 1783م تتعلق بوصية القاضي محمد بن عبدالرحمن العدساني بصرف ثلث خيرات أرضه الكائنة في البصرة على وجوه الخيرات والمبرات. وتم صرف هذا الثلث على مسجد العدساني الكائن في الكويت من إمام ومؤذن وحصير.

• ذكر القاضي محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني في وصيته الواردة في الوثيقة المؤرخة 27 شعبان 1236هـ الموافق29 مايو 1821م(الوثيقة رقم 2) العبارات التالية: «والمسجد أقمت فيه بني الثلاثة محمدصالح وعبدالسلام وعبدالله وحاصل الأوقاف يكون بينهم إثلاثا بعد ما يحتاج إليه المسجد من مؤذن وسراج» و «وبيتي الذي وقفته على مسجدي». ويتضح من هذه العبارات بان لو لم يكن المسجد مسجده لما نسبه لنفسه ولا كلف أبناءه الثلاثة بتحمل مسؤوليات احتياجاته. وهذا يؤكد ان المسجد مؤسسه القاضي محمد بن عبدالرحمن العدساني وآل إلى ولده بعد وفاته.

• الوثيقة المؤرخة 17 محرم 1240 هـ الموافق 10 سبتمبر 1824م (الوثيقة رقم 3) الصادرة عن قاضي البصرة والتي ذكر فيها بان الشيخ عبدالسلام بن محمد العدساني المتولى ( أي المسؤول) على جامع الشيخ محمد العدساني، ولأنه المسؤول عن المسجد فقد طلب استبدال الأراضي الزراعية الموقوفة على المسجد بما هو انفع منها. ومن الواضح بأنه لا يكون مسؤول إلا إذا كان أهله ( جده ثم والده ) أصحاب المسجد.

• إضافة إلى أن أهل الاحساء قد أوصوا بأموالهم وأوقفوا أملاكهم على المسجد، وذلك لتقديرهم لعائلة العدساني ( قضاة الاحساء) وامتداد هذا التقدير إلى ابنهم (الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني) ومسجده في الكويت، وهذا واضح في الوثيقتين المذكورتين أدناه :

• فالوثيقة المؤرخة 12 جمادى الأولى 1188هـ الموافق 20 يوليو 1774م (الوثيقة رقم 4) متعلقة بوصية المرحوم الحاج مرزوق البصري بشأن مسجد الشيخ محمد العدساني الكائن في الكويت. وقد ذكر فيها بأن الأكرم الحاج حسن بن الحاج محمد بن عبدالمحسن بن علي بن سليمان بن عمران باع عن نفسه أصالة وبوكالته الثابتة شرعا عن والده الحاج محمد بن عبدالمحسن المذكور وبوكالته أيضا عن خادم الشرع الشريف المشار إليه بولايته العامة احتياطا على الحاج محمد المذكور جناب المكرم الشيخ احمد بن سليمان الحبيشي بوكالته باعترافه عن المكرم الشيخ محمد بن محمد العدساني بنظارته على ما أوصاه به المرحوم الحاج مرزوق بن المبرور الحاج إبراهيم بن دغمان البصري على المسجد المشهور بمسجد الشيخ محمد العدساني الكائن في الكويت وذلك جميع النخيل المسمى بالعمارة في القطيف. وقد ذُكر في الوثيقة بأنه قبل أكثر من أربع سنوات أي في يوم 26 رمضان 1183هـ الموافق 22يناير 1770م، كان هناك بيع بين البائعين المذكورين وبين عبدالله بن موسى القزار من أجل المسجد.

• الوثيقة المؤرخة 14 رمضان 1193هـ الموافق 24 سبتمبر 1779م(الوثيقة رقم5 ) الخاصة بوقف الشيخ حمد بن عبد السيد مزارعه في القطيف على مسجد الشيخ محمد العدساني لتدريس المذهب الشافعي وعلم اللغة العربية والعقائد للطلبة في المسجد، وكذلك تقديم دروس في الأحاديث النبوية والوعظ الديني للعامة في مسجد العدساني، في كل يوم ثلاثاء و جمعة من كل أسبوع على أن يقوم بالتدريس الشيخ محمد بن محمد العدساني ومن بعده المتأهل من ذريته مستمرا ذلك إلى آخرهم.

إضافة إلى ما ذكر أعلاه، ولأن المسجد أسسه الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني فإن الأئمة كانوا من ذريته. وأئمة مسجد العدساني هم:

• محمد بن عبدالرحمن العدساني (مؤسس المسجد وقاضي الكويت من عام 1170هـ حتى تاريخ وفاته عام 1197هـ).

• محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني ( قاضي الكويت من عام 1197هـ حتى عام 1208هـ عندما تنازل عن منصب القضاء لابنه محمد صالح).

• عبدالسلام بن محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني. (ينظر: الوثيقة المؤرخة 17 محرم 1240 هـ الموافق 10 سبتمبر 1824م)

• خالد بن عبدالله بن محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني (عالم دين وأديب وشاعر وكان إمام وخطيب مسجد السوق، ذُكر بأنه كان إمام مسجد العدساني في الوثيقة العثمانية المؤرخة 4 ربيع الأول 1287هـ الموافق 4 يونيو 1870م الواردة في كتاب «بيان الكويت» للدكتور سلطان بن محمد القاسمي. توفي الشيخ خالد في عام 1318هـ).

• عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني(قاضي الكويت في عام 1338هـ حتى وفاته عام 1339هـ. وكان أخوه عبدالوهاب إمام وخطيب مسجد آل عبدالجليل)

• عبداللطيف بن محمد سعيد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني (توفي بتاريخ 15 رمضان 1368هـ الموافق 10 يوليو 1949م).

• عبدالمحسن بن يوسف بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني ( تولى الإمامة والخطابة لفترة قصيرة من الزمن وتركها رغبة للعمل في وزارة الصحة).

• محمد صالح بن عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني(تولى الإمامة والخطابة بعد السيد عبدالمحسن ولذلك فقد ترك الإمامة والخطابة في مسجد آل عبدالجليل. واستمر في الإمامة والخطابة في مسجد العدساني حتى عام 1962م عندما انتقلت العائلة إلى منطقة كيفان قطعة (4). ثم قام بالإمامة والخطابة في مسجد العدساني، الذي بنته الدولة في كيفان بدلا من المسجد الذي هدمته في حي الوسط، حتى أقعده المرض عن الذهاب إلى المسجد وتوفي يوم الأربعاء 16 مارس 1977م).