عون حذّر عبر باسيل من دفع المسيحيين إلى مشاريع غير ميثاقية
الحكومة الجديدة في لبنان دخلت «حقل ألغام» سياسي - طائفي
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
02:22 م
• السفير الأميركي في بيروت يزور الرياض لبحث الأوضاع
على غرار ما انتهت اليه عطلة الأسبوع السابق في لبنان، أسفرت عطلة الأسبوع الأخير عن عودة مشهد الانسداد السياسي إلى الواجهة واضعاً الجهود الجارية المتواصلة لتشكيل حكومة جديدة امام احتمالات الفشل او الذهاب إلى ما يسمى ضربة الفرصة الاخيرة بكل ما تحمله من مجازفات.
وتعممت الانطباعات المشككة في عملية تشكيل حكومة جامعة على أساس مشاركة غالبية القوى السياسية فيها بعدما اصطدمت وساطة «حزب الله» مع حليفه المسيحي زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون بتصلب الأخير ورفضه التخلي عن حقيبتيْ الطاقة والاتصالات حتى البارحة رغم تلقيه عروضاً كثيرة للاستعاضة عنهما بإحدى الحقائب السيادية الأربع (وهي المال والخارجية والداخلية والدفاع) إلى جانب حقيبة خدماتية أساسية تردد أنها المال أوالصحة أو الأشغال العامة. ولكن لا عون وافق على العروض ولا الرئيس المكلف تمام سلام قبل بالتراجع عن مبدأ المداورة في الحقائب الذي يدعمه فيه جميع الأطراف الآخرين بمن فيهم الرئيسان ميشال سليمان ونبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بالاضافة إلى تيار المستقبل الذي وافق على المشاركة في الحكومة على أسس من بينها المداورة.
ومع ان الأوساط القريبة من الرئيس المكلف وكذلك من قوى 8 آذار تحدثت أمس عن عدم انقطاع الأمل في التوصل إلى تسوية ومخرج لمطالب عون ورفضت الانطباعات التي أشيعت عن الوصول إلى طريق مسدود، فان الاجواء المحيطة بالمساعي الجارية بدأت ترسم علامات شكوك متعاظمة حول ما اذا كانت هناك قطبة مخفية فعلا وراء تصلب عون وفشل حليفه «حزب الله» في التوصل إلى إقناعه بتسهيل الولادة الحكومية، علماً ان زعيم «التيار الحر» رفع امس عبر المؤتمر الصحافي لصهره الوزير جبران باسيل السقف الاعتراضي إلى حدود غير مسبوقة موجهاً انتقادات ضمنية لحلفائه ولا سيما الرئيس نبيه بري ومحذراً من المخاطر «الميثاقية» لانتزاع حقيبة الطاقة «الاستراتيجية» منه وتداعيات ذلك على وحدة لبنان الكيان.
وتقول مصادر معنية بالاتصالات الجارية ان ثمة مهلة فعلية حددت إلى يوم غد او منتصف الأسبوع سيفتح بعدها الباب على خيار اخير هو إقدام الرئيسين سليمان وسلام على إصدار مراسيم حكومة جديدة أيا تكن النتائج والمواقف والتداعيات التي قد تؤدي اليها وحتى لو اعتُبرت حكومة امر واقع. ولعل اللافت في هذا الاتجاه ان المصادر قللت هذه المرة من إمكانات ان تؤدي الخطوة الحكومية اذا صدرت بعد فشل المحاولات الاخيرة للتوافق الواسع إلى نتائج دراماتيكية لان ما كان يخشى منه قبل الاتفاق على صيغة 8-8-8 اختلف بعد هذا الاتفاق وربما يساعد على تمرير استيلاد حكومة يضطر الرئيسان سليمان وسلام إلى اللجوء اليها كورقة اخيرة. ويبدو من ذلك ان ثمة مناخاً جديداً وحسابات جديدة طرأت وفرضتها التطورات الأمنية في الداخل من جهة وتطورات إقليمية ودولية من جهة اخرى لن يمكن معها الا توقُّع حسم حكومي وشيك ولو انه لن يسقط نسبة عالية من المخاطرة والمجازفة التي لن تظهر الا بعد عملية إصدار مراسيم الحكومة الجديدة ولا سيما في ضوء موقف عون امس.
وتوضح المصادر ان الساعات الممتدة إلى اليومين المقبلين تكتسب أهمية مفصلية في إنقاذ مشروع حكومة توافقية بالحدود الدنيا وإلا فان الوضع سيفتح على مجهول الخيار الآخر الذي لم يعد ممكنا للرئيسين سليمان وسلام الا يقدمان عليه. وهو خيار يرجح ان يستند إلى التوافق الذي قام بين الفريق الشيعي وتيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط ورئاسة الجمهورية والرئيس المكلف كأساس صلب لتشكيلة الحكومة ما يستبعد تالياً ان تبقى الحكومة الحيادية مطروحة كخيار اخر. ولعل المحظور الكبير الذي يواجهه هذا الخيار يتمثل في إمكان مضي العماد عون في رفض مشاركة وزرائه في حكومة تصدر من دون توافق معه في وقت لن تتمثل فيه أيضاً «القوات اللبنانية» التي ترفض أساسا المشاركة في حكومة سياسية مع «حزب الله». وهذا يعني ان الساعات المقبلة ستتركز على سد الثغرة المسيحية ومحاولة معالجتها من جهة وعدم التراجع امام احتمال الاضطرار إلى تشكيل قيصري للحكومة في النهاية من جهة اخرى. وكلاهما خيار شائك وصعب ما يبقي باب المفاجآت مفتوحا على الغارب ومعه حبس الأنفاس في انتظار ما ستسفر عنه المساعي المحمومة في سباقها مع الوقت والفرصة الاخيرة وسط استكمال السفير الاميركي في بيروت دايفيد هيل حركته الداعمة لتشكيل حكومة جامعة كمعبر لإنجاز الانتخابات الرئاسية متوجها إلى الرياض للقاء المسؤولين فيها عن ملف لبنان.
وكان الوزير باسيل، هاجم في مؤتمره الصحافي امس الرئيس بري ضمناً
حين اشار إلى ان المداورة يجب ان تشمل ايضاً المواقع ضمن الطوائف (في اشارة إلى منصب رئاسة البرلمان)، معتبراً ان «المداورة بالشكل المطروح حالياً المقصود منها استهداف تيار وطائفة ووطن وقطاع»، معتبراً ان «نفط لبنان مستهدف وهذه الحقيبة استراتيجية وضمانة للبنان وللمسيحيين وللشراكة ومن حق هذه الطائفة ان تؤتمن مرحلياً على نفط لبنان». وإذ سأل: «هل أصبح دور المسيحيين فولكلورا؟»، قال: «هم ليسوا متسولي مقاعد وحقائب. والمسيحي في لبنان ليس مثل بعض مسيحيي المنطقة ولن يجري ترويضه وما يحصل اخطر من مشاركة في حكومة او عدمها. اذا كان الحرص محصورا بوأد الفتنة بين السنة والشيعة لن ينفع وسيولد نزاعا بين المسيحيين والمسلمين، وان لم يبادر المسلمون إلى وقف هذا المسار فهذا يعني انهم يدفعون المسيحيين دفعا إلى مشاريع غير ميثاقية نرفضها وما زلنا نعمل لمواجهتها»، وآملاً «ألا يخطئ احد معنا مجددا لان (التسونامي) اما يكون مجددا او هزات ارتدادية تأتي تباعاً».
890 ألف نازح سوري في لبنان
| بيروت - « الراي» |
أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان عدد النازحين السوريين الى لبنان وصل الى 890 الف شخص.
وأشار تقرير مفوضية شؤون اللاجئين ان 841600 شخص مسجّلين لديها بينما لا يزال 48 الف شخص في انتظار التسجيل، موضحا ان «عدد النازحين الى شمال لبنان وصل 247425، أما عددهم في بيروت وجبل لبنان فوصل الى 201818، فيما بلغ عدد النازحين الى البقاع شرق لبنان 284853. اما عددهم في جنوب لبنان فناهز 107846».