د. مبارك الذروة / رواق الفكر
جمعية الإصلاح الاجتماعي
| د. مبارك الذروة |
1 يناير 1970
11:02 م
تذكر كتب الطرائف عن رجل نكرة لا يعبأ له ولا يلتفت لقوله...
ان قال شعرا لم يسمع له! وان حمل سيفا لم يغز معه!، لا يقبل جواره ولا يقدم رأيه!، وكان على هذه الحال ردحاً من الزمن خامل الذكر وضيع المقام!
وما مثله الا كمثل وصف المعري حين قال؛
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص ووا آسفا كم يظهر النقص فاضل
ولا يزال يبحث عن الشهرة والصيت حتى أشار إليه من يدعي العلم والمعرفة من مثل شأنه... فلم يجد طريقا لذلك سوى ان يبول في زمزم على مرأى الناس... لعلهم يذكرونه... او على الأقل يشتمونه... فيكتب عنه... وتسير بذكره الركبان...، وقد كان... فذاع صيته واشتهر أمره ولكن في اوسخ أبواب التاريخ...، ولم يذكر لنا التاريخ من الأحمق الذي أشار إليه بذلك كما لم يصلنا هل فقد الأحمق عقله؟
الباحثون عن المجد الحقيقي يطرقون أبوابه، ويكدون في سبيل تحقيق ذلك...، أما الحمقى فهم من يتسلق الجبال دون معرفة لتضاريسها!
وعندما حذرت ذبابة فيلاً من انها ستطير تاركةً ظهره أجاب انه لم يشعر بها أصلا عندما هبطت عليه!
جمعية الاصلاح الاجتماعي أحد صروح الخير في وطننا الحبيب... والتي ظن البعض انها تلفظ أنفاسها وتستعد للرحيل فتكالب عليها كل متردية ونطيحة متوشحين سكاكينهم وألسنتهم تبعا للمثل الشعبي «اذا طاح الجمل كثرت سكاكينه»، فاذا بهجمة شرسة من نكرات... ونسمع عن طعن من امعات... ليس لهم من العمل الخيري والدعوي والاجتماعي ما لجمعية الاصلاح الاجتماعي...!
ان ما تقوم به جمعيات النفع العام من اعمال الخير والبر غير خاف على من يريد ذلك... اما الذين اشرأبت قلوبهم من أمراض الحقد والحسد على كل ما هو إسلامي وخيري... فإنهم عمي لا يبصرون!
ان المتشدقين بدعاوى الحريات والزائفين المتلونين اللاهثين خلف بريق المجد قد أخطأوا المسار وظلوا الطريق!
ان جبل العمل الاجتماعي في الكويت لا يضره ذباب حاول ان يصعد على ظهره!... وان زمزم الطاهر النقي لا يلوثه نجس ولا يغير لونه كدر!
ستظل مؤسساتنا المدنية والأهلية شاهدة على عطاء اهل الكويت ولن تقف عند جاهل او احمق...
ستبقى الحقيقة ناصعة ساطعة كالشمس في رابعة النهار... وسينال الصغار والشنار كل من يحارب العمل الخيري والدعوي والاغاثي... «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...».