سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
الزمن الجميل
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
زمن جميل حل على هذه الارض الطيبة كان أهلها متحدين ومتعاونين وكل يعمل من أجل المجتمع وكان الفريج يمثل الأسرة وأهله يجدون من أجل العمل وإسعاد بعضهم بعضا وحرف كثيرة اشتغل بها الأهلون، من هذه الحرف حرفة البناء وكان البناؤون يؤدون عملهم على أهازيجهم العذبة وهم يطاولون بعضهم بعضا اللبن والطين، واذا ما انتهى الجص يصيح الاستاذ على العامل اطبخ فتكون عملية خلط للجص وكانوا يضعون على أسطح المنازل الرماد منعا للخرير، وعلى قلة خبرتهم ومحدودية إمكاناتهم وبساطة مستلزماتهم، الا ان عملهم متقن، فإذا هطلت الأمطار ترى معظم البيوت متماسكة وقوية ولا تخترقها المياه نظرا للحرص الشديد والاتقان في العمل والاصرار على جودته.
ونحن اليوم شاهدنا الكثير عند هطول الأمطار الغزيرة على ديرتنا الحبيبة أخيرا لعل من أهم ما أثار الانتباه وأقلق الناس هو تطاير الحصى وتكسر زجاج السيارات وانزعاج الناس من هذا التطاير أثناء قيادة سيارتهم علاوة على ان هذا التطاير يعتبر ملوثا من ملوثات البيئة، ويقولون ان سببه هو طبخة الاسفلت حيث ان درجة حرارة مادة البيتومين التي استخرجت بها وما اذا كانت اكثر من درجة الحرارة المطلوبة ما يؤدي الى فقدها الخاصية اللازمة للحفاظ على تماسك الطريق.
ونحن في ديرة عريقة في مجال مشتقات البترول ولدينا المتخصصون والفنيون الذين يقدرون على ان يضعوا النهج العلمي السليم والطريقة العملية السديدة التي تعمل على ان تكون عمليات خلط الاسفلت تبعا لمواصفاتهم التي عرفوها وتقنياتهم التي درسوها وسبلهم التي جربوها.
فأين نحن من صنع الحلول الناجعة لقضايانا المختلفة إنما نطرح كل قضية على لجنة وينبثق عن اللجنة فرق عمل مختلفة ومتنوعة ثم نشير الى أهمية رأي الخبير او نعقد مؤتمرا لقضيتنا والحلول لا تكون على مستوى الطموح ولا تكون النهضة والتطلع الى التطور إلا بإشغال الفكر والقلب والضمير من أجل اجتثاث الفساد والاشارة الى الخطأ تمهيدا لوجود سبل في مجال التصويب.
ولا ننشغل بأتون الفرقة والفتن وتطاول البعض على البعض الآخر حتى جثث الموتى لم تسلم من التطاول والشحن السياسي.
فواجب الجميع ان يجد من أجل الوحدة في سبيل التنمية وبناء هذه الارض الطيبة.
يقولون الزمان بهِ فساد
فهم فسدوا وما فسد الزمان