د. تركي العازمي / وجع الحروف

الشيخ سالم والدعم المستحق!

1 يناير 1970 06:32 ص
جريدة الراي «جزاها الله خيرا» سمحت لي أن أقرأ ما بذهن الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح وزير المالية السابق المحافظ السابق للبنك المركزي كي أرد من جانب أتفق معه عليه وجانب توضيحي آخر على صلة بما ذكر!

أكتب عنه وهو خارج المنصب الوزاري وبالتالي لن يقال عني صاحب مصلحة.. أكتب عن قناعة على هيئة نصيحة فقط!

طبعا رأي الشيخ سالم محل احترام فالدعم الحكومي يجب أن يذهب للمستحق وفلسفتنا للدعم يجب ألا تتجاهل لغة الأرقام لاسيما وان النسب التي ذكرها في سياق حديثه عن الدعم المقدم من الدولة الذي نشرته «الراي» في يوم الاربعاء الموافق 22 يناير 2014 مخيفة جدا جدا جدا للأبناء جيل المستقبل؟

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لماذا نتهرب من هاجس العجز المالي المحتمل وبنسبة كبيرة أن تواجهه الموازنة العامة للدولة لو مضينا على نفس المنهجية من دون تخطيط مستقبلي؟

إن الشعب الكويتي مجتمع صنفه الباحث العالمي المشهور هوفستد في دراساته بشعب يتميز بضعف في التخطيط المستقبلي... والتخطيط أساس مصدره الفكر الاستراتيجي والفكر الاستراتيجي لا يتقنه إلا القيادي «الفذ» من النخبة أصحاب الرؤى المستقبلية... النخبة التي هجرت المناصب ولم تجد من يقول لها «تفضل هات ما عندك»!

ماكينزي العالمية قالت في تقريرها المرفوع للحكومة في العام 2004 إن المستوى القيادي الكويتي يعاني من قصور ومستواه ضعيف... ومنذ عقد من الزمان ونحن نبحث عن «زيادة» تتبعها زيادة ومع كل «فكرة» زيادة تظهر ردة فعل بزيادة الأسعار تلقائيا!

الإصلاح من الجانب المالي ذكره الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح وأنا أثق في كل ما تناوله حيث الخبرة والحنكة القيادية التي يتميز بها والتي تجعل منه نموذجا للقيادي الأخلاقي «الصح» الذي فقدته المنظومة الحكومية مؤسساتيا!

وفي العودة لما نشرناه في مقالات عدة حول الإصلاح وعلاقته الوطيدة بالقيادة نستطيع ان نرسم الطريق المنشود المؤدي إلى ترشيد الدعم من خلال إعادة هيكلته كما ذكر «بو فهد» وأرى ان مجرد التفكير بالمس بالمكتسبات التي حصل عليها الأفراد يفتح الطريق أمام البقية ممن أطبق عليهم وصف هوفستد قبل عقدين من الزمان... والغريب هنا أن نموذج هوفستد بات متأصلا في ممارساتنا فنحن تقودنا السياسة والعاطفة، وبعيدون كل البعد عن لغة الأرقام والفكر الاستراتيجي المغيب عنا ناهيك عن هيكلة الاقتصاد المتأرجحة والتي تتمايل مع كل «شوشرة» سياسية أو تحرك من المجاميع المؤمنة بثقافة «اصرف ما في الجيب»!

نعم الدعم موجود ومطبق في معظم الدول ونذكر تدخل الحكومة الأميركية أثناء الأزمة المالية التي عصفت بالأسواق العالمية عام 2008 ومازالت اثارها قائمة.... وسببها غياب القيادة الأخلاقية بالضبط كما ذكرت في عرضي لها ضمن أبواب رسالة الدكتوراة البحثية وإلا هل يعقل أن تخرج الأزمة من المؤسسات المالية التي تعتبر طبيعتها محاطة بضوابط تنظيمية وحوكمة صارمة كأساس لعملها Self Regulated؟

نعم الدعم موجود لكن الدول الغربية «تحترم» لغة الأرقام وتربط الدعم بشروط تجبر المدعوم أن يأتي بإنتاجية ويتجاوز المحنة وخلافه من الضوابط القيادية التي اشتهر رموزها بفكر استراتيجي مميز فيه من الإبداع الشيء الكثير!

المراد إننا بحاجة إلى دعم من أصحاب القرار يمكن القيادات «الصح» من التقدم لوضع تصوراتها الإصلاحية وحينئذ نستطيع توفير مناخ عمل إبداعي يفتح لنا الآفاق أمام تعدد مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد الكلي على النفط!

يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... نحن لم تترك لنا القيادات ضعيفة المستوى المجال لغرس روح الإبداع والإنتاجية فكل شيء محتكر قياديا وطريقة الاختيار هي التي أوصلتنا إلى هذه الحالة التي تجد فيها الفساد المعنوي يسابق الفساد المادي والحديث ذو شجون في هذا الشأن ولن تكفي هذه المساحة لسرد مضامينه ومحركاته والطرق المتبعة التي باتت من سمات مجتمعنا مع بالغ الأسف وكل الشكر لأبي فهد الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح... والله المستعان!

[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi