حسين الراوي / أبعاد السطور

شكراً داوود الشريان

1 يناير 1970 04:45 م
عبر برنامجه هاجم الإعلامي داوود الشريان الدعاة الذين يفتون للشباب بوجوب الذهاب لسورية والعراق من أجل الجهاد، وحملّهم مسؤولية قتل الكثير من شباب المسلمين، الذين سرقوا أنفسهم من آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وبيوتهم وأوطانهم، وذهبوا للقتال هناك.

لقد وضع الشريان أصبعه على الجرح، وكان شجاعاً فيما قاله عن ذلك الصنف من الدعاة الذين يفتون بعكس ما يفتي به عُلماء الأمة الأكابر الراسخون في العِلم، المشتهرون بالتقى والحكمة والورع وطِيب السيرة. والمضحك المحزن في ذات الوقت أن أولئك الدعاة الذين ذكرهم الشريان على الهواء مباشرة، بعضهم أخذ يُكذّب الشريان، ويرد عن نفسه تهمة الإفتاء بالجهاد للشباب في العراق وسوريا! بينما هو يكذب، وهناك أدلة كثيرة تشهد وتثبت أنه كان من رؤوس المحرضين على الجهاد.

وبعض أولئك الدعاة الذين ذكرهم الشريان أخذ يهدده بأنه سيرفع عليه قضايا! وآخر يطلب من الشريان أن يناظره على الهواء مباشرة! جزى الله الشريان كل خير حيث أنه كان أول الإعلاميين بفتحه الباب على مصراعيه لكشف ذلك الصنف الخطير من الدعاة الثوريين، الذين صمت عنهم الإعلام لسنوات طويلة، دونما أن يقف في وجوههم ويصرخ: كف عبثاً بأرواح أبنائنا.

ذلك الصنف من الدعاة مات بسبب فتاواهم الكثير من الشباب الذين غرروا بهم، بينما هم لم يذهبوا للجهاد ولا حتى أي أحد من أبنائهم، بل أن أحدهم استنفر طائرات الأمن في بلاده من أجل أن يعودوا بابنه الذي أرسل له رسالة هاتفيه يبلغه بها أنه على الحدود متجهاً إلى العراق للجهاد! ذلك الصنف من الدعاة يأكلون ألذ الأكل، ويشربون أعذب الشراب، ويلبسون أغلى الثياب، ويتزينون بلبس المشالح ذات الأطراف الذهبية، ويركبون أثمن السيارات، ويتقاضون أعلى المرتبات، ويخرجون علينا عبر القنوات ليلاً ونهاراً بصحة وعافية، بينما يتركون أمهات وآباء وزوجات من يموتون بسبب فتاواهم يقضون العمر كله في البكاء والحزن والهم واليُتم.

إن الجهاد ليس فوضى، وإن للجهاد ضوابط وشروطا، لا كما يفتي به دعاة الدماء والثورات والمظاهرات دون عِلم حقيقي راسخ.

داوود الشريان لوحده أرعبهم وأقلقهم، وجعل صياحهم يبلغ ما بين المشرقين، لأن الحق يوجع الباطل، ولأن «الحق أبلج والباطل لجلج»، فإننا لنحتاج من الإعلاميين من يشبه الشريان في مهاجمته وكشفه وفضحه للدعاة من أبطال تويتر، الذين يوجهون شبابنا المسلم في النهار والليل نحو الجهاد المشبوه، وهم يتنعمون على أسرتهم بلذيذ الكرى ملء جفونهم! فشكراً داوود الشريان.