«الراي» تتابع فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب (4)

حجازي: وصلت لسن لابد فيها من الجلوس لكتابة سيرتي الذاتية

1 يناير 1970 05:09 ص
قال الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي: «نحن الآن في عهد جديد، عهد الديموقراطية... والديموقراطية ليست فقط هي صناديق الانتخابات، كما كان يزعم أولئك الذين سرقوا الثورة والديموقراطية أيضًا، فالإخوان لا يعترفون بشيء اسمه المصريون، ومصر كذلك ليست واردة في حساباتهم، وما أقوله ليس ادعاء أو زيفا أو تصاريح مكتوبة ولكنها وقائع معلومة».

وأضاف حجازي، خلال اللقاء الفكري الذي أقيم ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، إن «الإخوان في الدستور القديم الذي هو من صنع أيديهم كانوا ينكرون مصر، وحسن البنا تحدث عن الوطنية قائلا، إن حدود الوطنية ليست بالأرض بل بالعقيدة، وهؤلاء الوطنيون يعتبرون الأرض جغرافيا وحدودًا، أما نحن فكل بقعة فيها مسلم هي وطن لنا»، وهذا هو فكر الجماعة.

وتابع: «إذا تم عمل مقارنة بين طغيان الملك فؤاد وطغيان مرسي وبديع والبلتاجي فسنجد أن طغيان الملك فؤاد أرحم بكثير من طغيان الإخوان، ففؤاد كان طاغيا متحضرا يضع موسيليني مثله الأعلى، بينما مرسي كان طاغيا يضع السلطان عبدالحميد مثله الأعلى، والمصريون عندما وجدوا أن الوطنية في خطر خرجوا عن بكرة أبيهم ليسقطوا هؤلاء الطغاة وليعبروا عن حبهم لوطنهم».

وحول ما إذا كانت هويتنا قد تأثرت بجماعة الإخوان، قال: «الهوية فعل تاريخي طويل، وثمرة عصور طويلة نعرف بعضها ونجهل الكثير عن الباقي، فهي نتاج ما نعرفه وما لا نعرفه، والوطنية هي وجود جوهري مطلق معقد وراسخ لا يستطيع حكم استمر ثلاث سنوات أن يؤثر فيه، فهم كانوا نصف حكام بطشوا بأيديهم على مجلسيّ الشعب والشورى ثم رئاسة الجمهورية، لكنّ المصريين ضربوا للمرة الثانية في الثلاثين من يونيو جرس الإنذار لكل الطغاة والجبابرة عندما نزلوا إلى الشوارع والميادين وأزاحوا هذا الكابوس عن كاهل شعب لقب وعن جدارة بقاهر الجبابرة ومقبرة الغزاة، فنحن لن نستكين للطغاة من جديد».

وعن كتابة سيرته الذاتية قال: «منذ فترة طويلة وأنا أفكر في ذلك لأنني وصلت لسن لابد فيها من الجلوس لكتابة سيرتي الذاتية، لماذا؟، لأنني عشت عمرا كافيا، وكما يحدث لكل إنسان يمر عبر مشوار حياته بتجارب ومواجهات بشكل عام في مجال عمله ومجالات أخرى، ولأن الإنسان مهدد في هذه السن بالرحيل في أي وقت، لذا عليه أن يجلس ويتفرغ ليكتب سيرته الذاتية، لأن هناك دائما العديد من الأسئلة التي كان يتهرب منها الإنسان، والتي جاء الوقت ليكشف عنها، فهذا واجب أخلاقي لا يلزم القانون به الإنسان، وأعتقد أنني لديَّ ما أقدمه للأجيال القادمة من أبنائي وأحفادي والشعراء الشباب».