أكد خلال افتتاح مؤتمر «تكامل الطب النفسي» قرب فتح عيادات تخصصية في المستوصفات

العبيدي: إطلاق برنامج وطني للصحة النفسية

1 يناير 1970 11:48 م
• نعمل مع مجلس الأمة لتوفير الاعتمادات المالية والتشريعات الملائمة لإقرار قانون الصحة النفسية

• مريم العوضي: القلق يشكل 25 في المئة من الأمراض النفسية
أعلن وزير الصحة الدكتور علي العبيدي، عن توجه الوزارة لتدشين برنامج وطني للصحة النفسية، يعمل على التنسيق بين الجهات المعنية لخدمة المواطنين والمقيمين بالشكل الأمثل، عن طريق توسع أكبر وبشكل مدروس في تقديم الخدمات النفسية لمحتاجيها بنظام الرعاية النهارية والاقامة خارج المستشفى.

وقال العبيدي، خلال رعايته فعاليات مؤتمر الكويت للصحة النفسية، الذي يعقد تحت عنوان «تكامل الطب النفسي في مراكز الرعاية الأولية» في فندق ريجنسي صباح امس، إن المركز المزمع يعمل على تفعيل التعاون بين مركز الكويت للصحة النفسية ووزارات الدولة المعنية بقطاع الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وقطاع الصحة النفسية الجنائية والإدمان وقطاع الصحة النفسية لكبار السن، مبينا انه جار اختيار أعضاء البرنامج، ثم الإعلان عنهم والبدء في وضع اللائحة واعداد الخطط الزمنية وتفعيلها بشكل مباشر.

وأضاف انه حرص على الحضور نظرا لاهتمامه بهذا الموضوع، وبالتوسع في الخدمات العلاجية والوقائية في مراكز الرعاية الأولية، مضيفا: القرار الذي اتخذناه في بداية عام 2012، بفتح عيادات تخصصية، مازلت أتابعه بنفسي خطوة بخطوة، بهدف أن يكون هناك عيادات تخصصية من ضمنها قطاع الصحة النفسية في المراكز الأولية، تخفيفا للعبء على المواطنين والمقيمين وتقريب الخدمات من مناطق سكنهم، وأيضا لتخفيف العبء على المستشفيات العامة.

وأكد أن ذلك يتم من خلال التعاون مع مجلس الأمة من أجل توفير الاعتمادات المالية والتشريعات الملائمة والضرورية وعلى رأسها قانون الصحة النفسية، مشيرا إلى أنه لا يجب أيضا إغفال التعاون مع القطاع الخاص في تطوير مجال الصحة النفسية في الكويت، وهو ما يتم حاليا العمل على تذليل العقبات في طريقه، عبر اللجنة المشكلة في وزارة الصحة، للنظر في شروط تراخيص مزاولة الطب النفسي في القطاع الأهلي.

وعن زيارة الوفد الكندي وتطبيق النموذج الكندي للحد من الوفيات في الكويت قال العبيدي: ما تم هو زيارة من الفريق الكندي، حيث جرى فيها عرض أبرز الملاحظات من خلال لقاءاتهم مع أقسام الطوارئ والحوادث، وقدموا لنا تصوراً جميلاً جدا، لذلك نحن نسعى للتعاون معهم في هذا المجال، وعلى أمل الوصول إلى ما يخدم لحل هذه المشكلة.

وقال العبيدي في كلمته الافتتاح إن هذا المؤتمر يأتي تجسيدا لاهتمام وزارة الصحة بهذا القطاع الطبي المهم وتنميته وتطويره، ولقد شهد هذا القطاع في الفترة الماضية القريبة طفرة كبيرة في فلسفة تقديم خدماته، تمثلت في وضع خطة طموحة وتصورات واضحة لتغيير الصورة النمطية والوصمة الاجتماعية المتعلقة بمفهوم المرض النفسي وعلاجه، تم تتويجها بافتتاح عيادات للطب النفسي في معظم مستشفيات الدولة، وافتتاح اجنحة دخول للمراجعين من الأطفال والمراهقين، وافتتاح البورد الكويتي للطب النفسي لتدريب وتأهيل الأطباء في هذا المجال وعقد العديد من ورش العمل والفعاليات التعليمية والتدريبية للمختصين بالاستعانة بالكفاءات الوطنية والخبرات العالمية من اجل الارتقاء بالمستوى والممارسة الإكلينيكية والخدمات المقدمة للمراجعين وصولا لافتتاح العيادات النفسية في مراكز الرعاية الاولية، وهو ما تم تدشينه في ذكرى اليوم العالمي للصحة النفسية عام 2012.

واضاف : ان الانتقال بتقديم خدمات الصحة النفسية عن طريق مراكز الرعاية الاولية والذي يتم وفق خطة واضحة تم عبرها افتتاح 7 عيادات من هذا النوع حتى الان، يساهم في تسهيل تقديم الخدمة لمحتاجيها في اماكن قريبة لمناطق سكنهم بالاضافة إلى مساهمته في تخفيف العبء النفسي والاجتماعي على محتاجي هذه الخدمة، ناهيك عن توافق هذه الممارسة مع ما يحدث في معظم دول العالم ذات النظام الصحي المتقدم، حيث يتم تقييم الحالات النفسية ومعالجتها في مراكز وعيادات الرعاية الأولية، يسهم ذلك في التخفيف من عدد المراجعات الطبية في مركز الكويت للصحة النفسية، والتي يتجاوز العشرة آلاف مراجعة سنويا، وتسهم ايضا في التقليل من متوسط بقاء المرضى في الأجنحة والذي يتجاوز 3 شهور في كثير من الأحيان.

وأشار العبيدي إلى أن اختيار موضوع المؤتمر هذا العام يأتي مكملا لجهود وزارة الصحة والطاقم الفني القائم على هذا القطاع المهم في تبادل الخبرات مع الجهات العالمية والاستفادة من انظمة العمل والتعاون في مجالي الطب النفسي والرعاية الاولية القائمة في تلك البلدان، بالاضافة الى مناقشة اخر التطورات والمستجدات في ما يتعلق بالامراض النفسية وعلاجاتها، متمنيا أن يخرج المؤتمر بأهداف يمكن تحقيقها في القريب العاجل، وأن يكون هناك ايضا خطة واضحة لتفعيل التوصيات النهائية.

بدورها، أكدت رئيسة المؤتمر رئيسة قسم الاستشارات الخارجية بمركز الكويت للصحة النفسية الدكتورة مريم العوضي، أن المؤتمر يعتبر الأول من نوعه على مستوى الكويت كونه يدمج تخصصين في وقت واحد، وهما الطب النفسي والرعاية الأولية، وبالتالي فهو يمس شريحة كبيرة من المتخصصين، مشيرة إلى أن أهم أهداف المؤتمر تتمثل في أن يكون هناك توعية في الوسط الطبي حول أهمية وجود الخدمات الصحية النفسية في المراكز الأولية، خاصة وأن تواجد هذه العيادات في المراكز الصحية يساعد المريض كونها قريبة منه، ويخفف العبء على مركز الكويت للصحة النفسية، بدلا من أن يكون مستشفى واحداً فقط هو المسؤول عن كل خدمات الطب النفسي في الكويت.

وأوضحت العوضي أن الأمراض النفسية تشمل تقريبا 20 نوعا، وأن أكثرها أنتشارا أمراض القلق حيث تصل إلى 25 في المئة من المجتمع، ويأتي بعدها أمراض المزاج حيث تصل إلى 15 في المئة، مضيفة: وللأسف أكبر شريحة تتأثر من 19 إلى 35 عاما، وبالتالي تجد أن أكثر شريحة منتجة في المجتمع هي الأكثر عرضة لهذه الأمراض، مبينة ان أسباب الامراض النفسية قد تكون وراثية أو اجتماعية أو لها علاقة بالتربية، وأن المرض النفسي مثل مرض السكر او الضغط، لا ينتج عن سبب واحد بل عدة أسباب مختلفة.

من جانبه، أوضح مدير مركز الصحة النفسية الدكتور عادل الزايد أن المؤتمر يعد خطوة جديدة نحو الانتقال الى مرحلة جديدة في خدمات الصحة النفسية في الكويت، مبيناً أن معظم المؤتمرات في الفترة السابقة كانت تهدف الى زيادة المعلومات الصحية في مجال الصحة النفسية الحديثة، مستدركاً ان هذا المؤتمر لهذا العام كان يهدف الى شقين أحدهما هدف عام وهو زيادة حصيلتنا العلمية في مجال التخصص، الا أن هذا المؤتمر يحمل خطوة عملية ايجابية الى الأمام، خاصة وأن عنوان المؤتمر «دمج خدمات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية» وهي فكرة ليست نظرية فقط وانما عملية هادفة الى رفع مستوى خدمات الصحة النفسية التي تقدمها الدولة وبالتالي سهولة حصول من في حاجة الى خدمة الصحة النفسية على أعلى مستوى وبالتالي كان لابد وأن يكون هناك نقطة بداية حيث يعد هذا المؤتمر هو نقطة البداية التي ينطلق منها تطوير خدمة الصحة النفسية في الكويت والانتقال بها الى واقعها الصحيح.