شاب «فينيقي» في بيروت وصلها بعد 2500 سنة
| بيروت – «الراي» |
1 يناير 1970
03:25 م
رغم «الكوابيس» التي تدهم بيروت من جراء التفجيرات بالسيارات المفخخة والانتحاريين، التي ضربت البلاد اخيراً وتسببت بـ«تضاؤل» الحركة في الشوارع، ظهر شاب فينيقي في مقتبل العمر في العاصمة اللبنانية التي غالباً ما كانت تتغنى بـ «أجدادها» الفينيقيين الذين سكنوا الساحل المفتوح على البعيد.
شاب فينيقي اسمه «أريش» جاء الى لبنان من الماضي السحيق، وها هو مقيم الآن في رأس بيروت، بعدما غادر القرن السادس قبل الميلاد في رحلة قادته الى قرطاجة، التي اكتُشف فيها عام 1994 قبل اكتمال «هندامه» في واحدة من قاعات الجامعة الاميركية في بيروت.
ومَن يرِد ان يلتقي بهذا الشاب فعليه التوجه الى متحف الجامعة (حتى 26 فبراير المقبل) الذي يكشف ولأول مرة عن الشكل الكامل لهذا الفينيقي، الذي يراوح عمره بين 19 و24 عاماً، وبالمقاييس الكاملة لكل انحاء جسمه باستثناء لون الشعر والعينين لانها تتوارى مع مرور الزمن.
فـ «اريش»، الذي يعني «المحبوب او المرغوب» باللغة البونية، أعادت تشكيل هيكله العظمي شبه التام الاختصاصية الفرنسية في فن «رأب الجلد» (Dermoplastie) اليزابيت دانييس، مما سمح باعطاء اقرب نسخة ممكنة لسيماء الفينيقيين ومظهرهم الخارجي.
وبيّنت دراسة علم الانسان (Anthropologie) التي قامت بها الاختصاصية التونسية سهام رودسلي شبي على الهيكل العظمي لهذا الشاب انه «قوي البنية، وفارع القامة ويبلغ طوله 170 سنتيمترا، ويتسم بجمجمة تميل الى الطول، وجبهة عريضة، ووجه صغير نسبيا، وفتحة انف دقيقة، ومحجري عينين مرتفعين، اما منطقة الذقن فهي اقرب الى المربع. وكل هذه الصفات تقرب هذا الشاب من نموذج الانسان الذي ينتمي الى حوض البحر المتوسط»