من نصاحب...؟
| حميدي عبد الله الرشيدي |
1 يناير 1970
11:48 ص
ذكر أهل العلم أنه يوجد أمران للإنسان: واحد لا قدرة له عليه والآخر من تصاحب؟
قبل أن نشرح ما نود شرحه؛ من صحبه. يقول أبو الدرداء: إني لأجن نفسي، ببعض الباطل كراهة ان أحمل عليها من «الحق» ما يملها. أنجامل في صحبتنا مع الناس، أم الناس هم من يجاملونا في صحبتهم معنا، أم الأول فلنا وأم الثاني فلهم، أم نقول الحق بيننا من صحبة، الحق في اللغة: الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني هو «الحكم المطابق للواقع»، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله «الباطل». وأما الصدق فقد شارع في الأقوال خاصة، ويقابله «الكذب»، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، «فمعنى صدق الحكم مطابقة للواقع»، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه. وكثيرا ما نسمع أن فلانا يزعم أنه على «الحق». ويخطر على بالي قول إبليس حينما قال لله «أنا خير منه». أي: إبليس زعم أنه الأحق. الحق هو مذهب شخصي: يعرف أصحاب المذهب الشخصي الحق بأنه، «قدرة أو سلطة إرادية يخولها القانون لشخص معين «فالعنصر الجوهري للحق عن أنصار هذا المذهب يكمن في إرادة شخص صاحبه القائل انني على حق. وأما المذهب الموضوعي: أي الزاعم. يرى أصحاب هذا المذهب أن العنصر الجوهري هو موضوع الحق والغرض منه، هو مصلحة يحميها القانون. وطبقاً لهذا التعريف فإن الحق يقوم على عنصرين: العنصر الأول: موضوعي وهو المصلحة أو المنفعة التي تعود على صاحب هذه المصلحة قد تكون مادية أو أدبية أو معنوية. ويقول بهذا الشأن توفيق الحكيم، عن المصلحة الشخصية: المصلحة الشخصية، هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها قوة المبادئ. والعنصر الثاني: شكلي وهو عنصر الحماية القانونية اي الدعوة القضائية بمنحها لحماية الحق. العاقل يقول: «أن شاء الله، أن أكون على حق». ونحن ان شاء الله مؤمنون بالحق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصدق كلمة قالها شاعر لبيد «ألا كل شيء ما خلا الله باطل». وقالت العرب:
«السيف لا يزهو بجوهره
وليس يعمل إلا في يد بطل»
أي: إن السيف ليس هو الذي يحقق النصر، لكن المقاتل بالسيف يصل إلى النصر إذا كان مؤمناً، وإني أرى أن القلم هو السيف الآن؛ إذاً: فالذين يضيعون الحق ليس لهم أن يسألوا: لماذا ضاع الحق؟ إنما عليهم بتطبيق منهج الله في الوصول إلى الحق، عندئذ لا نكون ضائعين بأنفسنا عنه. فالحق سيظل من الله ولن ينطمس، أما الممتري، أي: الذي يشك فيه، فهو الذي يظن أنه يحكم بين نسبتين متساويتين. إن ذلك الممتري الذي يشك في أمر عليه أن يعلم أن الحق الإلهي لا تقابله نسبة أخرى، فهو لا يعرف شكاً ولا ريباً. أي: الله سبحان وتعالى لا غيره.
أنصاحب الكاذب...؟
الكاذب والناصية: قال تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية، ناصية كاذبة خاطئة) «سورة العلق، الآيات: 15- 16» مركز الكذب!؛ اجريت دراسة عن الكذب وتم طرح أسئلة؛ لماذا يكذب الإنسان؟ وهل هنالك منطقة محددة في الدماغ مسؤولة عن الكذب؟ بل ماذا يحدث أثناء عملية الكذب؟ وهل هنالك طاقة يصرفها الإنسان عندما يكذب؟ جاء في معنى كلمة «الناصية»، هي قصاص الشعر، وتقول العرب: نصاه أي قبض بناصيته وهي شعر «الغرة» أي : شعر مقدمة وأعلى الرأس. وهي أهم منطقة في دماغ الإنسان والحيوان. والقرآن الكريم، أول كتاب يحدد مهام الجزء الأمامي من الدماغ وغير ذلك الاكتشاف كثير؛ ونلاحظ أن العرب زمن نزول القرآن الكريم كانت تفهم من كلمة «الناصية»، أعلى ومقدمة الرأس، أو أعلى ومقدمة أي شيء. ومن يلاحظ الأخوة المصريون، ان تم السفر لهما، نجد عند سؤالك لأي احد هناك، عن وجهت الطريق، لقال لك على «أول النصية»... لقد وجد العلماء أن منطقة الناصية في الدماغ أو الفص الجبهي هو المسؤول عن اتخاذ القرارت، ولذلك فإن الوصف القرآني دقيق جداً، من الناحية العلمية عندما وصف الناصية بالخاطئة : ( ناصية كاذبة خاطئة ). وهنا أيضاً نلاحظ أن القرآن قد ربط بين الناصية وبين الخطأ، من الناحية الشكلية، ذهب جمهور من المفسرين إلى تأويل الآية بأن وصف الناصية بالكذب والخاطئة ليس وصفاً لها بل هو وصف لصاحبها. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ايكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم. ايكون بخيلا؟ قال: نعم. ايكون كذابا؟ قال: لا. رواه مالك.