شرق لبنان «مستودع نار» وتوتر في طرابلس

«مجزرة الأطفال» في عرسال تعزّز المخاوف من «التصعيد المباغت»

1 يناير 1970 02:00 م
بين البقاع والشمال تنقّلت «العدسات» امس محاوِلة رصْد «الهبّة الساخنة» الأمنية التي اندفعت على الحدود اللبنانية - السورية في عرسال وجوارها وعلى «خطوط التماس» بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس وذلك غداة التفجير الانتحاري في الهرمل احد أبرز معاقل «حزب الله» (في البقاع).

وبدت التطورات «اللاهبة» في البقاع والتي كانت اتخذت منحى بالغ الخطورة مع المجزرة التي شهدتها بلدة عرسال (السنية في محيط شيعي) حيث سقط خمسة اطفال من عائلة واحدة وأربعة اشخاص آخرين في قصف صاروخي تعرضت له ولا يزال مصدره ملتبساً، عكْس سير «الهبّة الباردة» التي تلفح المشهد السياسي الداخلي مع قرب إنجاز التفاهم على الحكومة الجديدة، ولم يُستبعد ان تكون في إطار محاولة «التشويش» على التوافق العربي - الاقليمي - الدولي «الموْضعي» على منْع بقاء لبنان مكشوفاً بالكامل وبلا اي «حصانة سياسية» على «كرة النار» السورية.

وما عزّز مخاوف أوساط سياسية من امكان دفع الامور أكثر الى توترات كبيرة في البقاع هو التطورات التي أعقبت وقوع المجزرة في عرسال لجهة استمرار القصف من الجانب السوري على أطراف البلدة ليل الجمعة وصولاً الى بلدات شيعية مجاورات لها اضافة الى رأس بعلبك (ذات الغالبية المسيحية) حيث سقط عدد من الجرحى، وهو ما رفع درجة الخشية من انزلاق البقاع الشمالي الى فتنة ولا سيما بعد الاتهام الذي وجّهه رئيس بلدية عرسال لـ «حزب الله» بالوقوف وراء قصف البلدة وهو ما نفاه الحزب في شكل قاطع واصفاً اياه بانه اتهام «خطير».

وفي حين توجّه وفد عسكري امس الى عرسال بناء على تكليف من القضاء العسكري لتحديد الجهة التي أُطلقت منها الصواريخ على عرسال ليُبنى على الشيء مقتضاه، وذلك غداة اعلان الجيش اللبناني ان المصدر هو الجانب السوري، استوقف دوائر مراقبة التداول بما اورده ناشطون قيل انهم تابعون لتنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي من تبني هذا التنظيم قصف عرسال على خلفية «تمادي جماعات ما يسمى بـ (الجيش الحر) بعرسال في تضييق الخناق على الإخوة في الدولة الإسلامية بالعراق والشام - ولاية لبنان».

وبحسب هذه الدوائر، فان هذا التبني اذا صحّ، فهو يعني ان الحرب بين «داعش» وسائر مجموعات المعارضة السورية بدأت تنتقل الى لبنان، واذا لم يصحّ، وهذا راجح، فهو يعني انه بات بالامكان استخدام هذا التنظيم كغطاء لتنفيذ عمليات لأهداف متعددة تربك الوضع الداخلي اللبناني وربما توجّه «رسالة اعتراض» الى اي تفاهمات خارجية قد تكون بدأت تتبلور حياله.

واشارت الدوائر نفسها الى مفارقة تحريك جبهة جبل محسن (العلوي) - باب التبانة (السنية) في طرابلس بعيد مجزرة عرسال حيث اطلق مجهولون النار على ابن شقيق رئيس المجلس العلوي طالب عاصي ما ادى الى مقتله وذلك فيما كانت عاصمة الشمال تشهد تحركات احتجاجية على «القصف القاتل» لعرسال.

وقد ادى مصرع عاصي الى انفجار مواجهات ليلية عنيفة على محاور القتال التقليدية في طرابلس حيث اندلعت مواجهات بالقذائف والصواريخ كما عادت عمليات القنص ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى.

ولم تحجب احداث طرابلس الانظار عن جريمة عرسال المروعة التي ذهب ضحيتها الابناء الخمسة لزاهر الحجيري الذين تراوح اعمارهم بين السنة ونصف السنة و10 سنين، الى طفلة من عائلة اخرى وشابة قبل ان يفارق الحياة اثنان من الجرحى الـ15.

ولف الحداد امس عرسال المؤيدة للثورة السورية والتي تقع على سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشترك مع سورية بخط حدودي طوله 55 كم ويبلغ عدد سكانها نحو 40 ألفا وتؤي نحو 80 ألفا من النازحين السوريين. ولم يخمد غضب اهاليها الذين كانوا اعلنوا في بيان عقب اجتماع موسع في دار البلدية انهم «لن يسمحوا لحزب الله ونظام الشام باقحام عرسال ضمن معادلة الثورة السورية وموازين القوى الميدانية في سورية»، وتعهدوا «الدفاع بكل الوسائل عن كرامتنا واطفالنا واهلنا».

وكان لافتاً ان الرئيس سعد الحريري حذّر من لاهاي التي يتابع فيها حضور الجلسات الاولى للمحكمة الخاصة بلبنان من ان «الصواريخ القاتلة والارهابية ايا كان مصدرها تهدف الى امر واضح هو الفتنة وترهيب المواطنين وترويعهم»، مشددا على «ثقته بان ابناء عرسال الصابرين والصامدين سيعضون على الجرح وسيفوتون الفرصة على الفتنة المنبوذة».

وفي موازاة ذلك، تتواصل التحقيقات في انفجار الهرمل وسط حسم ان الشاب حسن غندور ولقبه «الغزاوي» ليس الانتحاري الذي فجّر نفسه في البلدة وذلك بعدما حسمت ذلك فحوص الحمض النووي الريبي كما اعلنت قيادة الجيش اللبناني.

ويُذكر ان والد حسن غندور المدعو عبد الناصر من المذهب الشيعي ويعمل في محل لبيع الدجاج في صيدا. أما والدته فهي مصرية تدعى عزيزة عيد. والشاب كان يعمل ممرضاً في مستشفى لبيب، ومعروف بين زملائه في العمل بكونه سلفياً منذ مراهقته. ولفتت مصادر الى أنه ترك العمل منذ شهرين في المستشفى وسط همس عن أنه ذهب للجهاد في سورية.

«8 آذار» رحّبت بكلام زعيم «المستقبل» من لاهاي



بري: الحريري غلّب حسّه الوطني رغم المناسبة القاسية والمريرة



| بيروت - «الراي» |

سارعت قوى 8 آذار الى الترحيب بموقف الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي اكد فيه موافقته على حكومة جامعة مع «حزب الله».

وتلقف رئيس البرلمان نبيه بري كلام الحريري معلناً «هذا موقف كبير جداً، فبرغم المناسبة القاسية والمريرة، غلـّب (الحريري) حسّه الوطني على كل شيء».

وفيما نُقل عن «حزب الله» انه لم يتفاجأ بموقف زعيم «المستقبل»، عبّر فريق العماد ميشال عون عن ارتياحه لما قاله الحريري «ونأمل أن يكون عنصراً مساعداً في تشكيل الحكومة».

وكان الحريري أبلغ الى «رويترز» على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان ردا على سؤال حول مشاركته في حكومة مع حزب الله انه «فيما يخص الاتفاق نحن ايجابيون في تشكيل حكومة. هذا شيء جيد للبلد وللاستقرار في البلد».

وأشار إلى أنه لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وحلفائه «فمبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ونحن نعرف بأنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم». واضاف: «نحن نعرف انه من الممكن ان يكون هذا هو الحال ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين. ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لاننا لا نريد ان نبقي اي احد خارجا لأن لبنان يمر في فترة صعبة خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في القضية في سورية».

وعما اذا كان متفائلا بخصوص تشكيل الحكومة قال: «انا متفائل جدا...لا اعرف (متى) ولكن أنا متفائل».

أكثر من 880 ألفاً عدد النازحين السوريين إلى لبنان



بيروت - يو بي أي - أظهر تقرير دوري للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أن عدد النازحين السوريين الى لبنان المسجلين لديها وصل الى 880.063 نازحاً. وأكدت المفوضية، إن عدد النازحين السوريين الى شمال لبنان بلغ 245.393 نازحاً، بينما وصل عددهم في بيروت وجبل لبنان الى 196.941 نازحاً.

أما في البقاع شرق لبنان، فقد وصل عدد النازحين السوريين فيه الى 280.639 نازحاً، وفي جنوب لبنان بلغ عدد النازحين السوريين 105.980 نازحاً.

وتابعت الوكالة إن عدد النازحين المسجلين لديها وصل الى 828.953، بينما لا يزال 51.110 في انتظار التسجيل.